الوقت- يمكن الجزم ان كافة الجهات الخارجية التي تتدخل في سوريا وكذلك الارهابيين الذين يحظون بدعم هذه الجهات لم يعودوا يخفون نواياهم الحقيقية خلف الشعارات المزيفة وقد اعلنوا ان الهدف هو الاطاحة بنظام الحكم ولذلك اصبح واضحا ان الازمة السورية هي في الاساس مشروع غربي اسرائيلي يشارك فيه العرب الرجعيون وان ادوات التنفيذ هي الجماعات الارهابية التكفيرية التي امعنت في القتل والدمار طيلة 5 سنوات.
ان المجتمع الدولي يعترف ان قسما كبيرا من الجماعات المسلحة في سوريا هم ارهابيون لكنه يتجنب اطلاق اسم الارهاب على كافة الجماعات التكفيرية المجرمة التي تتحالف مع تنظيم القاعدة مع العلم ان هذه الجماعات ليست سورية وكلها تعمل كأداة بيد لاعبين أجانب وتشكل تهديدا للامن العالمي لكن الجهات الاجنبية التي تدعم هذه الجماعات تريد الاستفادة منها لتعزيز قدراتها التفاوضية مع الحكومة السورية.
ان الائتلاف الامريكي الغربي التي تحافظ على وجود الجماعات المسلحة في العراق وتستغلها كأدوات تؤدي الدور المطلوب منها تفعل الشي نفسه في سوريا وباقي المناطق وعندما نرى ان العمليات العسكرية في سوريا باتت قاب قوسين أو أدنى من القضاء على الارهابيين تقوم هذه الجهات الاجنبية بطرح موضوع المفاوضات السياسية ووضع شروط مسبقة لهذه المفاوضات تجعلها عقيمة وذلك الى جانب رفع شعارات انسانية والتأكيد على ضرورة وقف العمليات الحربية والمستغرب ان منظمة العفو الدولية تتهم روسيا ايضا بارتكاب جرائم حرب لأن قتل الارهابيين يعني نزع سلاح حماتهم من يدهم.
الان وبعد المباحثات والتشاور الذي حصل في مؤتمر ميونيخ يعيش الامريكيون في مأزق جدي لأنه اذا استمرت العمليات الحربية في سوريا بهذا المنوال فعندئذ يجب ان يتفرج الامريكيون الى ابادة أدواتهم في وقت ليسوا مستعدين لتحمل تكاليف الدخول في حرب كبيرة، ان الامريكيين اذا ارادوا الان طلب وقف اطلاق النار يجب عليهم ان يقبلوا بقواعد وأسس وقف اطلاق النار ويضعوا الضبابية والغموض جانبا لأن وقفا شاملا او جزئيا للاطلاق النار لن يكتب له النجاح الا بوجود قواعد واضحة والفصل بين الارهابيين وباقي الجماعات المعارضة وتوقف الدعم المالي والتسليحي للارهابين وكذلك وقف التدخل في الشؤون السيادية لسوريا.
ان المشروع الذي تباحث حوله وزير الدفاع الروسي مع المسؤولين الايرانيين في طهران يجب ان يراعي النقاط التالية :
1- يجب وضع قائمة للارهابيين وعند ذلك يجب على باقي الجماعات ان يعلنوا موقفهم العلني والرسمي تجاه الارهابيين ويشتبكوا معهم كما يجب وقف كافة انواع الدعم عن الارهابيين بالاضافة الى تحديد مناطق انتشارهم على الارض وهذا كله يعتبر ضروريا من اجل شفافية عمل هذه الاطراف.
2- ينبغي وقف كافة انواع الدعم اللوجستي والتسليحي والمالي للارهابيين ويجب ان تصبح مكافحة الارهابيين البرنامج الرئيسي والجدي لكافة الاطراف ويجب بذل الجهود لدفع الارهابيين نحو الانهيار بالتنسيق مع الحكومة السورية وحلفائها.
3- يجب احترام السيادة الوطنية السورية كما يجب ان تبتعد الامم المتحدة عن مماشاة الارهابيين وحماتهم وتساعد فقط على تسهيل العملية السياسية.
4- يتم استثناء كافة الجماعات التي تتخذ موقفا معاديا واضحا من الارهابيين وتنخرط في العمل ضدهم، من الحرب ضد الارهاب وستحظى هذه الجماعات من الدعم العملاني لحلفاء سوريا.
5- ينبغي ان تعلن كافة الجماعات المستثنية من الارهاب وحماتها التزامهم الواضح بوقف اطلاق النار كما يجب ان تكف امريكا من سياساتها الازدواجية بشأن الارهاب والارهابيين كما ينبغي لتركيا والسعودية ان تقدما الضمانات اللازمة لوقف دعمهما عن الارهابيين وتتعهدا بذلك وتوقفا اية امدادات ودعم للارهابيين.
6- يجب اعتبار داعش والنصرة واحرار الشام وجيش الاسلام وجيش الفتح وباقي الجماعات التي بايعت داعش او النصرة (القاعدة) بشكل من الاشكال في عداد الارهابيين وتصبح مكافحة وقتال هؤلاء مقدمة للمفاوضات السياسية في جنيف.