الوقت- يتميز دم الإنسان دائما بلونه الأحمر بسبب احتوائه على الهيموغلوبين، وهو بروتين يحتوي على مركب يسمى "الهيم" الأحمر اللون، الذي يضم ذرة حديد ترتبط بالأكسجين.
يلعب مركب الهيموغلوبين دورا رئيسيا في نقل الأكسجين من الرئتين عبر الأوعية الدموية إلى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة.
يختلف لون المواد الكيميائية التي نراها باختلاف طول موجة الضوء التي تعكسها أعيننا. فعلى سبيل المثال، يمتص الهيموغلوبين المتحد مع الأكسجين الأشعة الزرقاء المخضرة ويعكس الأشعة الحمراء المائلة للبرتقالي، ولهذا نرى الدم بلون أحمر.
وبناءً على ذلك، يكون لون الدم الشرياني والشعيري، الغني بالأكسجين، أحمر فاتحا، في حين يميل لون الدم الوريدي، الذي يحتوي على نسبة أقل من الأكسجين، إلى الأحمر الداكن.
يزداد لون الدم الخارج من الجسم قتامة مع مرور الوقت وجفافه، نتيجة تحلل الهيموغلوبين وتحوله إلى ميثيموغلوبين. كما يستمر لون الدم الجاف في التغير ليصبح أغمق تدريجيا بفعل مركب آخر يُسمى الهيمكرومات.
تُتيح هذه التغيرات اللونية والكيميائية المستمرة لعلماء الطب الشرعي تحديد توقيت ظهور بقع الدم في مسرح الجريمة، مما يساعد في التحقيقات الجنائية.
تبدو الأوردة زرقاء لدى الأشخاص ذوي البشرة الشاحبة، وهذا ليس بسبب وجود دم أزرق فيها، ولا لأن الدم العائد إلى الرئتين يحتوي على كمية قليلة من الأكسجين. فالدم البشري لا يتحول أبدا إلى اللون الأزرق تحت أي ظرف.
اللون الأزرق الذي نراه في الأوردة هو في الواقع وهم بصري. يعود السبب إلى طريقة تفاعل الضوء مع الأنسجة تحت الجلد: الضوء الأحمر البرتقالي ذو الموجة الطويلة يخترق الأنسجة أعمق من الضوء الأزرق المخضر. وعندما يصل الضوء الأحمر إلى الأوردة، يمتصه الهيموغلوبين، لذا لا ينعكس هذا اللون في أعيننا. بينما ينعكس الضوء الأزرق بسهولة من سطح الجلد، مما يجعل الأوردة تظهر باللون الأزرق لنا.
من المثير للاهتمام أن دم بعض الحيوانات يأتي بألوان مختلفة مثل الأزرق، الأخضر، عديم اللون، أو حتى البنفسجي. ويرجع ذلك إلى اختلاف المادة التي تحمل الأكسجين في أجسامها. مثلا، يمتلك الحبار وسيفيات الذيل دما أزرق لأن النحاس هو العنصر المسؤول عن نقل الأكسجين، بدلا من الحديد كما هو الحال في دم الإنسان.