الوقت ـ ليس هو فك الحصار عن بلدتي "نبل والزهراء" هو الإنتصار الإستراتيجي الاول والأخير للجيش السوري وحلفائه ضد الجماعات الإرهابية المدعومة اقليميا ودوليا. بل أن دمشق وحلفاؤها تمكنوا وحتی قبل دخول روسيا علی خط النار بشكل قوي، من تحقيق إنتصارات استراتيجية لا تقل أهمية عن الإنتصارات التي يسجلها الجيش السوري هذه الأيام في شمال وجنوب البلاد ويمكن الإشارة الی تحرير مدينة "القصير" علی أنها أحد هذه الإنتصارات المهمة التي تحققت سابقا. إذن كيف ستوظف سوريا إنتصاراتها في نبل والزهراء وحلب ودرعا ومناطق اخری؟ وما مغذی تلميحات بعض الدول حول أنها مستعدة لإرسال قوات برية الی سوريا، بذريعة محاربة داعش؟، وماهو مصير مفاوضات جنيف المستقبلية؟ للإجابة على الإسلاميين الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها أجری موقع "الوقت" التحليلي - الإخباري حوارا مع الكاتب والمحلل السياسي اللبناني "جورج علم" وفيما يلي نص الحوار.
الوقت ـ ما هي الآفاق المستقبلية المترتبة علی هزيمة المجموعات الإرهابية التي أدت الی فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء؟
جورج علم: إذا ما استمر الجيش السوري في المزيد من التقدم في القری والمدن، فهذا سيكون إنقلابا في المشهد بشكل دراماتيكي بالنسبة للمحور الإرهابي وكذلك بالنسبة للمعارضة. لذا باعتقادي أن من ينتصر علی الأرض فبامكانه أن يحوّل هذه الإنتصارات الی أوراق رابحة علی طاولة المفاوضات ومن الآن وحتی إستئناف مفاوضات جديدة ربما يتغيير المشهد أكثر لمصلحة الحكومة السورية.
الوقت ـ ماهي الأسباب التي تكمن وراء عودة فريق مفاوضات الرياض، وعرقلته إجراء مفاوضات جنيف3؟
جورج علم: بطبيعة الحال الوفد المعارض أو مايسمی بوفد الرياض ذهب الی جنيف بشروط مسبقة، في حين أن وفد الحكومة رفض هذه الشروط وبالتالي أدت هذه المسألة الی تعثر إنطلاق المفاوضات بصورة رسمية. أضف الی ذلك عندما كانت تجري المشاورات في جنيف، كان الجيش السوري يتقدم في الزهراء ومناطق استراتيجية اخری، هذا طبعا مادفع المعارضة أن تتهرب فعلا من استكمال المفاوضات في مثل هذه الظروف، بأمل حصول ظروف او مناخات جديدة. وبعد تأجيل المفاوضات هنالك من أعلن في المملكة العربية السعودية عزمه علی إرسال قوات الی دمشق، تحت شعار قتال داعش والإرهاب. هذا قرار خطير، رد عليه بالامس وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" عندما قال بأن أي قوة سوف تدخل الی سوريا بدون تنسيق مع الحكومة سوف تعود الی دولها بالصناديق وهذا تهديد مباشر الی الخيار الجديد. ولذلك باعتقادي يعود الرهان من الآن وحتی الـ25 من الشهر الجاري الموعد المفترض لاستئناف المفاوضات، يعود الرهان الی الوضع الميداني ومن يستطيع أن يحقق المزيد من الإنتصارات، يستطيع أن يُحسّن شروطه التفاوضية في محادثات جنيف القادمة.
الوقت: هل تريد السعودية حقا من خلال التلميح بإرسال مثل هذه القوات الی سوريا، محاربة داعش أم لها أهداف اخری، خاصة أن هنالك الكثير من يشكك في أهداف السعودية في هذا الصدد؟
جورج علم: اولا أن السعودية غير قادرة علی إرسال مثل هذه القوات الی سوريا وأن هذا هو نوع من التهويل، وعلی السعودية أن تنتهي من جبهة اليمن قبل أن تفتح جبهة جديدة. أضف الی ذلك أن مشاركتها إنما تحتاج الی آلية بطبيعة الحال معقدة، لايمكن لأي دولة بان تقول أنني أريد أن ارسل جيشي الی دولة اخری، إلا إذا كان هنالك آلية معينة، لكنها حتی الآن هي غير متوفرة. ومن جهة اخری فان إرسال قوات الی سوريا من قبل السعودية هذا لم يكن ممكنا إلا إذا كان هنالك نوع من التنسيق والتفاهم بين السعودية وتركيا وهذا بطبيعة الحال سوف يعقّد الموقف وربما ينقل الصراع من سوريا الی صراع بين دول.
الوقت ـ هنالك آمالا معقودة لحل أزمة الإنتخابات الرئاسية في لبنان، فما سيكون لإنتهاء هذه الأزمة من تأثير إيجابي علی الأزمة السورية، إذا ما حقا تمكن اللبنانييون من إنتخاب رئيسا جديدا للبلاد وطوي سجل الخلافات حول هذا الموضوع؟
جورج علم: بطبيعة الحال نحن نأمل أن يكون هنالك حل. لكن ليس هنالك من مؤشرات علی الاطلاق. صباح يوم أمس كان هناك وفد من حزب الله لدی رئيس التيار الوطني الحر العماد "ميشال عون" المرشح الجدي للرئاسة الجمهورية وقال أن هنالك مقاطعة لجلسة يوم الاثنين المقبل. وبالتالي عندما يقاطع هذا الفريق الأساسي، فما معنی ذلك؟. هل أن هنالك إنتخاب رئيس في المدی المنظور؟. باعتقادي أن ملف الرئاسة هو معقد بقدر ما هو معقد الملف السوري وربما هنالك ارتباط للاسف بين الملفين والأزمتين. طبعا نحن نأمل أن يكون هناك إنتخاب سريع لإنتخاب رئيس الجمهورية لحلحلة الامور المعقدة في لبنان. وهي كثيرة سياسية وأمنية وإقتصادية وإجتماعية ومعيشية الی ما هنالك من امور اخری.