الوقت- أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير له حول آخر مستجدات الأوضاع في محافظة السويداء جنوب سوريا، أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، وقد توسعت مع وصول تعزيزات من قوات العشائر.
وأفادت مصادر إخبارية باشتباكات متفرقة في أطراف السويداء، وهشاشة الوضع في المحافظة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وفي الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة الجنوبية من سوريا مرة أخرى واحدة من أعنف الاشتباكات.
كما نفذ كيان الاحتلال الصهيوني أكثر من 160 غارة جوية على سوريا خلال 24 ساعة فقط، مدعيًا "دعم الأقلية الدرزية"، واستهدف الكيان الصهيوني في هذه الهجمات مواقع حساسة، مثل المقر العام للجيش، والقصر الرئاسي، ووزارة الدفاع، وأرتال عسكرية في دمشق، والسويداء، ودرعا.
الاتفاق المرفوض
وفقًا لتقارير إعلامية، رفض عدد كبير من العناصر العشائرية الالتزام ببنود الاتفاق، بما في ذلك الانسحاب من مواقعهم في المحافظة ونشر قوات تابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية على أطراف السويداء.
أصدر مكتب رئاسة حكومة الشرع الانتقالية بيانًا جاء فيه: "نعلن وقفًا فوريًا وشاملًا لإطلاق النار في محافظة السويداء، وندعو إلى الالتزام الفوري به في جميع المناطق"، وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد القتلى في السويداء جنوب سوريا إلى 940 شخصًا.
بدأت الاشتباكات في السويداء يوم الاثنين من الأسبوع الماضي بهجوم شنته عناصر إرهابية على مجموعات محلية (درزية) في المحافظة، ورغم تصريح مسؤولين حكوميين بتطبيق وقف إطلاق النار في المنطقة، تشير التقارير الإعلامية إلى اشتباكات عنيفة ومتفرقة في السويداء.
وزير الخارجية السوري يلتقي مسؤولين أردنيين وأمريكيين
أعلن التلفزيون السوري عن احتمال عقد اجتماع بين وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، وتوم باراك، الممثل الأمريكي لشؤون سوريا في الأردن، وأعلنت مصادر محلية سورية أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لم تُنفذ حتى الآن.
وأضافت هذه المصادر إن مسلحين من أبناء العشائر (لدعم حكومة الشرع) لا يزالون يتدفقون على محافظة السويداء.
في حين أن كيانه قد قتل أو جرح 200 ألف مواطن بريء في قطاع غزة، اتخذ وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، موقفًا مؤيدًا للأقليات في سوريا، مدعيًا أن المجتمع الدولي يجب أن يضمن أمن وحقوق الأقليات في سوريا.
وفيما يتعلق بالعلاقات مع دمشق، فقال أن لديه تنسيق وتواصل أكبر مع الصهاينة لتطبيع العلاقات، قال: "خطاب الشرع كان بمثابة إظهار دعم للمهاجمين الجهاديين".
بعد إعلان وقف إطلاق النار في السويداء، جنوب سوريا، أعلن أحمد الشرع، رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أن تدخل الكيان الإسرائيلي بالقصف المفتوح على الجنوب والمؤسسات الحكومية في دمشق قد أوصل البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها.
وأضاف رئيس الحكومة السورية المؤقتة: "سوريا ليست حقل تجارب للمشاريع الانفصالية، وكل من يسعى لتأجيج نار الطائفية يجب التعامل معه بحزم".
المواقف الأمريكية المزدوجة
أعلن توم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، صباح السبت أن أحمد الشرع وبنيامين نتنياهو قد توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، ووفقًا للمسؤول الأمريكي، حظي هذا الاتفاق بدعم تركيا والأردن ودول مجاورة أخرى، ومن المتوقع أن يمهد الطريق لمرحلة جديدة من التطورات الميدانية في سوريا.
كما دعا المبعوث الأمريكي مختلف الجماعات العرقية والدينية في سوريا، بما في ذلك الدروز والبدو والسنة، إلى إلقاء أسلحتهم، إلا أن النهج المزدوج للولايات المتحدة في السويداء، ودعمها العلني لاعتداءات الكيان الصهيوني المتكررة في هذه المنطقة الحساسة والقيادية، كشفا النوايا الحقيقية لترامب وحاشيته في البيت الأبيض، الرامية إلى خلق أزمات مزمنة واستراتيجية في هذا الصدد.
انسحاب قوات الأمن الداخلي من أطراف السويداء
أفاد التلفزيون السوري الرسمي بانسحاب قافلة من قوات الأمن الداخلي من أطراف السويداء باتجاه درعا، وبينما دخلت قوات الأمن التابعة للحكومة السويداء لتثبيت وقف إطلاق النار، وأعلن مبعوث ترامب توماس باراك عن اتفاق بين الشرع ونتنياهو على وقف إطلاق النار، إلا أن العشائر العربية غير مستعدة لقبوله.
وأفادت التقارير بأن اشتباكات بين العشائر العربية وقوات حكومة الجولاني مستمرة، ولا تزال هذه الاشتباكات مستمرة في محيط قريتي "المتونة" و"اللحثّة" بريف السويداء، اعتبرت مجموعات من العشائر السورية هذا الاتفاق خطوةً نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ورفضته.
وزير الخارجية التركي يجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكي بشأن سوريا
تحدث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره الأمريكي مارك روبيو حول التطورات في سوريا، وأكد فيدان في الاتصال ضرورة إنهاء الصراع السوري سريعاً، وعودة السلام إلى المنطقة، مضيفاً: "لن يُسمح للتنظيمات الإرهابية باستغلال الوضع في جنوب سوريا".
من جهة أخرى، أعلن مجلس الإفتاء الأعلى التابع للحكومة السورية: "طلب المساعدة من إسرائيل ضد الحكومة خيانة، وهذه الخيانة محرمة".
بينما وصف مجلس الإفتاء التابع للحكومة طلب الدروز المساعدة من الكيان الصهيوني بالخيانة، التزم الصمت حيال سرّ العلاقات بين حكومة الشرع والكيان الصهيوني، بل لم يكشفها، ومع ذلك، ورغم كل هذه الخدمة الكريمة من الجولاني للكيان الصهيوني، استهدف الكيان مراكز مهمة لحكومة الجولاني بهجماته العنيفة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير حول آخر التطورات في محافظة السويداء جنوب سوريا، أن الاشتباكات في مدينة السويداء لا تزال مستمرة، وأن نطاقها قد اتّسع مع وصول تعزيزات من الميليشيات العشائرية.
ووفقًا لهذا التقرير، فتحت قوات العشائر محورًا جديدًا من جهة "تلال الصفا" جنوب شرق سوريا، وتقدمت أيضًا باتجاه "دوار العمران" عند المدخل الغربي لمدينة السويداء، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى من الجانبين.