الوقت- أعلن مصدر عسكري سوري، في وقت متأخر من مساء الأحد، إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار فوق محافظة القنيطرة، جنوب غرب البلاد.
وذكرت وسائل الإعلام السورية التي نشرت فيديو للطائرة أنها كانت تحلق فوق قرية "حضر" عندما أسقطت، مشيرة إلى أنها من نوع "سكاي لارك 1"، طراز "روخيف شمايم ."
من جانبها، أشارت وكالة "سانا" السورية إلى أن الطائرة من صنع شركة "البيت" الإسرائيلية للإلكترونيات، ويبلغ طولها 200 سم، وعرضها 312 سم، ومدى الطيران 20 كيلومترًا، ويتم التحكم بها من محطة أرضية .
ونفذت إسرائيل عدة اعتداءات على سوريا منذ بداية الأزمة فيها قبل نحو أربع سنوات کان آخرها القصف الذي نفذته طائرات اسرائيلية في الأسبوع الماضي على أطراف دمشق واستهدفت فيه مناطق قرب مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس.
ويشير مراقبون أن هذه الهجمات الاسرائيلة جاءت في سياق دعم الجماعات المسلحة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد. واللافت أن طائرة الاستطلاع الاسرائيلية كانت تحلق فوق مدينة القنيطرة في الجنوب من سوريا والتي تعتبر الجبهة الأكثر سخونة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، ما يقوي الافتراض أن الطائرة كانت في مهمة استطلاعية في سياق تقديم الدعم اللوجستي للجماعات المسلحة.
وتشهد القنيطرة قتالا عنيفا بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة المتمثلة بجبهة النصرة في تلك المنطقة، وتشير مصادر مطلعة إلى وجود تنسيق مباشر بين هذه الجماعات والكيان الاسرائيلي تعكسه عدة وقائع من بينها تقديم العلاج لجرحى الجماعات المسلحة في مشافي الكيان الصيوني وكذلك عدم اعتراض تل أبيب على الهجوم اللذي نفذته جبهة النصرة في الأشهر الماضية على قوات فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة داخل الخط الفاصل بين الجيش السوري والجيش الاسرائيلي واحتجاز 80 رهينة منهم .
وكان موقع الوقت التحليلي قد أشار في وقت سابق نقلاً عن المتخصص في شؤون المنطقة الدكتور سعدالله زارعي، أن الدور الاسرائيلي في الأزمة السورية يقبل على مزيد من العلانية والفاعلية، حيث أفاد زارعي أن الهزائم المتتالية التي منيت بها جبهة النصرة على يد الجيش السوري وقوات حزب الله خلال الأشهر 18 الأخيرة، ومن ثم احراز هذه الجماعة المسلحة تقدماً في القنيطرة حيث الوجود الاسرائيلي يشير بوضوح إلى الدور الاسرائيلي في تحقيق هذا التقدم .
وأوضح ان الوقائع تشير الى أن جبهة النصرة لم تكن لديها خطة منسجمة للتقدم على الأرض حتى ما قبل عمليات يبرود في آذار/مارس 2013، ولكن بعد معركة يبرود والاقتراب من اعلان هزيمة معارضي الأسد، عمل الكيان الاسرائيلي على ايجاد حالة توازن قوى بين قوات الأسد ومعارضيه .
وكان عضو الكنيست الاسرائيلي، سعيد تفاح، قد صرح بعد تقدم جبهة النصرة في منطقة الشيخ مسكين أن "تقدم جبهة النصرة بدون التنسيق مع الكيان الاسرائيلي أمر غير ممكن الحدوث ".
يبدو أن اسرائيل ماضية على نهجها في تصعيد الأزمة السورية، وتقديم الدعم للجماعات الارهابية المسلحة، حيث أن اسرائيل كانت ومازالت المستفيد الأكبر من تصاعد هذه الأزمة ولن تؤل جهداً لاضعاف النظام السوري واسقاط الرئيس بشار الأسد.
