الوقت - بعدما اسقطت طائرات النقل العسكري الامريكية الاطنان من الأسلحة والعتاد والمستلزمات الطبية على مواقع تنظيم داعش التكفيري الارهابي حول مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية وقالت امريكا ان هذا حصل عن طريق الخطأ، وبعدما أثارت هذا الأمر الكثير من التساؤلات، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" عن اعتراف يعد خطيرًا من نوعه حيث قالت إن تكلفة الأسلحة المخصصة لمساعدة القوات الكردية في مهاجمة تنظيم داعش في كوباني والتي سقطت في أيدي ارهابیي داعش قد تعادل 424 مليون دولار .
وما یزيد الشکوک هو ان أمر هذه الاسلحة والعتاد قد انكشف حين قام أحد العاملين بوزارة الدفاع الأمريكية بالحكومة السابقة بمهاجمة الحكومة الحالية، مؤكدًا أن سقوط الأسلحة الأمريكية في يد الأعداء ، حسبما قال ، لم يكن بالشيء المعهود في حكومته، وحينها اضطر "البنتاغون" للاعتراف بأن حزمتين من الأسلحة الموجهة إلى الأكراد سقطت من أصل 28 حزمة أخرى في يد الإرهابيين .
وفي موقف روسی یدل على ان موسكو ايضا تساوره الشكوك ازاء هذه الخطوة الامريكية، أعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أنه لم يستغرب من أنباء عن وقوع جزء من الأسلحة الأمريكية المخصصة للمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب السورية في يد مسلحي داعش .
وقال تشوركين إن هذا الحادث جاء دليلا جديدا على ضرورة تنسيق كل عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا مع حكومتها، فضلا عن وجوب التصرف في هذا المجال على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي .
ونشرت قنوات تلفزيونية أمريكية فيما بعد شريطا يظهر شخصا يقدم نفسه على أنه من مسلحي داعش ويفحص صناديق تضم أسلحة وذخيرة مختلفة، بما فيها قنابل وألغام، وقد عرضت صفحات تابعة لتنظيم داعش ایضا، مقطع فيديو لمجموعة من الأسلحة والذخائر من بینها قذائف وصواریخ وقنابل يدوية بحوزة عناصر هذا التنظيم، مؤكدین أنهم اغتنموها من القوات الأمريكية بالخطأ وانهم یحمدون الله على ذلك.
وتأتي التبريرات الامريكية لوصول الاسلحة والذخائر الامريكية الى يد مسلحي داعش في وقت تتغنى امريكا بالتكنولوجيات المتطورة لجيشها ودقة أسلحتها وتتطور الانظمة التي يستخدمها الجيش الامريكي وهذا يقوي من الشكوك بأن تكون الحرب العالمية المعلنة على تنظيم داعش التكفيري الارهابي لاتعدو أكثر من تمثيلية أمريكية محبوكة الصنعة، حسب محللین عرب.
ويقول هؤلاء المحللون بان المتفحص لهذه التمثيلية يجد أنها استمرار حقيقي للمخطط الأمريكي الصهيوني الذي تقوم به أمريكا وتابعتها بريطانيا وبقية دول الغرب، ويخطئ أيضاً من يظن أن أمريكا تحارب داعش أو التنظيمات الإرهابية التي هي بالفعل من صنيعة يدها لتكون أدواتها في تنفيذ مخطط ضرب محور المقاومة والممانعة في المنطقة العربية.
وبالعودة الى كوباني مجددا هناك اعتقاد سائد بأن الولايات المتحدة تريد سقوط كوباني في يد تنظيم داعش التكفيري الارهابي رغم الموقف الامريكي الرسمي المعلن بمساعدة اكراد كوباني في دفاعهم عن المدينة، وان السبب وراء هذه النوايا الامريكية هو ان اكراد سوريا قد وقفوا الى جانب النظام السوري في حربه ضد الجماعات الارهابية التكفيرية السلفية وحاربوا هذه التنظيمات مثل جبهة النصرة وما يسمى بالجيش الحر وفي مقابل ذلك اعطتهم الحكومة السورية ما يشبه الحكم الذاتي في مناطقهم وهذا ما لم يرق لامريكا وتركيا وحلفائهم السعوديين والقطريين ولذلك يدفع اكراد كوباني ثمن عدم انجرار اكراد سوريا وراء المخطط التآمري لضرب سوريا وتقسيمها وتفتيتها وارتمائها في احضان الوهابية والصهيونية واحضان الدول الغربية .
ان معركة كوباني تدوم اكثر مما كان متوقعا على الرغم من ان هزيمة داعش في كوباني امر سهل جدا بالنسبة للجيش الامريكي او الجيش التركي او حتى الاكراد اذا سمح لهم بالوصول الى كوباني والدفاع عنها ، لكن يبدو ان الناقمين على اكراد سوريا بسبب مواقفهم الوطنية عازمين على دفع هؤلاء ثمن مواقفهم.