الوقت - عقدت مجموعة ما یسمی بـ "اصدقاء سوریا" قبل أیام اجتماعا فی العاصمة البریطانیة لندن ووافقوا علی زیادة الدعم للمعارضة السوریة التی سموها بـ "المعتدلة" لکن اطراف المعارضة الذین اجتمعوا فی لندن لم ینالوا الموافقة الغربیة بتزویدهم بأسلحة متطورة .
ومجموعة أصدقاء سوریا هی تحالف من دول غربیة ودول فی الخلیج الفارسی معارضة للرئیس السوری بشار الأسد , وقال وزیر الخارجیة البریطانی ولیام هیغ للصحفیین فی لندن "اتفقنا ایضا بالإجماع علی اتخاذ مزید من الخطوات من خلال استراتیجیة منسقة لزیادة دعمنا للمعارضة المعتدلة... للائتلاف الوطنی والمجلس العسکری الأعلی التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به" .
وعقد الاجتماع بطلب من رئیس الائتلاف السوری المعارض ولید الجربا وقد طلب المعارضون السوریون من الجهات الداعمة لهم تزویدهم بأسلحة ثقیلة ومعدات متطورة منها صواریخ حدیثة لکن امریکا قد رفضت ذلک .
ویقول المراقبون ان هذا الطلب من جانب المعارضة السوریة هو للتغطیة علی الفشل العسکری الذریع للجماعات التکفیریة الارهابیة ومحاولة للقول بأن هذه الهزیمة النکراء هی ناتجة عن النقص فی السلاح وعدم وجود توازن عسکری فی حین ان الارهابیین کانوا قد اعلنوا مؤخرا ان قدراتهم العسکریة کبیرة جدا وهم مزودون بعتاد وأجهزة عسکریة حدیثة جدا .
ویعتبر المراقبون ان طرح قضیة الاسلحة الثقیلة والخفیفة وغیرها من القضایا هی من أجل التغطیة والتمویه ویتساءل هؤلاء لماذا نالت هذه المعارضة الهزیمة العسکریة فی معارک کانت تمتلک فیها أسلحة ثقیلة وحدیثة .
کما أن هناک اصوات علت من جانب معارضین بارزین للنظام السوری ینتقدون فیها ما یسمی بـ "اصدقاء سوریا" حیث وصف الرئیس السابق للائتلاف السوری المعارض معاذ الخطیب اعضاء هذه المجموعة بالکذابین والمنافقین وقال "هناک جهات لا ترید للأزمة السوریة المستمرة منذ أکثر من ثلاثة أعوام أن تحل ".
ورغم ان موقف الخطیب جاء متأخرا جدا لکن من المتوقع ان یلقی صدی کبیرا داخل اوساط المعارضة السوریة وستکون له تداعیات واسعة فی صفوف هذه المعارضة التی اثبتت طوال اعوام الحرب الاخیرة فی سوریا بانها تفتقر الی رؤیة واضحة لحل الأزمة السوریة بالاضافة الی تبعیتها وعدم استقلالها وارتهانها بالخارج وعجزها عن اتخاذ القرارات ووقوعها تحت هیمنة الدول الغربیة وبعض الدول العربیة التی حولت هذه المعارضة الی ورقة ضغط تستخدمها لتحقیق اهداف بعیدة کل البعد عن الأزمة السوریة .
الحقیقة ما کان علی الخطیب ولا علی الذین یشاطرونه موقفه ان ینتظروا کل هذا الوقت للوقوف علی کذب ونفاق مجموعة "اصدقاء سوریا" فکذب ونفاق هذه المجموعة انکشف منذ الیوم الاول للأزمة السوریة , عبر الضغط علی المعارضة السوریة وتحریضها علی رفض کل المبادرات التی اطلقتها الحکومة السوریة لتسویة الأزمة , وتحویل هذه المعارضة الی مظلة لشرعنة تهریب عشرات الآلاف من التکفیریین والعصابات الاجرامیة الی سوریا لضرب نسیجها الاجتماعی واضعاف جیشها , هی هدیة قدمت علی طبق من ذهب للکیان الصهیونی .
للأسف الشدید ان الحقیقة التی توصل الیها الخطیب ورفاقه جاءت بعد ان تاجر "اصدقاء سوریا" بهذا الشکل الرخیص بالدم السوری , وحولوا سوریا الی ساحة لتصفیة الحسابات بین کل من یملک اجندة خاصة به للمنطقة من بین هؤلاء "الاصدقاء" الذین اغلقوا حدودهم امام التکفیریین وطاردوهم تحت کل حجر ومدر داخل بلدانهم , الا انهم فتحوا حدود سوریا امام هذه العصابات التکفیریة لتعیث فیها فسادا , بعد ان منحوهم صفة "الثوار".