منذ اللحظة الأولى لاندلاع حرب عام 73 في سيناء والجولان، أعلن الرئيس السابق لدولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنّ بلاده تقف بكل إمكاناتها مع مصر وسوريا في حرب الشرف، من أجل استعادة الأرض العربية المغتصبة.
وأطلق الشيخ زايد بن سلطان مقولته الشهيرة "إنّ النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي"، وبادر حينها إلى قطع النفط عن الدول المساندة لإسرائيل وتبعته باقي الدول العربية المصدرة للنفط، مما شكل ضغطاً فاعلاً على القرار الدولي بالنسبة لهذه الحرب.
لكن سلاح النفط يستخدمه آل سعود ليس لنصرة الشعب الفلسطيني ولا لوقف الحروب الوحشية على قطاع غزة، وليس من أجل قلب المعادلة لصالح بقاء الوجود العربي والإسلامي، بل إنّ سلاح النفط يستخدم من قبل أسرة آل سعود للضغط على الدول التي تساند القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها روسيا وإيران وإضعافها.
وليست المرة الأولى التي يستخدم آل سعود النفط لمصلحة الكيان الإسرائيلي ضد العرب فقد وقفت هذه الاسرة العميلة للغرب مع الكيان الإسرائيلي في عدوانه على لبنان واعتبرت تحدي المقاومة اللبنانية البطلة للاحتلال الإسرائيلي مغامرة، ووضع آل سعود جميع الإمكانات المادية تحت تصرف الولايات المتحدة الأميركية وكيان الاحتلال من أجل القضاء على محور المقاومة، لكن إرادة الانتصار والتصميم على النصر كسرت إرادة النفط السعودي.
ويسجل التاريخ ما تمر به المنطقة العربية من مواقف استسلام كامل للغرب والصهيونية العالمية، وكذلك المواقف المشرفة التي تحمي الوجود العربي والإسلامي.
ان سوريا اليوم بحجمها الجغرافي الصغير وقوة صمودها الكبيرة وإرادتها العظيمة وتصميمها على مقاومة الإرهاب، تعطي للعالم شرعية إعادة التوازنات الدولية الجديدة.
سوريا اليوم هي رأس الحربة لمحور المقاومة الممتد من الصين إلى روسيا وإيران والمقاومة اللبنانية مروراً بالبرازيل والأرجنتين وجنوب إفريقيا.
سوريا قيادة وشعبا وجيشا تحقق المعجزات وتنظر إلى النفط الخليجي وتحديداً السعودي بعين الازدراء والاحتقار لأنّها على يقين بأنّ هذه الأسرة التي تسيطر على مقدرات بلاد نجد والحجاز منذ عشرات السنين هي نفسها التي وقّعت للاستعمار البريطاني على صك بيع فلسطين العربية للصهاينة.
سوريا التاريخ والحضارة تحارب الإرهاب الأسود الذي يشبه قلوب من يسيطرون على مقدرات النفط العربي، وتحارب جميع المشاريع الاستعمارية الجديدة القديمة وتكشف عورات من يضع يده بيد الولايات المتحدة الأميركية لإلغاء الوجود العربي والإسلامي.
السعودية، وبكل بساطة، قررت استخدام سلاح النفط، ولكن ضد روسيا وإيران بالدرجة الأولى، وبتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي، بهدف تركيع هاتين الدولتين.
لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بنت نظامها الحديث وبلغت بإنجازاتها العلمية إلى النجاح في حيازة الطاقة النووية السلمية، رغم الحصار والحظر المجحف للدول الغربية منذ انتصار ثورتها الإسلامية إلى الآن ولا يمكن أن يقف في وجهها سلاح النفط السعودي النتن.
كما أنّ دولة تستعيد هيبتها الدولية كروسيا الاتحادية لا يمكن أن تتأثر بخفض سعر برميل النفط.
كنا نتمنى ألا نصل إلى وقت يستعمل فيه النفط العربي ضد القضايا العربية وضد الوجود العربي والإسلامي، لكن إرادة محور المقاومة التي انتصرت في عام 2006 على الكيان الصهيوني وكل من سانده ستنتصر اليوم رغم كل ما تفعله أسرة آل سعود من دعم الإرهاب في سوريا وارتهانها المطلق إلى الغرب المتصهين.
وعندما تنتصر سوريا على الإرهاب سيتضح الخيط الأبيض من الأسود وسيسجل التاريخ المعاصر عظمة الجمهورية العربية السورية.
الاعلامية السورية ميساء نعامة.سوريا الان