الوقت ـ أکد السفیر الامریکی فی أفغانستان جیمز کانینغهام أن الولایات المتحدة الامریکیة ستبدء أول فصول تعاونها مع الرئیس الأفغانی الجدید من خلال التوقیع علی الإتفاقیة الأمنیة من قبل کابول وواشنطن. واعلن کانینغهام أن الولایات المتحدة الامریکیة لم تدعم أی من المرشحین الأفغان للإنتخابات الرئاسیة مدعیا أن واشنطن تحترم رأی الشعب الأفغانی فی هذا المجال.
وخلال زیارته الثانیة الی ولایة هرات الأفغانیة فی الـ 15 من أبریل قال السفیر الامریکی فی أفغانستان خلال لقاء له جمعه مع عدد من مسؤولی الحکومة الافغانیة أن الحکومة الافغانیة الجدیدة ستوقع علی الإتفاقیة الأمنیة مع الولایات المتحدة الامریکیة التی تُعتبر القضیة الاهم بالنسبة الی الولایات المتحدة الأمریکیة حیث ستبقی ما بین 8 الی 10 آلاف عسکری أمریکی حتی عام 2024 فی الأراضی الأفغانیة بعد أن یتم التوقیع علی هذه الإتفاقیة. و بعد ما أعلن حامد کرزی الرئیس الأفغانی شروطاً مسبّقة للتوقیع علی الإتفاقیة و تم رفضها من قبل الولایات المتحدة الأمریکیة.
و بالرغم من الضغوط الهائلة التی مارستها الولایات المتحدة الأمریکیة علی الحکومة الأفغانیة لإرغامها علی توقیع الإتفاقیة الأمنیة، فشلت جمیع هذه المحاولات و لم تتمکن من إرضاخ الحکومة و المسؤولین الأفغان للتوقیع علی هذه الاتفاقیة حسب النمط ألذی تریده واشنطن، و اعتبر المسؤولون الأفغان التوقیع علی مثل هذه الإتفاقیة من أی قید او شرط یُعدّ أکبر خیانة تجاه مستقبل الشعب الأفغانی. حیث فقدت الولایات المتحدة أملها حیال التوقیع من قبل الحکومة الأفغانیة الحالیة.
و أصبح من الواضح أن الولایات المتحدة الأمریکیة ألیوم أصبحت متخوفة أکثر من أی وقت مضی حول قضیة تواجدها المستقبلی فی أفغانستان بعد المشارکة الواسعة للشعب الأفغانی فی الإنتخابات الرئاسیة الأخیرة رغم المخاطر التی کانت تهدد مشارکتهم فی هذه العملیة السیاسیة. خاصة بعد المحاولة الانتحاریة التی سعی من خلالها أحد الإنتحاریین إستهداف مقر القنصلیة الامریکیة فی هرات عبر تفجیر شاحنة ملغومة.
و بالرغم من إتضاح النتائج الأولیة للإنتخابات الرئاسیة ؛ الاّ أن هذا السؤال یبقی مطروحاً من أن الرئیس الجدید هل سیوقع علی هذه الاتفاقیة أم لا؟ ومع وجود بعض التکهنات حول فوز أسماء محددة فی هذه الإنتخابات، لکن النتائج الإنتخابیة الأفغانیة النهائیة ستعلن خلال فترة زمنیة لا تتجاوز الشهر الواحد. ولم یتطرق أی أحد من هؤلاء الأشخاص تجاه الإتفاقیة ولم تبدو من أی أحد منهم أیة تصریحات تجاه هذه القضیة.
و کانت الدول الغربیة و علی رأسها الولایات المتحدة الأمریکیة تسعی إلی إثارة المخاوف فی المجتمع الأفغانی حول أن خروج القوات الأجنبیة من أفغانستان سیؤدی الی عودة طالبان مرة أخری و ذلک سیؤدی الی إشعال نیران الحرب فی أفغانستان بشکل جدی. کما إدعت هذه الجهات بأن طالبان ستخل بعملیة الإنتخابات بشکل کبیر. لکن بعد فشل جمیع هذه المحاولات الغربیة لإخافة الشعب الأفغانی وعدم تحقق الطموحات الغربیة بل حدث علی العکس من ذلک، فإنه فی الحقیقة لقد أکد الشارع الأفغانی مرة أخری عن رفضة لمشاریع طالبان و الدول الغربیة من خلال مشارکته الواسعة فی الإنتخابات الرئاسیة ولهذا السبب إرتفعت نسبة مخاوف الولایات المتحدة الأمریکیة حیال مستقبل بقائها فی أفغانستان و قبول الشعب الأفغانی بهذه القضیة.
و فی سیاق متصل فان قدرات قوی الأمن فی أفغانستان فی مواجهة الهجمات التی تشنها طالبان من جهة و من جهة أخری المشارکة الواسعة للشعب الأفغانی فی الإنتخابات الأخیرة وفقا لبیان لشبونه، أدت جمیع هذه القضایا الی أن تتوصل الولایات المتحدة الأمریکیة الی هذه الحقیقة منأن الشعب الأفغانی لم یعوّل وبشکل کبیر للوصول الی أهدافه عبر الولایات المتحدة الأمریکیة و القوات الاجنبیة التی تحتل بلاده بذریعة تحقیق الأمن والاستقرار فی أفغانستان.