الوقت ـ فیما ارتفع عدد شهداء فلسطین الی نحو ألفی شهید من الاطفال والنساء والشیوخ وعدد الجرحی الی أکثر من عشرة آلاف , یبدو ان الحرب الصهیونیة علی قطاع غزة قد فشلت فی تحقیق اهدافها التی رسمها رئیس وزراء الاحتلال بنیامین نتانیاهو وان المفاوضات الجاریة الآن فی القاهرة تشهد رضوخا صهیونیا لمعظم شروط المقاومة الفلسطینیة لانهاء القتال والتی طرحت فی الاسابیع الاولی من القتال والتوصل الی وقف لاطلاق النار , فیما تسری الآن هدنة لمدة 72 ساعة منذ یوم الاثنین وذلک علی الرغم من محاولات المفاوضین الصهاینة فی القاهرة لعرقلة الحل وأخذ امتیازات من الجانب الفلسطینی الذی استطاع کسر شوکة الجیش الصهیونی .
فقد أعلن عضو الوفد الفلسطینی المفاوض فی القاهرة قیس عبد الکریم، أن الیوم الأربعاء هو "یوم الحسم فی المفاوضات مع الجانب الصهیونی، فإما اتفاق أو لا اتفاق" واشار عبد الکریم ان "کل الملفات لا تزال مفتوحة، ولم یحسم أی ملف منذ بدء المفاوضات حتی الآن", وأضاف عبد الکریم "الأربعاء إما اتفاق أو لا اتفاق .. نحن أخبرنا الجانب المصری أننا نرید حسم کل القضایا قبل انتهاء مهلة هدنة الـ 72 ساعة".
وکانت تقاریر صحفیة قد أشارت إلی أن معضلة المفاوضات هو مطلب إنشاء میناء ومطار بقطاع غزة، الأمر الذی نفاه عبد الکریم، قائلاً: "صحیح هذا المطلب مهم، لکن کل المطالب التی جاء بها الوفد الفلسطینی لم یتم التوصل لاتفاق بشأنها إلی الآن". وفی السیاق، أجری الوفد الفلسطینی إلی مفاوضات القاهرة اجتماعاً، لبحث اتفاق إطار قدمه الوسیط المصری للوفدین الفلسطینی والصهیونی وبحسب مصادر مقربة من الوفد الفلسطینی، فإن الإطار یتضمن "فتح المعابر، وتدفق المساعدات عبر المعابر الواصلة لقطاع غزة، وإعادة إعمار القطاع، وتدفق أموال الرواتب إلی غزة عبر السلطة، وتضییق مساحة الشریط الحدودی، وتوسیع مناطق الصید لمسافة أکبر من 6 أمیال". وأضافت المصادر: "سندرس الإطار، وسنرد علیه الأربعاء، وستظهر الصورة النهائیة لإمکانیة توقیع اتفاق نار شامل من عدمه عقب جلسات الأربعاء بعد الرد الصهیونی".
من جهته، أکد عضو الوفد الفلسطینی، القیادی فی حرکة "الجهاد الإسلامی"، خالد البطش، علی إنهم تسلموا من الوسیط المصری "ورقة تفاهمات"، تسلمها أیضاً الجانب الإسرائیلی، وسیکون الرد علیها، الیوم الأربعاء، من الطرفین. وعن تطورات المفاوضات، قال البطش إن "الموقف الصهیونی مازال متعنتاً، ونحن نراهن علی الدور المصری للضغط علیه، وبالتالی لم نصل إلی نتائج فی ظل هذه الأمور".
وعقد الوسیط المصری لقاءات مکثفة الثلاثاء، استغرقت أکثر من ست ساعات مع کل من الوفد الفلسطینی والإسرائیلی، کل علی حدة فی محاولة للتوصل لحل لإنهاء الأزمة, وقال مصدر دبلوماسی مصری إن بلاده تسابق الزمن فی التوصل لاتفاق بین الطرفین، قبیل انتهاء الهدنة , وأوضح المصدر إنه یحاول إحراز تقدم فی المفاوضات حتی یتمکن من مطالبة الطرفین بتمدید الهدنة .
ویؤکد الخبراء ان الامعان فی سیر مجریات الحرب منذ البدایة حتی الان وما انجزته المقاومة الفلسطینیة رغم التضحیات وتراجع الصهاینة عن کل الاهداف التی کانوا یعلنونها واحدة تلو الاخری بعد عدم بلوغها وقیام المقاومة الفلسطینیة باجبار العدو علی التفاوض حول الشروط الفلسطینیة , یظهر ان الصهاینة قبلوا بشروط المقاومة وان ما تم تسریبه من القاهرة یشیر ان المفاوضات تدور حالیا حول شروط جدیدة طرحتها المقاومة وهی اعادة فتح مطار غزة ومیناء غزة وایجاد طریق بری یوصل بین غزة والضفة ولکن لم یتم التوصل الی اتفاق حتی الان حول هذه الشروط , ورغم هذا کله فان قبول الصهاینة بالشروط التی طرحها الفلسطینیون فی البدایة یثبت ان نتیجة حرب غزة الثالثة لن تکون الا انتصارا باهرا لدماء شهداء فلسطین علی آلة الحرب الصهیونیة المدعومة من کل العالم الظالم .