الوقت - منذ سقوط نظام الرئیس المصری المخلوع محمد مرسی فی 3 یولیو 2013 وحتی الان ما زالت المؤسسة العسکریة التی اسقطت هذا النظام تسعی الی الغاء الحرکات والجماعات السیاسیة التی انبثقت اثناء حکم مرسی او دمجها ضمن البرامج السیاسیة والامنیة التی ینتهجها النظام الحالی .
وبعد التصویت علی الدستور الجدید للبلاد والذی منح صلاحیات واسعة للجیش ومنع من تأسیس احزاب اسلامیة واقر قوانین جدیدة تهدف الی الغاء الحرکات المؤثرة والمنافسة فی الساحة و التصویت علی دستور جدید للانتخابات ومنح اللجنة العلیا المشرفة علی الانتخابات صلاحیات واسعة الی درجة باتت معها جمیع شؤون الشعب المصری بید هذه اللجنة لغرض منع ای اعتراضات علی الاجراءات غیر القانونیة والعسکریة التی یتم اتخاذها فی البلد .
ومن جانب آخر یمکن اعتبار استقالة حکومة حازم الببلاوی فی 24 فبرایر 2014 بأنها تأتی فی اطار المساعی الرامیة الی التغطیة علی المعضلات الاقتصادیة التی تواجهها مصر فی الوقت الحاضر کی لا توجه اصابع الاتهام الی المؤسسة العسکریة ویبقی الشعب ینحی باللائمة علی الببلاوی باعتباره رئیس الوزراء والشخص المسؤول عن هذا التدهور خصوصا بعد الاحتجاجات الشدیدة التی اطلقها الشباب المصری والاوساط والنقابات العمالیة فی البلد ضد الاجراءات الاقتصادیة التی اتخذت فی الآونة الاخیرة.
وفی ظل هذه الظروف تسعی المؤسسة العسکریة الی امتصاص نقمة الشباب المصری الثوری وخداعه من خلال طرح مشروع اهداء منازل سکنیة لهؤلاء الشباب . وهذا المشروع تم اتخاذه بالتوافق بین الحکومة المصریة واحدی الشرکات الخاصة ببناء المساکن فی دولة الامارات العربیة المتحدة .
وتسعی دولة الامارات ومنذ نحو ثلاث سنوات ای منذ انطلاق الثورة الشعبیة فی مصر والاطاحة بنظام الرئیس المخلوع حسنی مبارک ووصول الاخوان المسلمین فی هذا البلد الی سدة الحکم الی اتخاذ خطوات للحد من نفوذ وتأثیر الاخوان ودعم فلول النظام الدیکتاتوری السابق الذی کان یترأسه المخلوع حسنی مبارک .
وهناک مؤشرات وشواهد کثیرة علی قیام دولة الامارات وبالتعاون مع النظام السعودی بتقدیم دعم مالی هائل للجهات التی کانت تعارض نظام الرئیس مرسی ومن ثم المساهمة باسقاطه علی ید العسکر فی نهایة المطاف فی الثالث من یولیو 2013 .
کما ساهمت الامارات بتقدیم دعم مالی کبیر للحکومة التی تشکلت فی مصر بعد اطاحة العسکر بنظام مرسی . ومن بین هذا الدعم یمکن الاشارة الی الصفقات المالیة الضخمة التی منحتها دولة الامارات للمشیر عبد الفتاح السیسی لتمکینه من جذب الشباب المصری وکسب تأییده فی الانتخابات القادمة .
ومن الوعود التی اطلقتها الامارات فی هذا المجال مشروع بناء ملیون منزل لاسکان الشباب المصری وبمبلغ یصل الی 280 ملیون جنیه مصری علی ان یتم تحویل هذه المنازل فی عام 2017 .
وهذه الوعود تشبه الی حد بعید الوعود السابقة التی قطعتها علی نفسها الدول العربیة فی مجلس تعاون الخلیج الفارسی للشعب الفلسطینی خلال السنوات الماضیة والتی لم تر النور لحد الآن ولیس هناک ای ضمانات لتنفیذها فی المستقبل . وهذا الأمر یبین الی ای حد والی ای مدی تبذل دولة الامارات جهودا لدعم الاجراءات غیر الدیمقراطیة التی تشهدها مصر منذ الاطاحة بنظام مرسی وحتی الآن .