الوقت - انسحب 3 كتّاب على الأقل من "مهرجان هاي الأدبي" المقرر عقده في كانون الثاني/يناير 2026 في كارتاخينا، كولومبيا، احتجاجاً على دعوة وُجّهت إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية والحائزة على جائزة نوبل للسلام، ماريا كورينا ماتشادو.
وأشار الكتّاب المنسحبون إلى دعم ماتشادو لحملة الضغط التي شنّها دونالد ترامب ضد نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا.
ويُعزى السبب الرئيسي الذي ذكروه إلى دعم ماتشادو لحملة الضغط التي شنّها الرئيس الأميركي على مدى 4 أشهر ضدّ مادورو، وتصريحاتها المؤيدة لتدخّل عسكري أميركي محتمل في فنزويلا.
وتُعدّ هذه المقاطعة دليلاً آخر على أن ماتشادو، التي تربطها علاقات وثيقة بقادة اليمين المتطرف في المنطقة، بمن فيهم الأرجنتيني خافيير ميلي، والبرازيلي جاير بولسونارو، بعيدة كل البعد عن أن تحظى بتأييد شعبي في أميركا اللاتينية.
ويوم الاثنين، كانت ماتشادو من بين العديد من قادة اليمين حول العالم الذين هلّلوا لانتخاب خوسيه أنطونيو كاست، المحافظ المتشدد والمعجب المعلن بالديكتاتور أوغستو بينوشيه، رئيساً جديداً لتشيلي.
وفي رسالة أعلنت فيها انسحابها من المهرجان في كارتاخينا، وصفت الكاتبة الكولومبية، لورا ريستريبو، ماتشادو بأنها "مؤيدة نشطة للتدخل العسكري الأميركي في أميركا اللاتينية".
وأضافت مؤلفة رواية "الهذيان": "لا ينبغي منح أي منبر أو تسهيل ظهور أي جمهور لشخص، مثل السيدة ماتشادو، يروج لمواقف وأنشطة تُخضع شعوبنا وتقوض سيادة بلداننا. التدخل الإمبريالي ليس موضوع نقاش، بل هو أمر يجب رفضه رفضاً قاطعاً".
واستشهد كاتب كولومبي آخر، هو جوزيبي كابوتو، بالغارات الجوية الأميركية المميتة على القوارب، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 90 شخصاً، العديد منهم في مياه البحر الكاريبي نفسها التي تُجاور كارتاخينا.
وكتب كابوتو على وسائل التواصل الاجتماعي: "أعتقد أنه في ظلّ خطورة تصاعد العنف الإمبريالي، من الأفضل الانسحاب من مهرجان يُقام على شواطئ البحر الكاريبي المقصوف، والذي قرر دعوة شخصٍ أهدى جائزة نوبل للسلام للفاشي المسؤول عن هذه الجرائم"، مُذكّراً بأن ماتشادو أهدت جائزة نوبل التي حصلت عليها إلى ترامب.
أما الكاتبة والناشطة الدومينيكية، ميكايلا درولارد، وهي ثالث المنسحبين احتجاجاً، قالت إن دعوة المهرجان لماشادو تُعدّ بمنزلة تأييد لكل ما تقوله، و"سلاحاً أيديولوجياً لترويج مبرراتها للتدخل الأميركي وغزو وعسكرة منطقة الكاريبي، ولإعرابها عن سعادتها بفوز حزب كاست اليميني المتطرف في انتخابات تشيلي".
وصرحت ماتشادو مؤخراً لشبكة "سي بي إس" بأنها "تؤيد تماماً استراتيجية الرئيس ترامب" بشأن فنزويلا، وأن "ثمن بقاء مادورو في السلطة" يجب أن يرتفع "بالقوة".
