الوقت- استحوذ غوستافو بيترو، رئيس كولومبيا، الذي ألقى خطابًا لاذعًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الولايات المتحدة، على اهتمام وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، ودخل في توتر جديد مع إدارة واشنطن.
كان الرئيس الكولومبي من القادة القلائل الذين انتقدوا الولايات المتحدة ورئيسها بشكل مباشر في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في كلمته في الاجتماع، دعا إلى بدء إجراءات قانونية ضد دونالد ترامب على خلفية الهجمات القاتلة التي شنها الجيش الأمريكي على قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي.
وفي جزء آخر من تصريحاته، طرح بيترو موقفًا حازمًا من القضية الفلسطينية. وفي إشارة إلى غزة، قال الرئيس اليساري الكولومبي: "ترامب شريك في الإبادة الجماعية، هذه الجمعية شاهد صامت على إبادة جماعية. على الأمم المتحدة أن تتمسك بقرارات محكمة العدل الدولية؛ وأن توقف الإبادة الجماعية بتصويت الجمعية العامة؛ وأن تُنشئ قوة حفظ سلام لحماية الفلسطينيين.
وأكد قائلاً: بدلًا من "القبعات الزرقاء" (قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة) التي تفتقر إلى التدريب، نحتاج إلى جيش قوي من الدول التي لا تقبل الإبادة الجماعية، لقد تكلمنا بما فيه الكفاية؛ فلنستخدم شعار (سيمون بوليفار، رجل الدولة والجندي الفنزويلي) "الحرية أو الموت".
أعاد خطابه في الأمم المتحدة أذهان الناس إلى السنوات التي تحدث فيها الزعيم الكوبي فيدل كاسترو دعمًا لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٧٩.
لكن الجدل الدائر حول بيترو لم ينتهِ عند هذا الحد، فقد ظهر في شوارع نيويورك بين المتظاهرين مرتديًا "الشافية" رمز المقاومة الفلسطينية، وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُخاطب الجمعية العامة، كان الرئيس الكولومبي يُشارك في المسيرة المناهضة للصهيونية.
قال بيترو للمشاركين في المظاهرة عبر مكبر صوت: "يجب أن نشكل جيشًا أقوى من الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، مع الفيتو الأمريكي الأخير في مجلس الأمن، انتهت الدبلوماسية، سنرد بالسلاح".
كما دعا الرئيس الكولومبي الجنود الأمريكيين إلى عدم توجيه بنادقهم نحو الإنسانية، وإلى عصيان أوامر ترامب بالامتثال لأوامر الإنسانية.
صرح بيترو، الذي كان مقاتلًا في حرب العصابات في شبابه، خلال المظاهرة أن بلاده ستقدم قرارًا إلى الجمعية العامة يأمر الأمم المتحدة بتشكيل جيش، كما اقترح الحرب إذا لزم الأمر.
بعد ساعات، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الرئيس الكولومبي وقف في أحد شوارع نيويورك يوم الجمعة، ودعا الجنود الأمريكيين إلى عصيان الأوامر والتحريض على العنف، ونتيجة لهذا الإجراء، سيتم إلغاء تأشيرته.
ردّ غوستافو بيترو مؤكدًا: "لم أعد أملك تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة. لا يهمني. لا أحتاج إلى تأشيرة، فأنا لست مواطنًا كولومبيًا فحسب، بل مواطنًا أوروبيًا أيضًا، وأعتبر نفسي شخصًا حرًا في هذا العالم".
وأضاف بيترو في رسالة على منصة التواصل الاجتماعي X: "لا يمكن أن يبقى مقر الأمم المتحدة في نيويورك. لقد انتهك السيد ترامب المبادئ الأساسية للأمم المتحدة. حان الوقت للانتقال إلى مكان أكثر ديمقراطية. أقترح الدوحة مقرًا للأمم المتحدة".
يُعدّ بيترو من أشدّ منتقدي الكيان الإسرائيلي منذ بدء حرب غزة، واصفًا الحرب في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، قطعت كولومبيا علاقاتها مع "إسرائيل" في مايو 2024، وعلقت صادرات الفحم، أحد أهم صادراتها إلى تل أبيب، ردًا على ذلك، اتهمت "إسرائيل" كولومبيا بالانحياز إلى حماس.