الوقت – في سياق المواقف الصادرة من داخل المجتمعات الغربية ضد السياسات الامريكية التي تستهدف الدول الاسلامية وكذلك سياسات عملاء امريكا بالمنطقة رفضت مؤسسة الدراسات السياسية في امريكا ادعاءات السعودية وبعض الدول الخليجية بأنها تحارب المد الايراني في اليمن واعتبرت دعم واشنطن للرياض "كارثة انسانية".
وانتقدت هذه المؤسسة الامريكية بشدة الدعم الامريكي الشامل للسعودية وحذرت من عمليات ابادة محتملة في اليمن وقالت "ان امريكا تستمر في تزويد السعودية بالاسلحة من اجل العدوان واستمراره في وقت يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة الشديدة.
واضاف تقرير المؤسسة ان السعوديين ورغم وعدهم بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل المدنيين في غاراتهم الجوية على اليمن، يستمرون في استهداف المراكز المدنية ويتسببون بعمليات قتل بأعداد هائلة ودمار واسع.
وتابع التقرير: ان العدوان على اليمن تسبب بتشريد 2.3 مليون شخص ومقتل 5700 يمني جلهم من المدنيين وان ثلثي القتلى قضوا في الغارات السعودية وان 82 بالمئة من الشعب اليمني بحاجة الى المساعدات بما فيها المساعدات الطبية.
ويجب ان نضيف الى محنة ومعاناة الشعب اليمني ان امريكا قررت مؤخرا بيع اسلحة بقيمة 1.3 مليار دولار للسعودية من بينها صواريخ جو ارض وقد باعت امريكا للسعودية بين عامي 2010 و2014 تسعين مليار دولار من الاسلحة بينها قنابل عنقودية محرمة دوليا.
ويضيف التقرير: ان القلق السعودي من اليمن يكمن في احتمال قيام حركة انصارالله وحلفائها بزعزعة امن حكام السعودية وانفلات الامور من يد هؤلاء الحكام واحتمال انتفاضة الشعب السعودي، كما يريد هؤلاء الحكام اعادة اليمن الى بيت الطاعة السعودي.
ان السعوديين يدعون بأنهم دخلوا حربا في اليمن تدار بالنيابة عن ايران لكن الحقائق لاتثبت ذلك ورغم ذلك تقوم امريكا للأسف بدعم الاكاذيب السعودية في اعلاناتها الرسمية وتكرر ذلك في وسائل اعلامها، وان السعوديين والدول الخليجية يتذرعون بموضوع التدخل الايراني ليبرروا حربهم في اليمن في وقت يعزز تنظيم القاعدة وجوده في اليمن والمناطق المحيطة به.
واضافت "مؤسسة الدراسات الامريكية" ان دعم امريكا للنظام السعودي قد استمر رغم العدوان السعودي والكارثة الانسانية فامريكا تزود السعودية بالمعلومات الاستخباراتية وتساهم في الحصار البحري المفروض على اليمن وقد قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري "اننا لدينا علاقات قوية وواضحة مع السعودية وان شيئا لم يتغير"، واعتبرت المؤسسة الامريكية ان هذا المستوى من الدعم للسعودية يتناقض بشدة مع الادعاءات الامريكية حول الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
واضاف تقرير المؤسسة الامريكية: ان اليمن احدى افقر دول العالم في وقت تعتبر السعودية والدول الخليجية من اغنى البلدان في العالم لكن هذه الدول وامريكا يدمرون اليمن الذي كان يمكن ان يكون معقلا للديمقراطية في الشرق الاوسط، ان امريكا قضت على ديمقراطية محتملة كرمى لعيون النظام السعودي المستبد والشمولي.
وختم التقرير: ان امريكا اختارت الانظمة الفاسدة في منطقة الشرق الاوسط بسبب النفط وبسبب مصالحها وتحالفت مع الدكتاتوريين، وان امريكا تتحمل مسؤولية اخلاقية لانها سهلت عمليات الابادة المحتملة في اليمن.