الوقت- قصفت طائرة مسيّرة خزانات وقود داخل مطار بورتسودان ما تسبّب في انفجار واندلاع حريق.
في تطور ميداني خطير، امتدت الحرب المستمرة في السودان منذ نيسان/ أبريل 2023 بين قوات الجيش والدعم السريع إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي اتخذتها الحكومة مقراً مؤقتاً لها منذ اندلاع الصراع وشكّلت ملاذاً إنسانياً لمئات الآلاف من النازحين.
فجر الإثنين استهدفت طائرة مسيّرة مستودع الوقود الرئيسي على أطراف المدينة، ما أدى لاندلاع حريق هائل وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان، وطال القصف مستودعات للوقود بمطار المدينة والميناء الجنوبي وفندق مارينا فيما باشر الدفاع المدني بمحاولة لاحتواء النيران وإخلاء المطار وسط تعليق لجميع الرحلات.
وزير الطاقة محيي الدين سعيد أكد أن هذه العملية تهدف لتعطيل الحياة في البلاد، مشيراً الى أن الحرائق اجتاحت منشآت تخزين الوقود الرئيسية ما قد يؤدي إلى كارثة أوسع في المنطقة المكتظة بالسكان.
ويُعد هذا القصف الثاني من نوعه خلال 48 ساعة، إذ كانت بورتسودان وكَسلا قد تعرّضتا الأحد لهجوم مماثل بطائرات مسيّرة استهدفت قاعدة عسكرية قرب مطار المدينة.
واعلن الجيش السوداني لاحقًا أن مسيّرات انتحارية هاجمت قاعدة عثمان دقنة الجوية، إضافة إلى منشآت مدنية بينها مستودعات وقود وفندق مارينا الحكومة السودانية اتهمت قوات الدعم السريع بالوقوف خلف الهجمات، ووصفتها بالإرهابية، مشيرة إلى أن المستودعات المستهدفة تغذي ولايات الشمال والشرق، وتخضع لحماية الجيش.
هذه الضربات تمثل نقلة نوعية في مسار الحرب، إذ تُعد المرة الأولى التي تطال فيها المسيّرات بورتسودان، المدينة الساحلية التي تحتضن الميناء الرئيسي للبلاد ومكاتب الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة.
ومؤخرا، بدأت مناطق سيطرة 'الدعم السريع' تتراجع لصالح الجيش خاصة بالعاصمة الخرطوم، التي استعادت القوات النظامية فيها مقار مهمة مثل القصر الرئاسي، ووزارات حكومية، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وعلى مدى عامين أوقعت الحرب عشرات الآلاف من القتلى وأجبرت أكثر من 13 مليون شخص على النزوح، فيما حذرت الأمم المتحدة من أخطر أزمة جوع ونزوح يشهدها العالم اليوم.