الوقت - فی وقت تقف سوریا علی مقربة من استحقاق الانتخابات الرئاسیة هذا العام وسط اوضاع فائقة الحساسیة فی سوریا والمنطقة وفی تبذل الحکومة السوریة جل مساعیها لتلبیة شروط انجاح اجراء تلک الانتخابات , یدعی الامریکیون وبعض الغربیین ان الانتخابات الرئاسیة السوریة القادمة هی "غیر مشروعة" الا اذا قام هؤلاء بتأیید تلک الانتخابات .
وفیما یجب اجراء هذه الانتخابات وفق الدستور السوری فان المعارضة المسلحة تمضی فی نهجها الارهابی وتتجسس لصالح اعداء شعوب المنطقة وتعرقل العملیة الدیمقراطیة واجراء الانتخابات ومن جهة أخری تقوم السعودیة وترکیا بدعم هذه الجماعات الارهابیة من اجل عرقلة سیر العملیة الانتخابیة فی سوریا.
ویعد موضوع کیفیة اجراء هذه الانتخابات امرا آخرا لکن نظرا الی الشعبیة التی یتمتع بها الرئیس السوری بشار الأسد فانه الفائز المحتمل فیها وان ادعاء الجماعات الارهابیة والدول الغربیة بأن الانتخابات الرئاسیة السوریة لیست مشروعة هو کلام فی غیر محله لأن الدول الغربیة تدعم الجماعات الارهابیة المعارضة وهذا ما یؤکد بأنهم لایرغبون فی ارساء عملیة دیمقراطیة فی سوریا بل یدعمون الارهابیین عسکریا وهذا یضر بالشعب السوری .
ونظرا الی الاوضاع الحالیة فی سوریا فان الأنشطة التی تقوم بها الاحزاب فی هذا البلد هی أنشطة محدودة باستثناء حزب البعث الحاکم فی سوریا . ولأن الاحزاب الأخری هی احزاب شکلت حدیثا فانها لاتمتلک بعد الاطار اللازم للقیام بالنشاط الحزبی بکامل طاقتها ولذلک فانها تملک حظا أقل فی النجاح مقارنة مع حزب البعث الحاکم فی سوریا لکنها لدیها الحریة الکاملة فی التنافس جنبا الی جنب للوصول الی سدة الرئاسة فی سوریا .
ولکن ما یهم هو ان الانتخابات فی داخل سوریا هی منطقیة ومشروعة وتجری وفق الدستور رغم معارضة الدول الغربیة لها وهی معارضة فی غیر محلها وتخالف القوانین الدولیة وارادة الشعب السوری وتضر بعملیة ارساء الدیمقراطیة .
ومن المتوقع اجراء الانتخابات الرئاسیة السوریة فی شهر یولیو من العام الحالی وقد تم طرح موضوع تأجیل الانتخابات حتی عام 2016 لکن هذا لم یحصل , فیما بات یحق للأحزاب الأخری المشارکة فی هذه الانتخابات حسب التعدیل الدستوری الذی حصل قبل عامین وبات یمکن تشکیل الاحزاب بحریة ولم یعد الأمر حصریا لحزب البعث السوری ولم تعد الانتخابات الرئاسیة مجرد استفتاء علی مرشح واحد یقدمه هذا الحزب .
وحسب قانون انتخابات رئاسة الجمهوریة الجدید الذی صادق علیه مجلس الشعب قبل عامین فانه یجب علی ای مرشح للانتخابات السوریة ان یکون کالتالی :
- سوری الجنسیة ومن أب وأم سوریین ویجب ان تکون زوجته سوریة
- ان یکون قد عاش فی سوریا عشر سنوات علی الاقل قبل اعلان ترشیحه ( وعلی هذا فان قسم من قادة المعارضة الذین یعیشون خارج سوریا لایمکنهم المشارکة فی هذه الانتخابات ) .
- یجب ان یحظی بدعم 35 نائب من نواب مجلس الشعب السوری من أصل 250 نائبا ( هذا یعنی ان المعارضة المسلحة التی کانت قد قاطعت الانتخابات النیابیة ولیس لدیها نواب فی البرلمان لا یمکنها المشارکة فی الانتخابات حسب هذا البند) .
- ان یتمتع بالحقوق السیاسیة والمدنیة ودون سوابق جنائیة
- حسب هذا القانون فان جمیع الاحزاب یمکنها المشارکة فی الانتخابات
الاحزاب والائتلافات
الرئیس الحالی بشار الأسد اعلن انه سیشارک فی الانتخابات الرئاسیة المقبلة وهو مرشح حزب البعث الحاکم فی سوریا وقد اعلن وزیر الاعلام عمران الزعبی ان الانتخابات ستجری فی موعدها المقرر ومن المقرر ان یغطی التلفزیزن السوری دعایات المرشحین .
وقد بدأ تسجیل المرشحین الرئاسیین منذ یوم أمس الاثنین ویقال ان مرشحین اثنین سینافسان الاسد فی هذه الانتخابات , وستجری الانتخابات فقط فی المناطق التی یسیطر علیها الجیش السوری ولن تجری فی المناطق التی تقع تحت سیطرة المعارضة المسلحة ومنها مثلا الرقة وقسم من ریف دیرالزور وحلب , کما لن تجری هذه الانتخابات فی مخیمات اللاجئین السوریین والسفارات السوریة فی الخارج , ومن مجموع 23 ملیون مواطن سوری یعیشون فی المناطق المذکورة یحق تسعة عشر واربعمئة الف منهم التصویت فی هذه الانتخابات .
وعلی الرغم من عدم وجود مراقبین دولیین لکن یمکن لجمیع وسائل الاعلام الاقلیمیة والدولیة ان یغطوا هذه الانتخابات ویمکن اعتبارهم کمراقبین .
وتتابع اجهزة المخابرات العالمیة بدقة انتخابات الرئاسة السوریة وقد توقعت وکالة المخابرات المرکزیة الامریکیة السی ای ایه فی تقریر ان خمسة وسبعین بالمئة من الشعب السوری سینتخبون بشار الأسد وان فترة رئاسته ستدوم حتی عام 2020 .
وقالت السی ای ایه ان هذه المعلومات قد جمعت من داخل سوریا حسب استطلاعات الرأی التی اجریت وحسب هذه الاستطلاعات فان بشار الأسد سیصل علی 75 بالمئة من اصوات الناخبین .
کما جاء فی هذا التقریر ان المجریات المیدانیة والعسکریة فی سوریا تظهر غلبة النظام السوری علی المجموعات المسلحة والارهابیة وان هذا النظام یحظی بالدعم الشعبی الذی سیستمر حتی موعد انتخابات الرئاسة السوریة .
هذا وتؤکد وسائل الاعلام العالمیة ان المسؤولین السوریین لدیهم اصرار علی اجراء الانتخابات الرئاسیة فی موعدها المقرر رغم ان هناک وجهة نظر تعتبر اجراء هذه الانتخابات غیر ممکنا .
واوردت وکالة اسوشیتدبرس ان هذه الانتخابات تعتبر مهمة جدا للنظام السوری الذی یرید تغلیب وجهة نظره بالنسبة لما یحدث فی سوریا , واضافت الوکالة ان المسؤولین السوریین قد نفوا نفیا قاطعا تنحی الاسد عن الرئاسة خلال مؤتمر جنیف اثنین الذی عقد مؤخرا لکنهم عرضوا بدیلا عن ذلک وهو اجراء الانتخابات الرئاسیة فی موعدها وهم یقولون انه اذا انتخب الشعب السوری بشار الاسد مرة أخری فان الحرب ستنتهی واذا خسر الاسد الانتخابات فأنه سیترک الحکم .
واضافت اسوشیتدبرس "رغم انه لم یتم حتی الان التأکید علی تحدید موعد دقیق للانتخابات لکنها ستجری فی فترة لا تقل عن ستین یوما ولا تتجاوز التسعین یوما قبل نهایة فترة رئاسة الاسد الحالیة والتی ستنتهی فی السابع عشر من فبرایر" کما اوردت ان التحضیرات جاریة لاجراء الانتخابات وان المسؤولین السوریین قد بدأوا بتوزیع البطاقات الانتخابیة علی الناخبین ودعوا من افتقد اوراقه الثبوتیة الی تقدیم طلب لاستصدارها من جدید .
وحسب توقعات الخبراء فان الحکومة السوریة ستبذل کل مساعیها لاجراء الانتخابات فی موعدها دون تأخیر حیث تعتبر هذا الأمر ضروریا لاثبات سیطرتها علی الاوضاع واظهار فشل الجهود التی تبذلها الحماة العرب واالغربیون للجماعات الارهابیة لاراقة دماء الشعب السوری وتمزیق بلدهم , کما ان الخبراء یتوقعون نسبة مشارکة عالیة للناخبین السوریین فی تلک الانتخابات لأن المواطنین السوریین یریدون ارسال رسالة مفهومة وقویة الی الجماعات الارهابیة المتطرفة ومن یدعهم من الدول العربیة والغربیة بان المواطنین السوریین یقفون فی الجبهة المقابلة للنهج التدمیری الذی تتبعه هذه الجهات .