الوقت- توفّيت الرضيعة زهراء محمد حاج صالح في مشفى بلدة الفوعة بسبب نقص الغذاء والدواء والتدفئة جراء الحصار الذي تفرضه الجماعات الإرهابية على البلدة.
ويعاني سكان بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي من أوضاع إنسانية صعبة جرّاء الحصار الذي تفرضه الجماعا المسلحّة كـ"النصرة" و"احرار الشام" و"جيش الفتح" منذ عشرة أشهر.
وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن عدد سكان بلدة "كفريا" يبلغ حوالي 15 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد سكان بلدة "الفوعة" حوالي 35 ألف نسمة، أي أن مجموع عدد السكان في المدينتين يصل إلى 50 ألف نسمة، وتقع مدينة "بنش" جنوبي "الفوعة"، وتعد هذه المدينة من المناطق المتأزمة والمضطربة، وقد تكونت بها أولى الجماعات الإرهابية التكفيرية مثل جماعتي "أحرار الشام" و"جبهة النصرة".
في الشمال، تجاور "كفريا" أيضاً مدينة "معرة مصرين"، وهي كمدينة "بنش" تقع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة، وترتبط مدينتا "الفوعة" و"كفريا"، اللتين تفصلهما مسافة ثلاثة كيلومترات- بطريق ترابي.
وعلى الرغم من أن أهالي بلدتي "الفوعة" و"كفريا" يؤكدون أنهم سوف يتصدون لهجمات الجماعات التكفيرية بكل ما لديهم من قوة، وعلى الرغم من تمتعهم بروح معنوية عالية في مواجهتهم لهذه الجماعات، إلا أنهم لا يستطيعون إخفاء قلقهم من الهجمات الانتقامية لجماعة "جبهة النصرة" التكفيرية، خاصة وأن مدنهم تقع تحت الحصار الكامل وهذا الأمر يضعهم في مأزق، فبعد دخول الميليشيات إلى مدن "إدلب" و"جسر الشغور" و"أريحا" أصبحت كل من "الفوعة" و"كفريا" الوجهة القادمة للهجمات الانتقامية من قبل النصرة ومن يواليها.
يذطر أن بلدتي الفوعة وكفريا تدخلان الشهر الحادي عشر من هذا الحصار، بعد سيطره جبهة النصرة وحلفائها على مدينة ادلب في 28 من آذار الماضي، وقطعها طريق الإمداد عنهما، في ظل قصف يومي بعشرات القذائف تنهال على رؤوس المدنيين.