الوقت - سجل إنتاج العالم من الطاقة المتجددة خلال العام الماضي رقماً قياسياً وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة المتجددة الدولية «آيرينا».
وذكرت الوكالة في تقرير أن الطاقة المتجددة شكلت أكثر من 92% من إجمالي الطاقات الإنتاجية الجديدة للكهرباء في العالم خلال العام الماضي، بما يعادل إجمالي الطاقة الإنتاجية للكهرباء في البرازيل واليابان معا.
ورغم هذا الإنجاز، حذّر التقرير من أن النمو الحالي لا يزال غير كاف لتحقيق الهدف العالمي بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030، وهو ما يتطلب معدل نمو سنوي قدره 16.6%.
فقد جاء في التقرير أن «التقدم بهذه الوتيرة لا يزال قاصراً عن تحقيق الهدف العالمي المتمثل في الوصول إلى 11.2 تيراواط بحلول العام 2030».
وأكد مدير عام «آيرينا» فرانشيسكو لا كاميرا أن «النمو السنوي المستمر لمصادر الطاقة المتجددة خير دليل على أن هذه المصادر مجزية اقتصادياً، وقابلة للنشر بسهولة»، لكنه حذر من أن «التفاوتات الإقليمية بدأت تدق ناقوس الخطر مع اقتراب الموعد النهائي لعام 2030».
وعلّق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل على هذه الأرقام قائلاً «رغم نمو مصادر الطاقة المتجددة في آسيا بضعف معدل نموها في أوروبا، من الواضح أن هناك فرصاً كبيرة لأوروبا لتسريع وتيرة النمو». وأضاف «في ظل طفرة الطاقة النظيفة العالمية التي بلغت تريليوني دولار أمريكي العام الماضي، فإن العائدات المتوقعة هائلة».
كما قال ستيل إن التحول في مجال الطاقة النظيفة يمكن أن يكون «المحرك الاقتصادي» لأوروبا التي قد يتقلّص ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 2.3% بحلول منتصف القرن الحالي بسبب تأثيرات المناخ، على حد تعبيره.
ووفق التقرير «استأثرت آسيا بالحصة الأكبر من هذا التوسع، وجاء ذلك مدفوعاً بالصين التي زادت قدرتها الإنتاجية بنسبة 64%». كما «زادت قدرة إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمقدار 451.9 جيغاواط العام الماضي (…) واستأثرت الصين لوحدها بـ278 جيغاواط من إجمالي هذا التوسع، وحلت الهند في المرتبة الثانية (24.5 جيغاواط)».
وظلت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أسرع مصادر الطاقة المتجددة نموا، إذ شكلتا معا 96.6 في المئة من القدرات العالمية الجديدة في 2024.
وزادت الطاقة الإنتاجية لقطاع الطاقة المتجددة في أوروبا خلال العام الماضي بنسبة 9%، حيث ساهمت ألمانيا بأكثر من ربع نمو الطاقة المتجددة الأوروبية. وزادت الطاقة الإنتاجية للمصادر المتجددة في أفريقيا بنسبة 7% خلال العام الماضي.
وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن التطور الواعد في مجال إنتاج الطاقة المتجددة. وفي كلمته أمام حوار بطرسبرغ السادس عشر للمناخ في برلين – وهو أول تجمع رسمي حول المناخ منذ قمة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين «كوب29» التي عقدت في العاصمة الأذربيجانية باكو في العام الماضي، وجه غوتيرش دعوة قوية لاتخاذ إجراءات حاسمة بشأن المناخ.
وقال إن العام بدأ في ظل عدم استقرار جيوسياسي وتخفيضات واسعة النطاق في ميزانيات المساعدات الخارجية من جانب الدول المتقدمة، مضيفاً «هناك الكثير من عدم اليقين وعدم الاستقرار في عالمنا»، ولهذا السبب «يجب على كل دولة أن تكثف جهودها وتقوم بدورها».
وأشار غوتيريش إلى أن « مصادر الطاقة المتجددة تجدد الاقتصادات. إنها تحفز النمو، وتوفر فرص عمل، وتخفض فواتير الطاقة، وتنقي هواءنا».
وقد انخفضت تكلفة إنتاج طاقة الرياح بنسبة 60% منذ عام 2010؛ وأصبحت الطاقة الشمسية الآن أرخص بنسبة 90%.
وساهمت الطاقة النظيفة بشكل كبير في النمو الاقتصادي في عام 2023، حيث شكلت 5% من نمو الناتج المحلي الإجمالي للهند، و6% من نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، وثلث نمو الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي.