الوقت- فاز الشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو طه بجائزة بوليتزر للأدب عن مقالاته التي كتبها لمجلة النيويوركر عن المذبحة الجسدية والنفسية في غزة، وحصل هذا الكاتب الفلسطيني على جائزة بوليتسر يوم الاثنين الـ 5 من مايو 2021، عن مقالات نُشرت في مجلة النيويوركر حول المذبحة الجسدية والنفسية في غزة، تقدم هذه المقالات روايات متعمقة عن التجربة الفلسطينية في الحرب، وبعد حصوله على الجائزة، كتب أبو طه على مواقع التواصل الاجتماعي: "لقد فزت للتو بجائزة بوليتسر للتعليق".
ويبدو أن هذه الرسالة من أبو طه بمثابة تكريم لرفعت العرير، الشاعر الفلسطيني الذي استشهد في ديسمبر/كانون الأول 2023 (آذار/مارس 1402) نتيجة هجوم النظام الصهيوني على غزة؛ وكان عنوان آخر قصيدة للشاعر العرير: "إذا مت فلتكن قصة"، وأبو طه، الذي على وشك الترحيل من الولايات المتحدة تحت ضغط من جماعات مؤيدة لـ"إسرائيل"، اعتقله جنود إسرائيليون في غزة عام 2023، هذا الكاتب الفلسطيني البالغ من العمر 32 عامًا هو من مدينة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، في عام 2023، اعتقله جنود الاحتلال على حاجز عسكري أثناء محاولته عبور الحدود مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
ويقول هذا الكاتب الفلسطيني في أحد مقالاته أنه بعد فصله عن عائلته تعرض للضرب والتحقيق، ثم أطلق سراحه تحت ضغط أصدقائه وداعميه الدوليين، وتمكن من مغادرة غزة إلى مصر والولايات المتحدة، وفي إحدى مقالاته في مجلة النيويوركر، كتب: "في العام الماضي، فقدت جزءًا ملموسًا من ذكرياتي، الأشخاص والأماكن والأشياء التي تساعدني على التذكر"، وكتب الكاتب الفلسطيني أيضاً: "لقد حاولت أن أصنع ذكريات جميلة؛ ففي غزة، أصبح كل منزل مدمر بمثابة ألبوم، مليء ليس بالصور بل بأشخاص حقيقيين، الموتى محشورين بين صفحاته".
وفي مقالاته، وثّق أبو طه كفاح أهل غزة من أجل الغذاء والمأوى، وقارن بين ظروف الحياة اليومية قبل الحرب وبعدها، وكتب بنبرة مؤثرة وإنسانية عن شوقه لعائلته: "أريد أن أعود إلى غزة، وأن أجلس حول طاولة المطبخ مع والديّ، وأن أصنع الشاي لأخواتي"، لا أحتاج إلى الطعام، أريد فقط رؤيتهم مرة أخرى.
وأشار الكاتب الفلسطيني الحائز جائزة بوليتزر أيضًا إلى الدمار الذي لحق بمخيم جباليا، حيث نشأ ودرس، وكتب: "نظرت إلى الصور مرارًا وتكرارًا، وتشكلت صورة المقبرة التي استمرت في النمو أكثر فأكثر في ذهني".
ولم تقتصر كتابات أبو طه على داخل فلسطين، بل نقلت أيضاً تجربة الفلسطينيين في المنفى، متحدثة عن الشك والازدراء الذي واجهوه حتى خارج وطنهم، وأشار إلى قصة تفتيشه المهين في مطار بوسطن في الولايات المتحدة، حيث قال لضابط الأمن: "اختطفتني القوات الإسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني وجردتني من ملابسي؛ ... واليوم تكررون نفس المشهد وتفصلونني عن زوجتي وأولادي".
وفي الأشهر الأخيرة، دعت جماعات يمينية متطرفة في الولايات المتحدة إلى ترحيل أبو طه وسط حملة الرئيس دونالد ترامب لقمع غير المواطنين المنتقدين للنظام الإسرائيلي، ألغى الكاتب الفلسطيني فعالياته الأكاديمية في الأشهر الأخيرة بسبب مخاوف أمنية، وقال للجزيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي إن الشعور بالعجز عن مساعدة سكان غزة كان مدمراً بالنسبة له، وقال أبو طه: "تخيل أنك في ملجأ مدرسي في غزة مع والديك وإخوتك وأطفالهم؛ أنت غير قادر على حماية أي شخص؛ أنت غير قادر على توفير الطعام والماء والدواء لهم، ولكنك الآن في أمريكا، وهي دولة تمول الإبادة الجماعية؛ لذا، هذا أمر مفجع.
ولقد وصلت صحيفة واشنطن بوست أيضًا إلى الجولة النهائية من جائزة بوليتزر في ثلاث فئات أخرى: جيري بروير في فئة التعليق ومجلس تحرير واشنطن بوست في فئة التقارير الدولية لتغطيتهم لحرب غزة، وكذلك مجلس تحرير واشنطن بوست في فئة التقارير الوطنية لتغطيتهم لإعصار هيلين، ومن بين الفائزين الآخرين بجائزة بوليتزر، فاز الشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو طه بالجائزة في فئة التعليق عن مجموعة مقالاته حول معاناة أهل غزة في مجلة النيويوركر، وقد منحت له الجائزة عن سلسلة مقالات كتبها في مجلة النيويوركر عن حياة ومعاناة أهل غزة، حيث عاش تقريبا كل حياته.
وكتبت لجنة تحكيم جائزة بوليتزر عن المجموعة: "تصور هذه الملاحظات الدمار الجسدي والنفسي في غزة من خلال تقارير عميقة وحميمية تشبه المذكرات، وتعكس التجربة الفلسطينية لأكثر من عام ونصف من الحرب مع إسرائيل"، وفي كتاباته، تحدث أبو طه عن كفاح عائلته للحصول على الطعام في غزة، مقارناً ذلك بذكريات الوجبات البسيطة قبل الحرب.
كما كتب عن تدمير مخيم جباليا للاجئين، حيث كان يزور أجداده ويدرس: "كنت أتأمل الصور مرارًا وتكرارًا، صورة مقبرة تكبر في ذهني"، في مقال آخر، ذكر التمييز وسوء المعاملة اللذين واجههما خارج فلسطين، بما في ذلك لقاؤه مع عميل إدارة أمن النقل في مطار بوسطن الذي فحص كفيه بحثًا عن آثار متفجرات.
كتب أبو طه: "قلت للضابط: اختطفني الجيش الإسرائيلي في نوفمبر وجردني من ملابسي... والآن تفصلونني عن عائلتي كما فعلوا"، كما فازت مجلة النيويوركر بجائزتي بوليتزر أخريين عن بودكاست استقصائي حول قتل الجيش الأمريكي للمدنيين العراقيين، وعن سلسلة صور موسى سامان التي توثق نهاية حكم بشار الأسد في سوريا.
وفي فئة الفنون، فاز بيرسيفال إيفرت بجائزة جيمس عن رواية جيمس، وهي إعادة تصور للرواية الكلاسيكية مغامرات هكلبيري فين من وجهة نظر عبد أسود، وفاز بريندان جاكوبس جينكينز عن مسرحية "الهدف" التي تدور حول انهيار عائلة أمريكية سوداء بارزة.