الوقت - سمعنا في الايام الماضية اخبار مؤلمة جدا في مايخص بيع اسرائيل الغاز الطبیعي لمصر لتامين احتیاجاتها خلال السنين الآتية لمادة الغاز الطبيعي. هذا الاتفاق وكما قلنا مؤسف جدا بالنسبة الی مصر لانها ستكون رهينة بيد الكيان الغاصب الصهيوني وعلی المدی البعيد.
حيث تحاول تل ابيب من خلال ربط مصر عبر هذا الاتفاق، السيطرة الكاملة علی هذه الدولة الإسلامیة الکبری من الناحية الاقتصادية وتكبيل اي تحركات مصرية معادية تجاه الكيان الصهيوني. وعندما تكون مصر بحاجة الی الغاز الاسرائيلي الذي هو في الاساس ملك للشعب الفلسطيني فان القاهرة سوف لم يكن بمقدورها الاحتجاج علی اي سياسة او تصرفات غير سليمة من قبل الكيان المعتدي الاسرائيلي خلال الاعوام القادمة سواء كانت هذه التصرفات ضد القاهره او دول اخری بالاخص الشعب الفلسطيني الاعزل.
وإذا ما نظرنا الی الخطط الاقتصادية التي تحاول تل ابيب ان تصل الیها خلال الاعوام القادمة فاننا نری وعلی سبيل المثال عقد نقل الغاز الاسرائيلي الی مصر او بالاحری بيعه الی مصر، يهدف الی ان تكون اسرائيل عنصرا موثرا في المعادلات الاقتصادية في المنطقة، وان يكون بوسعها التحكم بمقدرات شعوب هذه المنطقة التي ابتليت بالعدو الاسرائيلي. لا نعلم كيف وافقت القاهره علی ان تستجدي الغاز للشعب المصري العظيم من خلال توقيعها عقودا مع العدو الغاصب، فهذا العقد بحد ذاته يعتبر اهانة كبيرة لشعب عظیم كالشعب المصري الذي يعتبر الكيان الاسرائيلي عدوه الاول والاخير في المنطقة. بالطبع فان الشعب المصري مما لا شك فيه انه لم يكن راضيا ان تشتري مصر الغاز من تل ابيب ولو حتی كانت مصر بحاجة الی هذه المادة الحيوية.
وثمة من يقول كيف سيكون بوسع القاهرة مواجهة الخطط والمشاريع التوسعية والعدوانية التي ينفذها الكيان الغاصب الصهيوني في المنطقة عند ما تربط مستقبلها بالسیاسات الصهیونیة من خلال التوقيع علی عقد شراء الغاز من هذا الكيان؟، بالطبع ستكون مصر شبه اسيرة في حال كانت بحاجة الی الغاز الاسرائیلي. وسيكون هذا الغاز المستورد من العدو بمثابة الخيط الذي يمكن ان تحركه اسرائيل باي اتجاه شاءت للتحكم بالاقتصاد المصري الوطني. إذا ان شراء الغاز من الكيان الاسرائيلي لم يكن بصالح الشعب المصري فضلا عن انه سيكون إهانة كبيرة له.
بامكان مصر الاستغناء عن شراء الغاز من اسرائيل والبحث عن مصادر اخری اقليمية ودولية فهنالك علی سبيل المثال ايران وروسيا وقطر باعتبارها المصادر الاولی العالمية لانتاج الغاز حيث تستطيع القاهرة تامين احتیاجاتها من هذه المادة عبر هذه الدول خاصة ايران والتي ابدت استعدادها اكثر من مرة لاي تعاون اقتصادي مع مصر خاصة بعد الثورة الشعبية التي ازاحة ديكتاتورية حسني مبارك عام 2011. بالطبع ايران بامكانها تامين جميع احتیاجات القاهرة من الغاز لعدة عقود وعبر اسعار معقولة جدا.
ونظرا لقدرة ايران علی بيع الغاز حتی للدول الاوربية عبر مد انابيب طويلة فابلطبع بامكانها ايصال الغاز الی الاراضي المصرية في حال توجد ارادة قوية من قبل الحكومة المصرية للتعاون مع ايران في هذا السياق. كما ان توقيع اي اتفاقية تعاون مع العدو الاسرائلي خاصة في المجال الاقتصادي من قبل الدول الاسلامية يعتبر خيانة عظمی لا تغتفر بحق الشعب الفلسطيني الذي تحتل اسرائيل ارضه منذ اكثر من 6 عقود. نعم انها خيانة عظمی سوف تبقی في ذاكرة الشعوب الاسلامية ولم تمحی في حال قامت الحكومة المصرية بشراء الغاز من الكيان الاسرائليلي. وستكون الحكومة المصرية قد ارتكبت هذه الخيانة بالشعب الفلسطيني كما ارتكب حسني مبارك نفس هذه الخيانة الكبری عند ما باع وقتها الغاز المصري وباثمان اقل من الاسعار الدولية للكيان الصهيوني.
كما ان شراء الغاز من الكيان الاسرائيلي من قبل القاهرة سيكون عنصرا مهما في دعم الاقتصاد الاسرائيلي الذي يواجه هذه الايام ازمات عديدة إثر الحرب العدوانية التي شنها اخيرا علی سكان قطاع غزه. حيث ان جراح الغزيين لم تشفی لحد الان اثر هذه الحرب وسيكون سماع خبر شراء الغاز الاسرائيلي من قبل القاهرة خبرا مؤلما جدا بالنسبة للفلسطینیین. كما ان اي دولة عاقلة لم تسلط عدوها علی مصيرها ومستقبلها خاصة في المجال الامني والاقتصادي، حيث ان التعاقد مع الكيان الصهيوني من قبل القاهره هو بمثابة ان يصبح الشعب المصري رهينة بيد الكيان الصهيوني.
وفي النهاية يجب ان نقول ان الاتفاقية التي اشارت الیها صحيفة هآرتص الصهيونية والتي توكد اتفاق القاهره مع تل ابيب علی شراء الغاز المصري لامد بعيد من خلال دفع مبلغ 500 الی 700 مليون دولار سنويا للكيان الاسرائيلي من قبل القاهرة، سيكون هذا بمعنی ان القاهرة اصبحت آلة بيد الكيان الاسرائيلي، سيحركها باي اتجاء شاء، لغرض تحقيق مآربه الخبيثة خاصة تجاه الشعب الفلسطيني. وستكون بعد ذلك القاهرة قد خسرت دورها ومكانتها ليس في المنطقة فحسب بل في العالم الاسلامي باسره. لذا علی الشعب المصري ان يعارض حكومته ويمنعها من اي تعامل اقتصادي وغير اقتصادي مع عدوه اللدود ونعني الكيان الغاصب الصهيوني.
