الوقت- بمُباغتةٍ هزّت أركان الكيان الصهيوني، انطلقت شرارة "طوفان الأقصى"، كاشفةً عن هشاشةٍ في بنية أمنيةٍ كانت تزعم أنها عصية على الاختراق، ففي لحظةٍ حاسمة، تحولت موازين القوة، وتبددت أوهام ما تسمى الدولة الإسرائيلية، ليكتب الفلسطينيون فصلاً جديداً من المقاومة البطولية.
الفشل الذريع الذي هزّ أركان جهاز المخابرات الإسرائيلي، ذلك الجهاز الذي كان يُفاخر بقدرته على التنبؤ بأدق التفاصيل، رغم كل التصريحات المتعالية والوعود الزائفة، فشلت "إسرائيل" في تحقيق أهدافها المعلنة من عدوانها على غزة، فبعد عامٍ كامل من القصف والدمار، لم تتمكن من القضاء على حركة حماس، أو تدمير بنيتها العسكرية، أو حتى كسر إرادة المقاومة، بل على العكس، أثبتت حماس قدرتها على الصمود والتطور، مُوجّهةً ضرباتٍ موجعةً للعدو، وكاشفةً عن زيف الادعاءات الإسرائيلية حول قوتها العسكرية.
عادت المقاومة الفلسطينية لتؤكد على استمراريتها، مُوجّهةً ضرباتٍ جديدةً للكيان الصهيوني، هذا التطور يُثبت أن المقاومة ليست مجرد رد فعل على العدوان، بل هي مشروعٌ وطنيٌّ استراتيجيٌّ، يهدف إلى تحرير فلسطين، فشل "إسرائيل" في مواجهة هذه المقاومة يُعدُّ دليلاً قاطعًا على أن معادلة القوة في المنطقة قد تغيرت، وأن الاحتلال لم يعد قادرًا على فرض إرادته على الشعب الفلسطيني.
حماس تفضح زيف ادعاءات الكيان الإسرائيلي
رغم مرور حوالي 15 شهراً على بدء الحرب، تمكنت حركة “حماس” في الأيام الأخيرة من إطلاق صواريخ بشكل شبه يومي من قطاع غزة تجاه "إسرائيل"، ما يعكس استمرار قدرتها على تنفيذ الهجمات رغم تدمير معظم قدراتها العسكرية، حسب ما نشر موقع صحيفة “اسرائيل هايوم” العبرية.
في يوم السبت، أُطلقت صواريخ من شمال غزة، سقط أحدها في منطقة “إيريز” بينما سقط الآخر في منطقة مفتوحة بالقرب من “نير عام”، كما تم الإبلاغ عن محاولة حماس إطلاق صاروخ مضاد للطائرات باتجاه مروحية إسرائيلية، إلا أن “القبة الحديدية” اعترضته بنجاح.
وحسب الموقع العبري يُعتقد أن حماس تمتلك حالياً عدداً محدوداً من الصواريخ، حيث تشير التقديرات إلى أن حماس قد تكون في مرحلة إطلاق صواريخ معدودة للغاية مع اقتراب القوات الإسرائيلية من تدمير مخزونها بالكامل، ورغم ذلك، قد يستمر الهجوم على "إسرائيل" باستخدام هذه الصواريخ النادرة، وتعكس الزيادة في الهجمات في هذه الفترة محاولة من حماس للضغط على الجمهور الإسرائيلي مع اقتراب احتمالات إبرام صفقة لتبادل المحتجزين. كما يُرجح أن حماس تسعى أيضاً للاستفادة من الوضع العسكري القائم لتسريع مفاوضاتها مع "إسرائيل" عبر هذه الهجمات.
الحلم الصهيوني يتحول إلى كابوس... حماس تطلق المزيد من الصواريخ
كان حلم الكيان الصهيوني بتدمير القوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية في غزة مجرد سراب خادع، وحلمًا يقض مضجع أسياده، فبعد أن ظنوا أنهم حققوا انتصارًا ساحقًا بعد عدوانهم الغاشم على قطاع غزة، والذي ما زال مستمراً لمدة 15 شهراً، فوجئوا بصمود أسطوري ومقاومة أشداء.
ففي تحدٍ صارخ لكل التوقعات، وبالرغم من الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة نتيجة القصف المتواصل، استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تثبت للعالم أجمع أنها قوة لا يُستهان بها، فقد دكت صواريخ المقاومة عمق الكيان الصهيوني، مُسقطةً بذلك كل ادعاءات العدو حول قدرته على القضاء على المقاومة.
إن إطلاق الصواريخ من غزة بعد كل هذا الدمار هو بمثابة زلزال هزّ أركان الكيان الصهيوني، وكشف زيف ادعاءاته حول تدمير قدرات المقاومة، لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية للعالم أجمع أنها قوة لا تُقهر، وأن إرادتها لا تُكسر.
إن استمرار المقاومة في إطلاق الصواريخ هو بمثابة صفعة قوية للكيان الصهيوني، وكشف لزيف كل الوعود التي أطلقها قادة العدو حول تحقيق النصر، لقد تحول الحلم الصهيوني بتدمير المقاومة إلى كابوس يلاحقهم في كل مكان، إن هذا الانتصارات المتتالية للمقاومة الفلسطينية هي انتصارات لكل الأحرار والشرفاء في العالم، وهو دليل على أن الظلم لا يدوم، وأن الحق سينتصر مهما طال الزمن.
فجر جديد ينبع من رماد الدمار
من بين أنقاض الدمار الذي خلفه العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، يولد فجر جديد يحمل معه الأمل والتحدي، فصمود المقاومة الفلسطينية البطولية ونجاحها في إفشال مخططات العدو الصهيوني، يمثل نقطة تحول حقيقية في مسار الصراع الفلسطيني.
لقد كشف العدوان الصهيوني عن حقيقة هذا الكيان الهش، وكشف عن زيف الدعاية الإعلامية الصهيونية التي حاولت طمس الحقائق وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية، فبدلاً من أن يظهر جيش الاحتلال على أنه قوة لا تُقهر، كشفت الحرب عن هشاشته وضعفه، وعن حجم الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين الأبرياء.
لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية أنها ليست مجرد خيار فصائلي، بل هي الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني بأكمله، فهي تمثل الإرادة الصلبة للشعب الفلسطيني في التحرر من الاحتلال، واستعادة حقوقه المشروعة.
إن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق النصر، وهي الضمانة الوحيدة لحماية الشعب الفلسطيني من بطش العدو، لقد أثبتت المقاومة أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن يقبل بالذل والهوان، فمنذ أن احتل العدو الأرض الفلسطينية، والشعب الفلسطيني يقاوم بكل الوسائل المتاحة، وسيستمر في مقاومته حتى تحقيق النصر التام والتحرير الكامل.
إن صمود المقاومة الفلسطينية هو مصدر فخر لكل عربي ومسلم، وهو دليل على أن الظلم لا يدوم، وأن الحق سينتصر مهما طال الزمن، فلتكن المقاومة الفلسطينية رمزاً للصمود والتحدي، وليكن فجر الحرية قريبًا.
الصمت الدولي شريك في الجريمة
بعد أن شهد العالم أجمع جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة على مدى 15 شهراً، يتضح جلياً أن الصمت الدولي على هذه الجرائم هو شراكة فعلية في ارتكابها، فالصمت الدولي ليس مجرد تجاهل، بل هو تواطؤ وتغطية على جرائم حرب وإبادة جماعية، لقد كشفت هذه الحرب القذرة عن الوجه القبيح للعدالة الدولية وازدواجية المعايير التي تمارسها القوى الكبرى، ففي حين نرى العالم يتحرك بسرعة وحزم لمواجهة أزمات إنسانية أخرى، نجد أن المجتمع الدولي يتعامل مع قضية فلسطين بفتور وتجاهل، هذا التفاوت في المعايير يعكس النفوذ الكبير الذي تتمتع به إسرائيل في أروقة صنع القرار الدولي، بفضل الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه لها دول كبرى مثل الولايات المتحدة.
إن هذا الدعم المتواصل للكيان الصهيوني يشجعه على ارتكاب المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، فحصار غزة، وتدمير البنية التحتية، واستهداف المدنيين، واعتقال الأطفال، كلها أمثلة صارخة على هذه الانتهاكات، إن الصمت الدولي على جرائم الاحتلال يشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب المزيد من الجرائم، ويقوي إحساسه بالإفلات من العقاب.
في الختام يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والتحرك الفوري لوقف العدوان الصهيوني على غزة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، كما ندعو إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ويجب على الرأي العام العالمي الضغط على حكوماته لاتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذا الظلم، فالصمت ليس خيارًا، والعدالة مطلب أساسي، ويجب على العالم أن يقف مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.