الوقت ـ يبدو إن الولايات المتحدة الأمريكية مصرة على إن تذهب الأزمة السورية نحو التصعيد الأخير في خطوة تحول المعركة في سوريا نحو حرب مكتملة الأسلحة بالنسبة لما تسميه بـ "المعارضة المعتدلة" و عبر طائرات تمتلكها السعودية تقوم الولايات المتحدة بتدريب مقاتلين من "الشرق الأوسط"، بمعنى إنهم مزيج من الجنسيات التي لا تمت لسوريا بصلة، فإي "معارضة سورية" و أي "اعتدال"..؟.
فبحسب معلومات كشفت عنها قناة الميادين نقلاً عن مصادر وصفتها بالموثوقة فإن إعداد نواة سلاح جو يقاتل داخل الأراضي السوري لصالح الميليشيات المسلحة يتم الآن في صحراء ولاية إيرزونا في الولايات المتحدة الامريكية و بالقرب من الحدود مع المكسيك حيث تمتلك واشنطن حقلاً للرمايات تابع لسلاح مشاة البحرية "المارينز"، ويعرف الحقل باسم " باري غولدوتر لرمايات"، وتؤكد معلومات قناة الميادين إن التدريبات تتم على يد (متعاقدين مدنيين مع وزارة الدفاع الأمريكية) لتمكين "مقاتلي المعارضة المعتدلة" على الرمايات بصواريخ جو – أرض، من على متن طائرات حربية من طراز A-10 و طراز "سترايك ماستر"، المصنعة في بريطانيا، وقد وفرت الولايات المتحدة لعملية التدريب خوذا وبدلات عسكرية لا تحمل علامات تحدد هويتها للمتدربين الطيارين "الشرق أوسطيين"، الذين يقومون بطلعات جوية مساندة للمقاتلات الأميركية، في المرحلة الحالية.
كم إن الطائرات التي يتم تدريب الطيارين عليها دخلت سلاح الجو في المملكة السعودية ودول الخليج بدفعة منها، و هذا يدلل على إن المملكة السعودية ومن لف لفيفها من الخليجيين، تقف وراء عملية التمويل اللازم لهذه العملية، و على ما يبدو فإنها ستمول عملية تزويد هذه المعارضة بالطائرات و كل ما يلزم لتحويل السماء السورية لساحة معارك أخرى بين الميليشيات و الجيش العربي السوري.. لكن أين إسرائيل و ما مصلحتها من ذلك..؟.
النافذ في الأمر أن الولايات المتحدة الامريكية لا تقدم على أي خطوة في الملف السوري دون الحصول على الموافقة الإسرائيلية باعتبار أن حكومة الكيان تراقب الوضع في سوريا و تحسب تبعياته على أمنها، و السعي في تل أبيب يكمن في استنزاف الجيش العربي السوري لمرحلة تمكن الكيان من التوسع في المناطق الشمالي من الأراضي الفلسطينية و العودة إلى جنوب لبنان و الجولان السوري، أي إلى ما بعد الحدود التي فرضتها حرب تشرين من العام 1973، و أي عملية من هذا القبيل يجب أن يباركها اللوبي اليهودي في أروقة السياسة الأمريكية، و على ذلك فإن الذهاب بالمعركة نحو هذا التصعيد سيفيد بذهاب سوريا نحو الكشف عن قدراتها الجوية العسكرية، بإدخال الطيران الحربي المتطور الذي ما زال خارج المعركة إلى الآن، أو من خلال الكشف عن صواريخ الدفاع الجوي الذي تمتلكه سوريا، فإن كانت حكومتي إسرائيل و أمريكا قادرتين على الحصول على معلومات أولية عن هذه الأسلحة من الشركات المصنعة أو عبر جواسيسها في دول العالم، فإن التعديلات السورية ما زالت عصية حتى على الدول التي تم استيراد هذه الأسلحة منها أصلاً، وهذا ما يمكن وصفه بـ "بيت القصيد"، الذي تسعى وراءه أمريكا، كما إن الربط البسيط بين الأنباء عن تجهيز داعش لمقاتليه لهجمات جوية، يؤدي بطبيعة الحال إلى الربط بينه وبين تجهيز أمريكا لمقاتلي "المعارضة المعتدلة" لهكذا عمليات، و إسرائيل، لن ترفض هكذا خطوة هذا إن لم تكن هي من تدير الملف كله.