الوقت- أسبوع واحد يفصلنا عن يوم 24 نوفمبر وهي المهلة المحددة للتوصل إلی اتفاق بشأن برنامج إيران النووي الذي لطالما أكدت طهران وفي أكثر من مناسبة سلميته، فالجميع ينتظر جديد المفاوضات الا الكيان الصهيوني، فجديد تل ابيب قديمها، رفض تام لأي اتفاق مع الايرانيين، لا ينزع حق طهران وقدرتها النووية بصورة كاملة رغم استطاعتها الحصول على اقرار غربي بحقها في تخصيب اليورانيوم، وهو ما وصفه الكيان الصهيوني الفشل الذريع.
كشف المناخان الدولي والإقليمي المصاحبان لمفاوضات الجولة الأخيرة في مسقط عن هيمنة منهجية الضغوط المتبادلة على المسار التفاوضي، وهي منهجية استفاد منها الطرفان الإيراني والغربي للتأثير على النتائج وتحقيق أو تحصين مصالحهما، لكن الكيان الصهيوني الدولة النووية الوحيدة في المنطقة والتي تمتلك سبع مفاعلات نووية اشهرها مفاعل ديمونة، دانت الاتفاق المرحلي المبرم بين إيران ومجموعة 1+5، الذي علقت إيران بموجبه أنشطتها النووية الحساسة، مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية، فهي ترى منذ الان، اي اتفاق مع ايران هو "اتفاق سيئ"، ولا يؤمن الحد الادنى المطلوب من قبلها.
الكيان الصهيوني عارض تاريخياً السماح لطهران بالحفاظ على أي قدرة لتخصيب الوقود النووي سلميةً كانت أم لم تكن، في حين أن القوى الغربية مستعدة للتنازل عن حقوق تخصيب محدودة لأغراض سلمية، لذلك ينتهج هذا الكيان سياسات مختلفة أبرزها التسريب الاعلامي"الكاذب" والتهديد من"الخطر الايراني" لضرب المفاوضات النووية، كما تحاول تل أبيب اصطياد أوباما في الماء العكرعبر إقناع الكونغرس بتعقيد عملية تعليق العقوبات في حال حدوث انفراج في المفاوضات مع طهران، الأمر الذي أثار الكثير من الخلافات بين واشنطن والعدو الصهيوني.
التسريبات الاعلامية سياسة اعتمدها الكيان الصهيوني لضرب المفاوضات بين طهران والغرب، فقبل يوم واحد فقط من اجتماع مسقط الثلاثي بين ظريف وكيري واشتون، فجّرت مؤسسة العلوم والأمن الدوليين الامريكية التي يديرها الصهيوني المعروف ديفيد اولبرايت، والذي يتولى مهمة تزويد أعضاء الكونغرس الأمريكي بكل ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، فجّرت قنبلة دخانية في وجه المفاوضات النووية، مفادها ان ايران ربما انتهكت الاتفاق النووي المؤقت الذي أبرمته العام الماضي مع مجموعة 5+1، وذلك عن طريق تعزيز الجهود لتطوير جهاز يمكنها من تخصيب.
"الخطر الايراني" أو"القنبلة النووية" أسماء متعددة لسياسة واحدة ينتهجها الكيان الصهيوني بغية ضرب المفاوضات، فلا تكاد تخلو مناسبة من تحذيرات تل ابيت للخطر الايراني، وفي هذا السياق قال وزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني، يوفال شتاينتز، في مقابلة إذاعية إنه "سيرأس وفدا حكوميا يتوجه لواشنطن الأسبوع المقبل للتأكيد على مطلب الكيان بسلب الجمهورية الإسلامية كل قدراتها النووية"، مؤكداً إن بلاده ستجدد ضغوطها على القوى العالمية وتبدي معارضتها لأي اتفاق نووي يسمح لطهران بالاحتفاظ بتكنولوجيا تتيح لها تصنيع قنبلة نووية مع اقتراب موعد المهلة الجديدة للتوصل إلى اتفاق.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في برلمان الکيان، زئيف الكين، إن "المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن إيران والولايات المتحدة تقتربان أكثر، في إشارة واضحة إلى قلقهما المشترك من انتشار التشدد الإسلامي السني في العراق، وهذا سبب آخر للشعور بالقلق."
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضاً عبّر في بيان خطي وزعه مكتبه بعد اجتماع حكومتة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر،إنّ "المجتمع الدولي يواجه الآن خياراً سهلاً، إما الإذعان لمطالب إيران في خطوة استسلام لا تعرّض فقط "كيانه" للخطر بل العالم بأجمعه، وإما الدفاع بشدّة عن المطالبة بنزع إيران من قدراتها على إنتاج أسلحة نووية". وأضاف "إنّ كيانه لن يقبل بالاستسلام لأنه خطر علينا جميعاً".
اذاً بنيامين نتنياهو، كرر سقوف الرفض لكيانه، بلا اضافات. مع ذلك، يوجد في رفضه دلالات، ومنها:
إقرار الكيان الصهيوني بالفشل، رغم كل الجهود التي بذلتها تل ابيب خلال الاشهر الماضية، لدى عواصم القرار في اوروبا وامريكا. التحذيرات ذهبت سدى، والتخويف والتهويل لم يصمد امام الواقع. الا ان ذلك، رغم كل ما يحمله من معان حول اخفاق الكيان الصهيوني، لا يمكن رده فقط الى سياسته الفاشلة، بل ايضا الى نجاح الايرانيين في فرض وجودهم ومكانتهم في المنطقة والعالم، ودفع الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للتعامل معها بناء على وجود ميزان قوى في المنطقة، طهران فيه ند للغرب ولا تقل مكانة عنه. وهو ما دفع الغرب الى الابتعاد عن اي خيار تصعيدي ضد ايران، للتعذر اساسا، وللمحافظة على المصالح، ثانيا.
ويبدو واضحا ان هذا الكيان قد استسلم للامر الواقع الذي اوجده الايرانيون، وعدا عن التهديد الكلامي والتحذيرات من " الغول" الايراني المقبل، الا ان المرجح مع معقولية مرتفعة جدا، ان الاقوال لن تنسحب الى افعال، وذلك لقصور اليد اساسا، ولعدم قدرتها على المواجهة، ليست باتجاه ايران وحسب، بل وايضا باتجاه مواجهة خيارات العالم الغربي ومصالحه في البحث عن اتفاق سلمي مع ايران.. وهذا المنحى تحديدا، يعد ايضا نصرا ايرانيا بيّنا، حتى قبل التوصل الى اتفاق، بل مع انتهاء المدة المحددة وتجديد مدة التفاوض في نفس الوقت، يبدو واضحا، ان منسوب الثقة بات منخفضا جدا بين الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما و حكومة نتنياهو، وتحديدا في ادارة الموضوع النووي الايراني، الامر الذي تعزز اكثر بعد ان باتت الامور تتجه نحو انتاج اتفاق لا يلبي طموحات الكيان الصهيوني.
اذا قادة الصهاينة وفي طليعتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعملون بكل قوة لفرض مزيد من الضغوط على المفاوضين الامريكيين والاوروبيين لمنع أي اتفاق مع ايران، فالواقع أثبت ان قدرة الكيان الصهيوني على تنفيذ خيار عسكري احادي الجانب ضد المشروع النووي الايراني باتت مفقودة بالكامل، ليس فقط لان طهران قادرة على الرد وايلام الكيان الصهيوني، بل لان نفس الضربة العسكرية ومقوماتها، مفقودة لدى تل ابيب، لكن "التعنت الصهيوني" الذي لم يغير من المعادلة القائمة بين الغرب وايران، شيئا، يفرض على تل ابيب تحديا جديداً لمرحلة ما بعد 24 تشرين الثاني، الموعد النهائي لمفاوضات 5+1 وايران، سواء توصلت طاولة التفاوض الغربية مع الايرانيين الى اتفاق، او جرى تأجيل الاتفاق وتمديد مدة التفاوض من جديد.
كشف المناخان الدولي والإقليمي المصاحبان لمفاوضات الجولة الأخيرة في مسقط عن هيمنة منهجية الضغوط المتبادلة على المسار التفاوضي، وهي منهجية استفاد منها الطرفان الإيراني والغربي للتأثير على النتائج وتحقيق أو تحصين مصالحهما، لكن الكيان الصهيوني الدولة النووية الوحيدة في المنطقة والتي تمتلك سبع مفاعلات نووية اشهرها مفاعل ديمونة، دانت الاتفاق المرحلي المبرم بين إيران ومجموعة 1+5، الذي علقت إيران بموجبه أنشطتها النووية الحساسة، مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية، فهي ترى منذ الان، اي اتفاق مع ايران هو "اتفاق سيئ"، ولا يؤمن الحد الادنى المطلوب من قبلها.
الكيان الصهيوني عارض تاريخياً السماح لطهران بالحفاظ على أي قدرة لتخصيب الوقود النووي سلميةً كانت أم لم تكن، في حين أن القوى الغربية مستعدة للتنازل عن حقوق تخصيب محدودة لأغراض سلمية، لذلك ينتهج هذا الكيان سياسات مختلفة أبرزها التسريب الاعلامي"الكاذب" والتهديد من"الخطر الايراني" لضرب المفاوضات النووية، كما تحاول تل أبيب اصطياد أوباما في الماء العكرعبر إقناع الكونغرس بتعقيد عملية تعليق العقوبات في حال حدوث انفراج في المفاوضات مع طهران، الأمر الذي أثار الكثير من الخلافات بين واشنطن والعدو الصهيوني.
التسريبات الاعلامية سياسة اعتمدها الكيان الصهيوني لضرب المفاوضات بين طهران والغرب، فقبل يوم واحد فقط من اجتماع مسقط الثلاثي بين ظريف وكيري واشتون، فجّرت مؤسسة العلوم والأمن الدوليين الامريكية التي يديرها الصهيوني المعروف ديفيد اولبرايت، والذي يتولى مهمة تزويد أعضاء الكونغرس الأمريكي بكل ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، فجّرت قنبلة دخانية في وجه المفاوضات النووية، مفادها ان ايران ربما انتهكت الاتفاق النووي المؤقت الذي أبرمته العام الماضي مع مجموعة 5+1، وذلك عن طريق تعزيز الجهود لتطوير جهاز يمكنها من تخصيب.
"الخطر الايراني" أو"القنبلة النووية" أسماء متعددة لسياسة واحدة ينتهجها الكيان الصهيوني بغية ضرب المفاوضات، فلا تكاد تخلو مناسبة من تحذيرات تل ابيت للخطر الايراني، وفي هذا السياق قال وزير الشؤون الاستراتيجية الصهيوني، يوفال شتاينتز، في مقابلة إذاعية إنه "سيرأس وفدا حكوميا يتوجه لواشنطن الأسبوع المقبل للتأكيد على مطلب الكيان بسلب الجمهورية الإسلامية كل قدراتها النووية"، مؤكداً إن بلاده ستجدد ضغوطها على القوى العالمية وتبدي معارضتها لأي اتفاق نووي يسمح لطهران بالاحتفاظ بتكنولوجيا تتيح لها تصنيع قنبلة نووية مع اقتراب موعد المهلة الجديدة للتوصل إلى اتفاق.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في برلمان الکيان، زئيف الكين، إن "المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن إيران والولايات المتحدة تقتربان أكثر، في إشارة واضحة إلى قلقهما المشترك من انتشار التشدد الإسلامي السني في العراق، وهذا سبب آخر للشعور بالقلق."
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضاً عبّر في بيان خطي وزعه مكتبه بعد اجتماع حكومتة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر،إنّ "المجتمع الدولي يواجه الآن خياراً سهلاً، إما الإذعان لمطالب إيران في خطوة استسلام لا تعرّض فقط "كيانه" للخطر بل العالم بأجمعه، وإما الدفاع بشدّة عن المطالبة بنزع إيران من قدراتها على إنتاج أسلحة نووية". وأضاف "إنّ كيانه لن يقبل بالاستسلام لأنه خطر علينا جميعاً".
اذاً بنيامين نتنياهو، كرر سقوف الرفض لكيانه، بلا اضافات. مع ذلك، يوجد في رفضه دلالات، ومنها:
إقرار الكيان الصهيوني بالفشل، رغم كل الجهود التي بذلتها تل ابيب خلال الاشهر الماضية، لدى عواصم القرار في اوروبا وامريكا. التحذيرات ذهبت سدى، والتخويف والتهويل لم يصمد امام الواقع. الا ان ذلك، رغم كل ما يحمله من معان حول اخفاق الكيان الصهيوني، لا يمكن رده فقط الى سياسته الفاشلة، بل ايضا الى نجاح الايرانيين في فرض وجودهم ومكانتهم في المنطقة والعالم، ودفع الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، للتعامل معها بناء على وجود ميزان قوى في المنطقة، طهران فيه ند للغرب ولا تقل مكانة عنه. وهو ما دفع الغرب الى الابتعاد عن اي خيار تصعيدي ضد ايران، للتعذر اساسا، وللمحافظة على المصالح، ثانيا.
ويبدو واضحا ان هذا الكيان قد استسلم للامر الواقع الذي اوجده الايرانيون، وعدا عن التهديد الكلامي والتحذيرات من " الغول" الايراني المقبل، الا ان المرجح مع معقولية مرتفعة جدا، ان الاقوال لن تنسحب الى افعال، وذلك لقصور اليد اساسا، ولعدم قدرتها على المواجهة، ليست باتجاه ايران وحسب، بل وايضا باتجاه مواجهة خيارات العالم الغربي ومصالحه في البحث عن اتفاق سلمي مع ايران.. وهذا المنحى تحديدا، يعد ايضا نصرا ايرانيا بيّنا، حتى قبل التوصل الى اتفاق، بل مع انتهاء المدة المحددة وتجديد مدة التفاوض في نفس الوقت، يبدو واضحا، ان منسوب الثقة بات منخفضا جدا بين الادارة الاميركية برئاسة باراك اوباما و حكومة نتنياهو، وتحديدا في ادارة الموضوع النووي الايراني، الامر الذي تعزز اكثر بعد ان باتت الامور تتجه نحو انتاج اتفاق لا يلبي طموحات الكيان الصهيوني.
اذا قادة الصهاينة وفي طليعتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعملون بكل قوة لفرض مزيد من الضغوط على المفاوضين الامريكيين والاوروبيين لمنع أي اتفاق مع ايران، فالواقع أثبت ان قدرة الكيان الصهيوني على تنفيذ خيار عسكري احادي الجانب ضد المشروع النووي الايراني باتت مفقودة بالكامل، ليس فقط لان طهران قادرة على الرد وايلام الكيان الصهيوني، بل لان نفس الضربة العسكرية ومقوماتها، مفقودة لدى تل ابيب، لكن "التعنت الصهيوني" الذي لم يغير من المعادلة القائمة بين الغرب وايران، شيئا، يفرض على تل ابيب تحديا جديداً لمرحلة ما بعد 24 تشرين الثاني، الموعد النهائي لمفاوضات 5+1 وايران، سواء توصلت طاولة التفاوض الغربية مع الايرانيين الى اتفاق، او جرى تأجيل الاتفاق وتمديد مدة التفاوض من جديد.