الوقت- في خضم حربٍ ضروسٍ شنّتها قوى العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، تقف محافظة صعدة شامخةً، شاهدةً على حجم الدمار والمعاناة التي لحقت بها، ففي زيارةٍ لمسؤولين يمنيين، تبيّن حجم الكارثة التي حلّت بمحطة الكهرباء الوطنية في المحافظة، والتي كانت تغذي مدينة صعدة وأجزاءً من المديريات المجاورة.
دمار ومعاناة في صعدة
في وقت ارتكب فيها العدوان السعودي-الأمريكي جرائم ضد الشعب اليمني، تبقى محافظة صعدة واحدة من أكثر المناطق تضرراً، اطلع عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، ومعه وزير الكهرباء والطاقة والمياه، الدكتور علي سيف، على حجم الأضرار التي تعرضت لها محطة الكهرباء الوطنية في المحافظة.
هذه المحطة، التي كانت تغذي مدينة صعدة وأجزاء من المديريات المجاورة بالتيار الكهربائي بقدرة تسعة ميجاوات، تعرضت لغارات جوية شنتها قوات العدوان الأمريكي، السعودي، والإماراتي، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، وتكبد أضرار تقّدر بثلاثة مليارات ريال يمني.
تدمير البنى التحتية وزيادة المعاناة
خلال الزيارة، استمع الحوثي والدكتور سيف إلى شرح مفصل من مدير فرع مؤسسة الكهرباء في المحافظة، المهندس أحمد فايع، حول حجم الأضرار التي لحقت بالمحطة التي كانت تغذي مدينة صعدة وأجزاء من المديريات المجاورة بالتيار الكهربائي بقدرة تسعة ميجاوات، وما سببته غارات العدوان من خسائر بالمحطة تقّدر بثلاثة مليارات ريال يمني، هذا الاستهداف الممنهج للبنى التحتية الحيوية يكشف عن الوجه الحقيقي لهذا العدوان الذي يستهدف تدمير اليمن وتجويع شعبه.
استهداف ممنهج للبنى التحتية
تبقى جرائم العدوان السعودي-الأمريكي على اليمن شاهدة لليوم، حيث تعرضت محطة الكهرباء الوطنية في محافظة صعدة لقصف جوي عنيف، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة وتفاقم معاناة السكان، هذا الاستهداف الممنهج للبنى التحتية الحيوية، الذي تكرر مراراً وتكراراً، يكشف عن الوجه الحقيقي لهذا العدوان الذي يستهدف تدمير اليمن وتجويع شعبه.
زار عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، يرافقه وزير الكهرباء، الدكتور علي سيف، موقع محطة الكهرباء التي تعرضت للقصف، واطلعا على حجم الأضرار التي لحقت بها، وأسفرت الغارات عن تدمير أجزاء كبيرة من المحطة، وحرمان آلاف المواطنين من التيار الكهربائي، فضلاً عن تكبد خسائر مالية ضخمة تقدر بثلاثة مليارات ريال يمني.
يُعد استهداف محطة الكهرباء في صعدة حلقة أخرى في سلسلة طويلة من الهجمات الممنهجة التي شنها تحالف العدوان على البنى التحتية في اليمن، لم تتوانَ قوات التحالف عن استهداف محطات توليد الطاقة والمياه، والمستشفيات، والمدارس، والمصانع، والمنازل، وغيرها من المرافق المدنية، ضاربةً عرض الحائط بالقوانين الدولية والإنسانية التي تحمي المدنيين والأعيان المدنية.
تسببت هذه الهجمات في تدمير واسع النطاق للبنى التحتية في اليمن، وحرمان ملايين اليمنيين من الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه، فقد أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تعطيل المستشفيات والمراكز الصحية، وتوقف عمل مضخات المياه، وشلل حركة المصانع والمنشآت الاقتصادية، فضلاً عن تأثيره على حياة الناس اليومية.
تأثير العدوان على حياة المدنيين
لم يقتصر تأثير العدوان على البنى التحتية والخدمات الأساسية، بل امتد ليشمل حياة المدنيين بشكل مباشر، فقد قُتل وجُرح الآلاف من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء الغارات الجوية والقصف العشوائي الذي استهدف الأحياء السكنية والأسواق والمساجد.
يعيش اليمنيون اليوم في حالة حرب مستمرة منذ سنين، ويعانون من أزمة إنسانية هي الأكبر في العالم، وفقاً للأمم المتحدة، وقد تسببت الحرب في تدمير مقومات حياة اليمن، وتحويله إلى ساحة للصراع والمعاناة.
تصعيد اللهجة
لم يكتفِ محمد علي الحوثي بالتنديد بجرائم العدوان، بل صعّد لهجته ضد التحالف الذي قادتة السعودية، متهماً إياه بارتكاب جرائم حرب وإرهاب بحق الشعب اليمني، وأكد أن استهداف البنى التحتية لن يثني اليمنيين عن مواجهة العدوان، بل سيزيدهم عزماً وإصراراً على الدفاع عن وطنهم.
وقال الحوثي: "ما تم استهدافه من قبل العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي، والبريطاني في بلدنا، لم يثنينا عن مواجهة الظلم والطغيان والإرهاب، هذا هو الإرهاب بعينه"، وأضاف: "نقول لترامب وإدارته الحالية، كنت في السابق ممن قصف المحطة ولم يؤثر على مسار تحركنا في مواجهة الطغيان والاستكبار العالمي". شدد الحوثي على أن الشعب اليمني لن يستسلم للعدوان، وسيظل يقاوم حتى تحقيق النصر، مؤكداً أن "أبناء الشعب اليمني لا يزالون يحملون اليوم العنفوان والدين والإيمان والجهاد في سبيل الله، منطلقين لمواجهة الطغيان الأمريكي، والصهيوني".
كما وجه رسالة قوية إلى المملكة العربية السعودية، قائلاً: "إذا أرادت تكرار ما عملته في السابق، فإن الشعب اليمني اليوم أكثر قوة وإصرارا على المواجهة"، دعا الحوثي الإدارة الأمريكية إلى سحب مدمرتها "هاري ترومان" من البحر الأحمر، مؤكداً أن "الشعب اليمني ينظر إليكم أنكم إرهابيون، ومجرمون، وما فعلتموه في اليمن، إنما يزيد اليمنيين ثباتاً وصموداً في مواجهتكم، فأنتم الخاسرون ونحن المنتصرون".
تصريحات الحوثي تعكس مدى الاستياء الذي يشعر به الشعب اليمني جراء العدوان الذي يستهدف بلادهم منذ سنين، وتؤكد في الوقت نفسه تصميم اليمنيين على مواصلة المقاومة حتى تحقيق النصر، مهما كانت التضحيات.
في الختام ، لا يمكن لأي ذي ضمير حي أن يتجاهل حجم التحديات والصعاب التي تواجه هذا الشعب الأبي، فاليمن، الذي يئن تحت وطأة عدوانٍ غاشمٍ استهدف كلَّ مقومات حياته، لم يستسلمْ، بل ظلَّ صامداً، يقاوم ببسالةٍ وإصرارٍ لا يلين.
إنَّ استهداف البنية التحتية، من محطات كهرباء ومياه ومستشفيات ومدارس، هو بمثابة إعلان حربٍ على الإنسانية جمعاء، فماذا يعني تدمير منشآتٍ مدنيةٍ إلا استهداف حياة الأبرياء وتعريضهم للخطر؟ وماذا يعني حصارٌ جائرٌ يمنع وصول الغذاء والدواء إلا محاولةً لتركيع شعبٍ أبيٍّ وإخضاعه بالقوة؟
إلا أنَّ اليمن، الذي يمتلك تاريخاً حافلاً بالصمود والتضحية، يرفض أن يكون لقمةً سائغةً في فمِ المعتدين، فشعبه، الذي يواجهُ الموتَ في كلِّ لحظةٍ، لم يتوانَ عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه.
إنَّ اليمنيين، الذين يقاتلون اليوم في خندقٍ واحدٍ ضدَّ عدوٍّ مشتركٍ، يؤكدون للعالم أجمع أنهم لن يستسلموا، وأنهم سيظلون يقاومون حتى تحقيق النصر، وكما انتصروا في الماضي على قوى الاستعمار، سيخرجون اليوم منتصرين من هذه الحرب الظالمة، ليبنوا يمناً جديداً، ينعم فيه الجميع بالحرية والكرامة، أما المملكة العربية السعودية، التي قادت هذا العدوان، فقبل فوات الأوان، يجب عليها أن تراجع حساباتها، وأن تكف عن إراقة دماء الأبرياء في اليمن، فاستمرارُ هذا العدوان لن يجلب لها إلا المزيد من الخسائر، وسيزيد من عزلتها في المحيط الإقليمي والدولي، فاليمن، يواجه اليوم أعتى أنواعِ التحديات.