الوقت ـ لطالما دخلت حركة حزب الله اللبناني في المواجهات مع الكيان الإسرائيلي دفاعا عن الأراضي اللبنانية وكرامة شعبها وخرجت منتصرة منها حسب ما إعترف به ضباط رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي ورأى العالم مثالا بارزا لإنتصارها خلال حرب الإسرائيلي عام 2006 ضد لبنان، لكن الأمر يختلف هذه المرة حيث إنتقلت حزب الله من مربع الجهاد والمقاومة ضمن الحدود اللبنانية إلي المواجهة المفتوحة مع الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تقاتل النظام السوري نيابة عن القوى الإقليمية والعالمية ويعتبر هذا تجربة جديدة لمقاتلي حزب الله في ظل تعاونها مع القوات الروسية.
وأكدت وسائل الإعلام في أكثر من مرة التنسيق المباشر بين مقاتلي حزب الله والقوات الروسية الخاصة لمساعدة الجيش السوري لتحرير القري والبلدات والمدن المحتلة من جانب الجماعات التكفيرية في اللاذقية وقال محرر قسم الدولي لصحيفة "الراي" الكويتية "الياج مغناير" أن القوات الخاصة لحزب الله تمثل دورا هاما في إطار العمليات المصيرية بمحافظة اللاذقية.
وتقدم الجيش السوري طيلة الأسابيع الماضية بمساعدة التحالف الداعم عنه بشكل كبير في محافظة "اللاذقية" الشمال ونجح في إستتباب الأمن فيها إلي حد كبير؛ حيث توفرت الغارات الجوية للجيش الروسي ظروفا مؤاتية لمقاتلي حزب الله والقوات السوري ليتقدما في المناطق المختلفة لهذه المحافظة دون أي مقاومة من جانب الجماعات التكفيرية الإرهابية.
وليس هذا أول مرة تنشر فيها تقارير عن التعاون بين حزب الله و روسيا في المجال العسكري، بل نشر في بدايات دخول الجيش الروسي في حرب سوريا تقارير تفيد بأنها نشرت عدد من وحداتها القتالية في مناطق تقاتل قوات حزب الله فيها ومن المرجح أن الهدف من هذه المبادرة كان الإطلاع الأكثر للطرفين عن قدرات الطرف الآخر علما أن مسئولية إدارة المواجهات في اللاذقية والحماه والحلب وضعت على عاتق قوات الروسي بينما تدير قوات حزب الله ساحات القتال في دمشق ودرعا وقنيطرة وجولان وتقاتل في الخطوط الأمامية أمام قوات القاعدة وداعش كما تسلمت هذه الحركة 75 دبابة وتشكلت عبرها أول لواء المدرعة لها.
يرى المحللين العسكريين في التعاون العسكري بين روسيا وحزب الله أرضية مناسبة لتجربة حديثة لهذا الحزب في مجال التنسيق مع أحد أقوى جيوش العالم في مجال العمليات العسكرية؛ حيث يقول "نادو بولاك" في مقال نشر على موقع "فار آندراك" المتخصصة في مجال العمليات العسكرية أنه "من المرجح زيادة مستوى التنسيق بين روسيا وحزب الله بعد كسب الأخير تجاربا هامة في مجال إدارة العمليات القتالية المعقدة في سوريا و وصل الآن الدور لتعلمه التجربة الكبرى في ظل قتالها جنبا على جنب الجيش الروسي كأحد أقوى الجيوش في العالم وأكثرها تجربة."
وأعلنت مؤسسة "مركز دراسات الحربية"(ISW) في تقرير لها حول أنشطة حزب الله "أن العملية العسكرية لحزب الله بسوريا أدت إلي تربية جيل جديد من المقاتلين اللذين يحملون تجارب قيمة وبإمكان الحركة أن تستفيد من خبراتهم؛ حيث تشكل جنبا على جنب القوات العراقية (فضلا عن إيران وسوريا) أضلاع مربع المقاومة."
وصرح المحلل العسكري "جفري وايت" في دراسة نشر شهر يناير العام الماضي بموقع "مركز المكافحة ضد الإرهاب" الإلكترونية عن تواجد قوات حزب الله بسوريا أن بإمكان الحركة تعلم بعض الدروس منها: "1- الإطلاع على دور وحدة المدفعية في العمليات القتالية والدفاعية. 2- ضرورة القيام بعمليات القتالية المستمرة على الساحات الوسيعة يشتمل على التخطيط، القيادة، المراقبة، الدعم ونقل القوات. 3- التعقيدات والتحديات في مجال التعاون مع الأطراف منظمة وغير المنظمة. 4 – الخسائر الكبيرة على مستوى القوة البشرية والذخائر. 5 – إدارة العمليات القتالية على مستوى السرايا والكتائب. 6 – التخطيط وإدارة العمليات المعقدة.