الوقت - فی وقت تشهد سوریا حربا شرسة منذ 3 سنوات بین الجیش السوری والجماعات التکفیریة الارهابیة المدعومة من الغرب ومن بعض الدول العربیة والاقلیمیة جرت الانتخابات الرئاسیة فی هذا البلد وفاز الرئیس السوری بشار الأسد فی هذه الانتخابات وحصل علی 7 .88% من الأصوات لیحکم البلاد لسبعة أعوام أخری .
وقد توالت ردود الأفعال المعارضة علی نتائج الانتخابات الرئاسیة السوریة من کل حدب وصوب , فقد اعتبر بیان صادر عن الممثلة العلیا للسیاسات الأمنیة والخارجیة فی الاتحاد الأوروبی، الانتخابات السوریة بأنها "غیر شرعیة"، بینما وصف "جون کیری" وزیر الخارجیة الأمریکی نتائج الانتخابات بأنها "صفرٌ کبیر لا معنی لها" أما ترکیا فکانت قد وصفت الانتخابات بالمهزلة، ولم تکن کل تلک المواقف جدیدة، فقد أعلنها أصحابها حین أعلنت الحکومة السوریة عن تنظیم الانتخابات، لکنها فی الوقت نفسه لم تفعل شیئاً آخر لوقف نزیف الدم والدمار ومسلسل القتل والتکفیر والارهاب وتشرید المدنیین السوریین الابریاء وتهجیرهم من مناطقهم .
ویعود سبب الامتناع الغربی عن الاعتراف بشرعیة الانتخابات الرئاسیة السوریة ونتائجها الی ادراک الغربیین بان اعترافهم هذا سیکون اذعانا بهزیمتهم الکبیرة فی المعرکة السوریة التی تستمر منذ 3 سنوات وان هذا الاذعان بالهزیمة سیجر علیهم تبعات ثقیلة ولذلک نری ان الغربیین یریدون الهروب الی الامام والتنصل من تبعات قبول الهزیمة فی حرب سوریا ویحاولون القول بان سوریا لم تشهد انتخابات وان ما جری لم یکن الا مجرد مسرحیة .
کان من الواضح، من خلال التقاریر الإعلامیة العدیدة مختلفة المصادر، أن الأسد یحظی بتأیید جزء لا یستهان به من الشعب، وهذا التأیید جاء بسبب غیاب البدیل المناسب والذی یحترم التعددیة، ولا یمارس القتل والإعدام والذبح والتکفیر والارهاب والتهجیر والذی ینفر منه الشعب السوری وای شعب مسلم او عربی .
ومن جهة أخری، من الواضح أن الدعم الذی تتلقاه سوریا من إیران وروسیا لعب دوراً کبیراً فی صمودها امام الجماعات الارهابیة المسلحة التی تتلقی کل انواع الدعم اللوجستی والمالی والتسلیحی والاعلامی من السعودیة وترکیا واذناب امریکا فی المنطقة ومن الدول الغربیة مباشرة .
وبینما یلتف جزء من الشعب السوری حول النظام نری کثرة الانقسامات بین الجماعات المسلحة الارهابیة المعارضة , ومن جهة أخری نری تراجعا من قبل الدول الداعمة للارهابیین , فترکیا قد فقدت حماستها إلی درجة أن أنقرة أعلنت وضع "جبهة النصرة" علی قائمة الإرهاب، وتشکل هذه الجبهة أحد الفصائل الارهابیة الکبیرة علی الساحة السوریة، وساهمت الأحداث التی ألمت بترکیا فی الشهور الماضیة بانشغالها بقضایاها الداخلیة، وقبلها أعلنت دول عربیة اعتبار عدد من المنظمات إرهابیة، وحذرت من ذهاب مقاتلین للقتال فی سوریا، کما أوقفت جمع التبرعات العشوائیة أیضاً .
ویؤکد الخبراء أن مشارکة 73 بالمئة ممن یحق لهم التصویت فی سوریا بالانتخابات کذبت وأسقطت دعایات الحاقدین علی سوریا وتصریحاتهم المضللة وهم یؤکدون انه بامکان الحکومة السوریة ان تستفید من نسبة المشارکة العالیة هذه لافشال المؤامرة الدولیة علی الشعب السوری المسلم واذلال الأدوات الصغیرة التی تشکل وقوداً فی المعرکة والحرب علی سوریا ومحور المقاومة.