الوقت- لا يخفى على أحد خشية أمريكا و اسرائيل و بعض الدول العربية، من تصاعد نفوذ جماعة أنصارالله، بعد الانتصارات السريعة التي حققتها و فرضت نفسها لاعبا رئيسيا على الساحة السياسية اليمنية.
القلق الاسرائيلي على وجه الخصوص بدأ يترجم على أرض الواقع، فقد اجتمع زعيم حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي يوم الخميس في محافظة صعدة مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في اليمن "أحمد عبدالرحمن بركات"، الذي نقل للسيد الحوثي تحيات من حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، و أطلعه على المشاكل و الأحداث الحاصلة في فلسطين و عن رؤية الحركة و توجهاتها في ملف المقاومة الفلسطينية.
السيد عبدالملك الحوثي، عبر عن سعادته بهذا اللقاء، وتحدث عن القضية الفلسطينية، وأنها تمثل لجماعة أنصار الله والشعب اليمني قضية مركزية واولية واكد وقوفهم الكامل مع الشعب الفلسطيني. وثمن جهود المجاهدين في مواجهة العدو الاسرائيلي، وأن النصر الأخير الذي حققته غزة ضده، يعتبر نصراً للأمتين العربية والإسلامية. مضيفا إنه يأمل بتقديم الشيء الكثير لفلسطين لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وأن تكون جماعة أنصار الله عونا للمجاهدين ومساعداً كبيرا للمقاومة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
و قد أبدت اسرائيل خشيتها من التوسع الحوثي في اليمن، هذا القلق جاء عبر الصحف العبرية الرئيسية"يدعيوت أحرنوت"، "هارتس"، "جروزاليم بوست" بمقالات موسعة تحدثت فيها عن التطورات في محافظات الحديدة وذمار وإب، عبر الأخبار والتحليلات والمقالات التي رأت في مجملها أن استيلاء الحوثيين على ميناء الحديدة ومطاريها المدني والعسكري، بعد السيطرة على العاصمة- في سيناريو غير متوقع- يعد إنجازا كبيرا، سيشجع على التقدم باتجاه مضيق (باب المندب). وأن هذا يمثل تهديدا صريحا ومباشرا للکيان الإسرائيلي وأمنها القومي وأمن البحر الأحمر. وتوقفت الصحيفة أمام الشعارات التي يطلقها الحوثيون، وهي «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الشعارات مأخوذة ومنسوخة عن شعارات الثورة الإسلامية الإيرانية، وهي ذات دلالة خاصة على وجهة الحوثيين في هذا البلد.
واستنكرت الصحافة العبرية انشغال الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بينما تحقق إيران"بصمت" و بدون احداث ضجيج يذكر مكاسب مضاعفة في اليمن من خلال الحوثيين.
ودائما ما تُشبه الأوساط الاسرائيلية حركة أنصار الله اليمنية بحزب الله اللبناني من حيث النشأة و الظروف المحيطة بها و كيفية توسعها و الحاضنة الشعبية الكبيرة التي تحيط بها.
اسرائيل القائمة على مبدأ فرق تسد، تخشى من التقارب بين أي فريقين. كيف اذا كان هذا التقارب بين فريق أوجعها في فلسطين عبر عمليات نوعية و بين حركة صاعدة برهنت منذ انطلاقتها أنها على مستوى التحديات و هي معروفة بعدائها لاسرائيل وحلفائها، و الشعارات التي يرددها أنصار هذه الحركة كفيلة للايضاح و التفسير.
ورغم البعد الجغرافي بين اليمن و اسرائيل الا أن الأخيرة ترى في حركة أنصار الله خطرا، و تشبه الأوضاع في الشرق الأوسط بالرمال المتحركة، لذا لا يمكن التنبؤ بالمستقبل، حيث أن المستقبل يحدد على الأرض، و العدو الجديد الذي لم تحسب له اسرائيل في السابق حساب يذكر، بات يزيد من أرقها.
احدى السيناريوهات التى تخشى منها اسرائيل هي مضايقة جماعة أنصار الله للبحرية الاسرائيلية في مضيق باب المندب الذي يعد منفذا بحريا مهما يمكنها من الخروج من البحر الأحمر الى المحيط الهندي، فنظراً إلى ارتباط الحوثيين بايران، فالسيطرة على هذا الممر تعني تهديداً مصيريا لاقتصاد إسرائيل، إضافة إلى منع إسرائيل من الوصول إلى إيران نفسها، في إشارة إلى الغواصات الاسرائيلية التي توفر لتل أبيب القدرة على تهديد الأراضي الإيرانية انطلاقاً من المحيط الهندي.
سيناريو اخر يقلق الأمريكي و الاسرائيلي معا هو التقدم الحوثي نحو الأراضي السعودية فيما بعد، لاسترجاع اراض شاسعة كانت السعودية قد استولت عليها فيما سبق و هي عسير ونجران و جيزان، مما يهدد الأمن السعودي الذي يعود توترا على المصالح الأمريكية و الاسرائيلية في المملكة.
اذن فحركة أنصار الله التي انضمت الى محور المقاومة، باتت تشكل تهديدا لأمن اسرائيل خصوصا بعد توسيع علاقاتها مع هذا المحور و البدأ بالعمل المشترك و اتباع سياسة اليد الواحدة و تبادل الخبرات، و سهولة وصول المد الايراني اليها، كما وصل الى الحركات الفلسطينية قبلها رغم الحصار و الاحتلال.