الوقت- اعلن عالم الدين اليمني السيد عبدالمجيد الحوثي ان الجماعات التكفيرية لديها 57 قناة فضائية وانتشار واسع في شبكات التواصل الاجتماعي وهي تستخدم هذه الادوات للتاثير على عقول الشباب في العالم الاسلامي كما ان الولايات المتحدة الامريكية تستخدم الافكار المنحرفة والسطحية لهذه الجماعات من أجل تحقيق مآربها، وقد جاء كلام السيد الحوثي في اختتام مؤتمر "الجماعات المتطرفة والتكفيرية من وجهة نظر علماء الاسلام " والذي انعقد يومي الاحد والاثنين الماضيين في مدينة قم المقدسة.
واضاف السيد الحوثي الذي ينتمي الى حركة انصار الله في اليمن ان اللجنة السياسية المنبثقة عن المؤتمر قد تشكل من أجل دراسة الجذور السياسية للتيارات التكفيرية وايجاد سبل للتخلص من هذه المشكلة وقد ابدى المشاركون في اللجنة آرائهم في هذا الخصوص، واضاف السيد الحوثي ان التكفير هو ظاهرة قاتلة وان التكفيريين باتوا يستخدمون التقنيات الحديثة من اجل الاضرار بالاسلام والمسلمين.
ولاشك ان هناك دولا واطراف اقليمية ودولية تقدم الدعم للتكفيريين من أجل انتشارهم، وفي نظرة سريعة الى ما قاله السيد الحوثي عن وجود العشرات من القنوات الفضائية التابعة للجماعات التكفيرية والمتطرفة يكتشف المرء ان هذا الكم الكبير من القنوات الفضائية هي بحاجة الى دعم مادي ولوجستي كبير حيث ان اي قناة فضائية تحتاج من اجل تدشينها الى مئات الآلاف من الدولارات بالاضافة الى الاجهزة والاستديوهات واجهزة البث الفضائي واستئجار الاقمار الفضائية وكوادر متخصصة في هذا المجال وان ما ذكرناه هو خارج عن استطاعة جماعة متشددة لديها عدد من الشبان كانصار وموالين وهنا يجب البحث عمن يقوم بالتمويل والشبكات الممولة ومن يسهل عمل هذه القنوات.
هناك شبكات من التمويل لدعم المتشددين في العالم الاسلامي وجمع مايسمى بالتبرعات من أجلهم وان معظم هذ الشبكات والاشخاص المتبرعين هم في السعودية والدول العربية في الخليج الفارسي والذين يريدون نشر الافكار الوهابية والتكفيرية والمتشددة في اوساط المسلمين ومن ثم الاستفادة من الجماعات المتطرفة والتكفيرية لضرب من يريدون ضربه في الدول الاسلامية ممن لايسيرون في الفلك الوهابي .
ان هذه الشبكات الكبيرة التي تعمل على جذب العناصر وغسل الادمغة والتمويل والاعلام والتوجيه لايمكن ان تستمر في عملها دون علم ومساندة أجهزة استخبارات اقليمية ودولية تسهل عملها وتقدم الدعم اللوجستي لها ومن ثم تقوم بالاستفادة من هذه الجماعات كأداة لتنفيذ مآربها وأجنداتها في البلاد الاسلامية واولها تدمير المجتمعات واشعال الحروب والهاء المسلمين عن قضاياهم الاساسية كالقضية الفلسطينية والصراع الاسلامي الصهيوني وكذلك تشويه الوجه الناصع للاسلام على الصعيد العالمي وهنا تكمن اهمية المؤتمر العلمائي الذي حضره علماء الشيعة والسنة في ايران في ايجاد حملة علمائية مضادة على دعاة التكفير والتطرف.
ولاشك ان قيام العلماء المسلمين بهذه المهمة الكبيرة يحتاج الى دعم شامل من قبل الحكومات والاجهزة الرسمية في الدول الاسلامية حيث يجب ان تكون في مقابل 57 قناة ارهابية وتكفيرية العشرات بل المئات من القنوات الاسلامية التي تقدم الصورة الصحيحة عن الدين الاسلامي وتعمل على ازالة سموم السلفية والوهابية والتكفير والتطرف من عقول من يشاهد تلك القنوات التضليلية .
ان من واجب حكومات الدول الاسلامية ان تحذو حذو ايران وسوريا والعراق في المواجهة الشاملة والمفتوحة مع التكفيريين والمتشدددين والمتطرفين فالعمل الميداني ضد الجماعات التكفيرية التي تهدد كافة الدول الاسلامية يحتاج الى مقومات نجاح اولها الاعلام والشبكات الاعلامية بالاضافة الى وضع كل الامكانيات في تصرف العلماء من اجل ايصال صوتهم الى اسماع كل من يتعرض للقصف الاعلامي التكفيري .
ان وجود 57 قناة للتكفيريين يدل على ان هناك دول كبرى تمتلك الاقمار الصناعية ولاتمنع بث لقنوات التكفيرية على أقمارها وهذا يدل ان امريكا والدول الغربية تريد انتشارالافكار التكفيرية والمتطرفة في العالم الاسلامي من أجل انتشار اكبر للارهابيين التكفيريين في الدول الاسلامية حيث يمكن لامريكا والدول الاوروبية اذا ارادت ان تمنع تلك القنوات التكفيرية الداعية للارهاب من البث.
ان الدول الاسلامية والعربية تمتلك الآن قدرات اعلامية كبيرة وينبغي على هذه الدول ان تسخر قسما كبيرا من طاقاتها الاعلامية من أجل شن حرب اعلامية مضادة على التكفيريين والارهابيين بالاستفادة من علم وخبرة علماء الدين المسلمين.