الوقت - أعلنت فی افغانستان النتائج الاولیة للانتخابات الافغانیة ولم یستطع أی من المرشحین الحصول علی اکثر من خمسین بالمئة من الاصوات فیما ذهب المرشحین الحائزین علی اکبر عدد من الاصوات عبدالله عبدالله واشرف غنی الی الجولة الثانیة .
وحسب النتائج المعلنة فان عبدالله عبدالله حصل علی 44.9 بالمئة من الاصوات کما حصل أشرف غنی احمد زی علی 31.5 بالمئة, ورغم ذلک فان "اللجنة الانتخابیة المستقلة لتلقی الشکاوی" امامها نحو 20 یوما للبت فی الشکاوی المقدمة , کما من المقرر اعلان النتائج النهائیة فی الرابع عشر من مایو .
واذا قامت "اللجنة الانتخابیة المستقلة لتلقی الشکاوی" بتأیید النتائج التی اعلن عنها الیوم بعد ان أعلن رئیس اللجنة الانتخابیة المستقلة ان هذه النتائج یمکن ان تتغیر عند اعلان النتائج النهائیة وهناک احتمال للذهاب الی جولة ثانیة من الانتخابات .
من جانبه أعلن محمد محقق , نائب المرشح الحائز علی اکبر عدد من الاصوات عبدالله عبدالله , ان النتائج المعلنة لیست مقبولة وان قسما من اصوات عبدالله عبدالله تم ابطالها فی کابول وهیرات وغزنی وقرنطین ویاهم .
وقال محقق "لقد تم الکثیر عن کتمان الحقائق ونحن غیر راضین عن النتائج ومکلفون بمتابعة هذا الموضوع عبر المجاری القانونیة " واضاف انه فی حال اعادة فرز الاصوات وفصل الاصوات النظیفة عن غیر النظیفة فان قائمة الاصلاحات والتعاضد (القائمة الانتخابیة التابعة لعبدالله عبدالله) تکون هی الفائزة .
من جانبه شکک نقیب الله فایق , احد الناطقین باسم الحملة الانتخابیة التابعة للمرشح أشرف غنی احمد زی , فی النتائج الاولیة المعلنة مؤکدا حدوث تزویر وتجاوزات . واضاف فایق ان هناک ارادة قویة جدا لدی لجنة الانتخابات لجر هذه الانتخابات الی جولة ثانیة وان الحدیث عن الجولة الثانیة یتم دون البت فی الشکاوی او فرز الصنادیق المتحفظ علیها .
ومع هذا فان الحملة الانتخابیة للمرشح اشرف غنی احمد زی اعلنت استعدادها للذهاب الی جولة ثانیة من الانتخابات لکن هذا المرشح اعرب عن اعتقاده بانه فی حال اعلان النتائج النهائیة للجولة الاولی لن تعود هناک حالجة للذهاب الی الجولة الثانیة .
کما ان هناک وجهة نظر تقول ان عدم البت فی الشکاوی المقدمة فی الجولة الاولی ستضع الجولة الثانیة من الانتخابات امام تحدیات جدیة منها تراجع نسبة مشارکة الناخبین .
ومن المتوقع اشتداد المنافسة بین المرشحین الاثنین فی الجولة الثانیة لکنه نظرا للتقدم الکبیر الذی سجله عبدالله عبدالله فان احتمال فوزه فی الجولة الثانیة قد ازداد بصورة کبیرة .
وفی هذا السیاق أعلنت المؤسسات التی تراقب الانتخابات ان اطلاق "الاحکام المسبقة" بشأن نتائج الانتخابات هو مدعاة للقلق وسیتسبب بحدوث مشاکل جمة ومنها ان تهیئة الرأی العام لسماع فوز مرشح ما عبر الدعایات وعدم فوزه عند اعلان النتائج النهائیة سیتسبب بحدوث ردات فعل .
ویعتقد بعض الخبراء ان هناک من سعی بقوة لجر الانتخابات الی الجولة الثانیة , ویقول هؤلاء ان فارق الاصوات بین المرشح الحائز علی المرکز الاول فی الجولة الاولی والمرشح الحائز علی المرکز الثانی کان فارقا کبیرا جدا ولم تکن هناک حاجة لاجراء الجولة الثانیة , لکن هناک من اوعز الی لجنة الانتخابات بضرورة عدم اعلان حصول أی من المرشحین علی اکثر من خمسین بالمئة من الاصوات بغیة جر هذه الانتخابات الی الجولة الثانیة . وکان الأمر واضحا الی درجة کان الکثیر من المسؤولین السیاسیین یقولون فی تصریحاتهم انهم مقتنعون بفوز عبدالله عبدالله فی الجولة الاولی ولیس هناک حاجة للجولة الثانیة فی حین ان اجراء الجولة الثانیة لها تکلفة مالیة وسیاسیة باهظة .
وبالنظر الی الفارق الکبیر فی الاصوات بین المرشحین الاثنین یبدو ان الذهاب الی الجولة الثانیة امامه الکثیر من التحدیات والمشاکل اولها العبء المالی الکبیر علی کاهل الشعب الافغانی لاجراء الانتخابات من جدید أو تفویت فرصة تشکیل حکومة موحدة اللون وجر الامور نحو تشکیل حکومة ائتلافیة .
وفی الحقیقة هناک ایاد خفیة وایاد غیر خفیة (مثل زلمای خلیل زاد وعلی احمد جلالی وحماتهم الغربیین) تسعی الی التحکم بعمل اللجان الانتخابیة خدمة لاهداف ما , لکن ما یجب استذکاره هو ان الشعب الافغانی لایعتبر عبدالله عبدالله رئیسا مثالیا للبلاد یستطیع التغلب علی جمیع المشاکل کما لایعتبر اشرف غنی کذلک , بل ان ما یهمه هو احترام رأیه واصواته الانتخابیة ومجیء حکومة مشروعة تنقذ البلاد من أزماتها الأمنیة والتخلف وتبعات الاحتلال .