وقد بادرت القوات الأجنبیة التی غزت افغانستان الی دعم وتسلیح الجماعات المسلحة التی تنتمی الی تنظیم القاعدة أو تنضوی تحت جماعة طالبان مرارا وتکرارا طوال أکثر من عقد علی الاحتلال وزودتهم فی کثیر من الاحیان بالاحزمة الناسفة ومستلزمات تنفیذ العملیات الانتحاریة وقدمت الدعم والاسناد لکثیر من الانتحاریین والجماعات المسلحة التی امعنت فی قتل الابریاء من ابناء الشعب الافغانی فی کابول وفی مزار شریف وغیرها من المناطق والمحافظات الافغانیة .
وقد حدثت مثل هذه المأساة فی العراق ایضا عندما قامت القوات التی احتلت العراق تحت شعار تدمیر أسلحة الدمار الشامل بدعم الجماعات المسلحة التکفیریة الارهابیة التی حاربت الحکومة العراقیة وکان الهدف الحقیقی من احتلال العراق هو الامساک الکامل بمجریات الأمور فی منطقة الشرق الاوسط کلها واحداث "الفوضی الخلاقة" کما کان یقال .
وقد ألمح مسؤول أمریکی وهو الممثل الدائم لأمریکا فی حلف الناتو الی مسألة استمرار الوجود والنفوذ الأمریکی فی أفغانستان وما یدور فی أدمغة المسؤولین الامریکیین حیال افغانستان وقال ان امریکا سوف لن تترک افغانستان وحیدة بعد العام 2016 وهو عام استکمال انسحاب القوات الامریکیة من هذا البلد لکنه اضاف ان "طبیعة التعاون الامریکی الافغانی" سوف تأخذ اشکالا متفاوتة حتی عام 2024.
وعلی الرغم من ذلک فان التوقیع علی الاتفاقیة الامنیة والدفاعیة بین افغانستان وامریکا لم یتم حتی الان ومن المقرر أن یوقع الرئیس الأفغانی المقبل علی هذه الاتفاقیة کما قد اعلن الرئیس الامریکی باراک اوباما ان 9800 جندی امریکی سیبقون فی افغانستان حتی عام الفین وستة عشر .
وکان وزیر الخارجیة الامریکی جون کیری قد تنبأ بحدوث تغییرات مهمة فی حیاة الشعب الافغانی بعد انسحاب القوات الامریکیة من أفغانستان وقال ان الاوضاع ستتغیر نحو الأفضل بعد انسحاب هذه القوات ملمحا فی الوقت ذاته الی احتمال اعادة نشاطات تنظیم القاعدة فی افغانستان .
ویؤکد الخبراء المطلعون علی الشأن الافغانی ان صفقة التبادل التی حصلت بین جندی امریکی کان قد أسر فی افغانستان مع خمسة اعضاء بارزین من طالبان کانوا مسجونین فی معتقل غوانتانامو وهو ما یدل ان امریکا ترید استمرار نشاط التنظیمات الارهابیة مثل القاعدة وطالبان بعد الانسحاب الامریکی من افغانستان ولذلک نری ان الامریکیین یسعون الی اجراء مفاوضات مباشرة مع جماعة طالبان دون علم أو تدخل الحکومة الافغانیة
.