الوقت- 6% فقط من الصواريخ الباليستية الروسية يتم اعتراضها! هذا كان عنوان مقال نُشر على موقع فاينانشال تايمز، نقلاً عن مصادر أوكرانية وأمريكية استنادًا إلى نتائج ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة؛ مقالٌ أثار جدلاً واسعًا في أوساط الخبراء العسكريين حول العالم.
خلال العامين الماضيين، أرسلت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، مثل ألمانيا، سبع بطاريات من أنظمة باتريوت الدفاعية من طرازات مختلفة (PAC-2 وPAC-3) إلى أوكرانيا لتغطية العاصمة كييف على الأقل، ومناطق حساسة مثل ميناء أوديسا، ومدينة لفوف (المركز اللوجستي لحلف الناتو في غرب أوكرانيا)، وجزء من خطوط المواجهة في ساحة المعركة (ضد قصف القوات الجوية الروسية).
من بين البطاريات الدفاعية السبع المرسلة، تعطلت اثنتان منها بشكل كامل خلال الهجمات الصاروخية للجيش الروسي، ما يعني أن رادار التحكم في إطلاق النار المركزي للنظام على الأقل قد استُهدف، ويجب استبداله.
مع ذلك، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا أن هذا العدد من الأنظمة لا يكفي لتغطية سماء أوكرانيا، وأنهم بحاجة إلى 15 بطارية باتريوت على الأقل؛ وإذا وافق دونالد ترامب نهائيًا، فمن المرجح أن تصل هذه الأنظمة إلى أوكرانيا بتمويل من الدول الأوروبية، كما سيتم نقل نسخ باتريوت القديمة التي سُحبت من الخدمة لدى الجيش الإسرائيلي تدريجيًا إلى أوكرانيا.
تحديث الترسانة الباليستية الروسية، كابوس جديد للقادة الأوكرانيين
مع ذلك، تُظهر الأحداث التي وقعت في الأشهر الأخيرة أن مشكلة أوكرانيا لن تقتصر على عدد أنظمة باتريوت وكثافة التغطية الدفاعية.
ووفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، التي حللت بيانات القوات الجوية الأوكرانية التي جمعها مركز مقاومة الاستخبارات (CIR) ومقره لندن، تمكنت أوكرانيا مؤخرًا من اعتراض 6% فقط من صواريخ إسكندر وكينجال الباليستية (صواريخ باليستية تُطلق جوًا من مقاتلات ميج-31)، بينما حققت المنظومة العام الماضي نسبة نجاح لا تقل عن 42%.
صرح مسؤولون أوكرانيون وغربيون للصحيفة أن روسيا طورت صواريخ إسكندر وكينجال لتتمكن من تجاوز صواريخ باتريوت الاعتراضية الأمريكية، من خلال تصميم مناورة مراوغة خلال الهبوط الأخير للصاروخ.
ويشير التقرير إلى أن دور اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية في المناطق التي تغطيها صواريخ باتريوت أدى إلى تدمير العديد من المنشآت العسكرية والصناعية الأوكرانية الحساسة.
صرح مسؤولون أوكرانيون حاليون وسابقون لوسائل الإعلام أن أربعة مصانع على الأقل للطائرات المسيرة دُمرت في غارات روسية هذا الصيف.
الفشل الغريب لصواريخ باتريوت وثاد ضد الصواريخ الروسية والإيرانية
تواجه الشركتان الأمريكيتان الشهيرتان، رايثيون ولوكهيد مارتن، المسؤولتان عن إنتاج صواريخ باتريوت وثاد على التوالي، بيانات مقلقة للغاية حول معدل نجاح أنظمتهما الدفاعية ضد الصواريخ غير الحديثة والمتطورة.
صاروخ مثل إسكندر، يعود تصميمه إلى حوالي 30 عامًا، ولا يُعتبر منافسًا قويًا للدفاع الأمريكي مقارنةً بالصواريخ الروسية الأحدث مثل أوريشنيك، هذا في وقت تم فيه تسليم أحدث نسخة من باتريوت، PAC-3 MSE، إلى أوكرانيا بناءً على أدلة ميدانية، وتوقع المسؤولون الأمريكيون أداءً أفضل من هذا النظام.
فيما يتعلق بصاروخ ثاد، فبغض النظر عن أدائه غير القابل للدفاع ضد موجات الصواريخ التي أُطلقت من ايران باتجاه الأراضي المحتلة خلال حرب الـ 12 يومًا، فقد كان أداء هذا النظام ضعيفًا حتى في مواجهة طلقات فردية متتالية من الأراضي اليمنية.
في أكثر من نصف حالات إطلاق الصواريخ الباليستية من اليمن باتجاه "إسرائيل"، نجحت الصواريخ اليمنية الأسرع من الصوت في اختراق حاجز منظومتي "السهم 3" و"ثاد" بعيدتي المدى بفضل مناورة التهرب التي يوفرها الرأس الحربي القابل للفصل، ما اضطر الصهاينة إلى إطلاق عدد كبير من صواريخ "السهم 2" أو "مقالع داود" أو حتى "القبة الحديدية" لاعتراض الصاروخ اليمني في اللحظة الأخيرة.
وقد دفع هذا الأمريكيين إلى نشر المزيد من منصات إطلاق "ثاد" ليتسنى استخدام المزيد من منصات اعتراض "ثاد" مع كل إطلاق صاروخي معادٍ، ما قد يزيد من فرص اعتراض هذه المنظومة بنجاح.
يُظهر هذا أنه إذا أجرت الدول التي تمتلك ترسانات صواريخ باليستية تحديثات وتعديلات جديدة بناءً على نتائج المعارك في أوكرانيا أو الأراضي المحتلة، فستكون لدى صواريخها فرصة أكبر بكثير لتجاوز أحدث أنظمة الدفاع الأمريكية.