الوقت- لقد شكل موقف الإتحاد الأوروبي صدمة للقوى الكردية الطامحة للإستقلال عن الدولة العراقية، فكل فريق يسعى وراء مصالحه الخاصة. الإتحاد الأوروبي لا يرغب بتقسيم العراق لأنه سيخسر سوقاً إستهلاكية وسيزيد عدد المهاجرين من العراق بإتجاه أوروبا، أما الأمريكان أصبحوا يلعبوا في العلن و إستقرار العراق ليس في مصلحتهم. نستعرض في هذا التقرير بعض مواقف القوى الكردية ونظرة الإتحاد الأوروبي من الإستفتاء الذي دعى إليه "مسعود البارزاني."
أولاً: موقف رئيس إقليم كردستان “مسعود البارزاني“
أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان خلال لقائه وفداً من الإتحاد الأوروبي: "إن شعب كردستان وفي إطار حق تقرير المصير، سيقوم بإجراء إستفتاء من أجل تقرير مصيره، وأن حق تقرير مصير شعب كردستان يجب أن يكون بيده، وأكد أنه سيطرح الموضوع مع الحكومة المركزية في بغداد بشكل رسمي ضمن إطار المباحثات والحوار".
وكان رئيس إقليم كردستان "مسعود البارزاني"، إجتمع أخيراً مع الأطراف السياسية الرئيسة والأحزاب المشاركة في الحكومة بإستثناء حركة التغيير المعارضة والجماعة الإسلامية الكردستانية، وشدد على إجراء إستفتاء حول مصير ومستقبل إقليم كردستان قبل بدء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، أي قبل إنتهاء ولاية الرئيس الأمريكي "باراك أوباما". ما يؤكد دور أمريكا في دعم تقسيم العراق، والإستفادة من وجود داعش والجماعات الإرهابية من أجل تحقيق مصالحها الخاصة.
ثانياً: مواقف الإتحاد الأوروبي و قوى المعارضة الكردية
"الشيخ علي" قائد الجماعة الإسلامية في كردستان العراق، بعد لقائه وفداً من ممثلي الإتحاد الأوروبي يوم الأحد الماضي 31-1-2016 عقد مؤتمرا صحافياً في أربيل قال فيه: "إن وفد الإتحاد الأوروبي أكد رفضه لإستقلال كردستان العراق في الوقت الراهن فوحدة العراق أرضاً وشعباً من أولويات الإتحاد، وأن طرح "البارزاني" للإستفتاء غير مناسب في الظروف الحالية، مشيراً إلى المخاطر الكبيرة من وجود داعش والجماعات الإرهابية".
أضاف أيضاً: “إن الوفد المذكور أبلغ "مسعود البرزاني" أن دول الإتحاد الأوروبي مع وحدة العراق، وقد إقترحوا عليه حل جميع المسائل الداخلية العالقة بالحوار مع جميع الأطراف العراقية. كما أعلنوا تفهمهم لقلق الأطراف الكردية من التقسيم وأكدوا أنهم سيقومون بكل الجهود من أجل حل مشكلة الإقليم الكردي".
في نفس اليوم إلتقى الوفد؛ المتشكل من نائب الإتحاد الأوروبي وممثلين عن قنصليات بعض دول الإتحاد الأوروبي، برئيس حزب الإتحاد الإسلامي في إقليم كردستان العراق "محمد فرج"، بعد اللقاء تحدث أحد مسؤولي الحزب للصحفيين قائلاً: "أن الوفد الأوروبي أكد على أن جميع المساعدات التي سيقضمها الإتحاد لإقليم كردستان ستكون من خلال بغداد".
كما حذر "خليل إبراهيم" عضو المكتب السياسي للإتحاد الإسلامي من زيادة التوتر مع بغداد، مؤكداً أنه ليس في مصلة العراقيين الأكراد."
كما رحّب مسؤول مكتب الاتحاد الاوروبي في إقليم كردستان "باتريك كيسن"،عقب لقائه عدد من الأطراف الكردية في الإقليم بتقريب وجهات النظر وحل المشاكل التي يشهدها الاقليم بالطرق السلمية والحوار." ويذكر أن إحتجاجات الشعب في الإقليم إزدادت بعد فشل اللقائات التي عقدت حول حل مشكلة رئاسة الإقليم، والتي أدت إلى تفاقم المشاكل المالية في الوقت نفسه.
نستخلص مما ذکرناه أن كل يسعى خلف مصالحه، فالإتحاد الأوروبي يخشى من تقسيم العراق لما له من تأثيرات سلبية ومباشرة عليه، والأمريكي يظهر نفسه على أنه منقذ الشعب العراقي من داعش والحركات الوهابية ولكنه في الواقع يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة. فهل يستيقظ الشعب الكردي من غفوته ويختار مصلحته بالوحدة الوطنية؟ فالتفرقة هي فقط لمصلحة الطامعين في ثروات العراق.