الوقت - في حين كانت المواجهات على الجبهة اللبنانية تشتعل بوتيرة غير مسبوقة منذ اندلاع العدوان الصهيوني، شهدت الأحداث تحولاً دراماتيكياً في منتصف الأسبوع، وفي منعطف مفاجئ لم يكن في الحسبان، أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بشكل رسمي قبوله بوقف إطلاق النار، في خطوة تعكس حجم الضغوط التي يواجهها.
أحدث هذا النبأ موجةً عارمةً من الابتهاج والسرور في لبنان، بينما خيّم الصمت على الضفة الأخرى من الحدود، وفي حين يتلهف سكان الأراضي المحتلة لاستشراف بوادر الاستقرار الأمني عقب سريان وقف إطلاق النار، متطلعين إلى لحظة الخروج من دهاليز الملاجئ، يرى خصوم نتنياهو في هذا الاتفاق إقراراً ضمنياً بالهزيمة أمام حزب الله، ما يناقض بشكل صارخ تصريحاته المتكررة حول تحقيق النصر المؤزر في هذه المعركة المصيرية.
وفي خضم هذا المشهد، تتصدر الساحة أسئلة محورية تستدعي التأمل العميق: ما هي العوامل الحاسمة التي أفضت إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في ذروة اشتعال نيران الحرب؟ أي الأطراف استطاع أن يجني ثمار هذا الاتفاق بصورة أكثر جدوى؟ ومن يمتلك الحق في ادعاء النصر في هذه المواجهة الضارية؟ كيف ستتبلور معادلة القوى الجديدة بين المقاومة والكيان الصهيوني في أعقاب هذه الحرب واتفاق وقف إطلاق النار؟ وما هي الانعكاسات بعيدة المدى لهذه التحولات الجيوستراتيجية على مستقبل المنطقة برمتها؟
سعياً لاستجلاء الحقائق وراء هذه التساؤلات الجوهرية، بادر موقع "الوقت" بإجراء حوار مع الدکتور سعد الله زارعي، الخبير في شؤون غرب آسيا.
تسارع وتيرة وقف إطلاق النار عقب هجوم حزب الله على تل أبيب
استهل الدکتور زارعي تحليله بتسليط الضوء على الأهمية الجوهرية للحظة التي اختارها الكيان الصهيوني للإذعان لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن فهم هذا العنصر الزمني حاسم لاستجلاء خفايا المشهد الجيوسياسي برمته، وأردف قائلاً:
"شهدنا يوم الأحد الماضي تسارعاً غير مسبوق في وتيرة الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، في ظاهرة تنمّ عن حالة من العطش الشديد لدى الكيان الصهيوني، فبمجرد طرح المسألة، انعقد المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) على عجل، وتمت المصادقة على الخطة وإقرار تنفيذها بسرعة تفوق كل التوقعات، إن توقيع الاتفاق في الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء، ودخوله حيز التنفيذ في الرابعة فجراً، يعكس بجلاء مدى تلهف الصهاينة لوقف نزيف خسائرهم".
وأضاف: "إن من يتعطش إلى شيء، هو من يجد نفسه في حالة اضطرار وجودي، وقد تبلورت هذه الحالة الطارئة منذ اللحظة التي أمطر فيها حزب الله الكيان الصهيوني بوابل كثيف من صواريخه الدقيقة، في الواقع، عقب استهداف غرب بيروت، شنّ حزب الله هجوماً صاروخياً مكثفاً على العمق الاستراتيجي في تل أبيب، وهنا بدأ العطش الملح للتوصل إلى اتفاق يتغلغل في أروقة حكومة الکيان الصهيوني".
ومضی بقوله: "إن أحداث يوم الأحد المفصلي، كانت بمثابة نقطة تحول استراتيجي في مسار المواجهة، لقد كشفت أن ما نشهده ليس سوى بداية لمعركة أشمل وأعمق، فالصهاينة، الذين أثبتوا عجزهم عن إدارة دفة الصراع حتى في مراحله الأولى، وجدوا أنفسهم مضطرين، بعد ثلاثة أسابيع من التخبط في العمليات البرية، إلى إعادة تقييم موقفهم الإستراتيجي، وتقليص حجم قواتهم وتغيير عقيدتهم القتالية جذرياً، لقد أدركوا، ولو متأخرين، أنهم غير قادرين على إدارة هذه الحرب أو مواصلتها، في ظل المعطيات الجديدة التي فرضتها المقاومة على أرض الواقع.
وثمة نقطة محورية تستدعي تمحيصاً دقيقاً، ألا وهي مزاعم الكيان الصهيوني بأن هذا الاتفاق لم يكن استجابةً لمطالبهم، وفي المقابل، يتجلى بوضوح أن حزب الله لم يكن البادئ في طلب وقف إطلاق النار، فقد ظلّ خطاب المقاومة ثابتاً على مبدأ استمرار المواجهة حتى وضع حد نهائي للعدوان الغاشم على غزة، أما تصريح نتنياهو الأخير بأن هذا الاتفاق لم يكن تلبيةً لرغبتهم، فإنه يكشف النقاب عن عمق "النفور" الذي يستشعره قادة الكيان الصهيوني إزاء الاضطرار لقبول هذا الاتفاق.
وبعبارة أخری، نجد أن سلوك الكيان الصهيوني تجاه وقف إطلاق النار، يتسم بتناقض صارخ بين التعجل والكراهية؛ فـ "إسرائيل" تتوق بشدة لاتفاق تمقته في أعماقها وتستنكره علناً، ومع ذلك تجد نفسها مرغمةً على الانصياع له، وهذا المزيج الفريد من المشاعر المتضاربة، يتجسد بجلاء في تلك الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية لنتنياهو، حيث ظهر بوجه مكفهر وهيئة منكسرة إبان اجتماع مجلس الوزراء المصغر، في مشهدٍ يُغني عن ألف كلمة ويختزل مأزق القيادة الصهيونية.
وفي هذا السياق، يستوقفنا تصريح لإحدى الشخصيات السياسية اللبنانية، حين سُئل عن تفسيره لوقف إطلاق النار، فأجاب: "لا حاجة للتأويل أو التفسير، فصورة نتنياهو وحدها كفيلة بإماطة اللثام عن حقيقة الموقف برمته"، مشيراً بذلك إلى تلك الصورة المعبرة لرئيس الوزراء الصهيوني، وهو غارق في الحزن والأسى خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني، مؤكداً أن هذه الصورة في حد ذاتها تختزل الموقف، وتكشف عن حجم الهزيمة النفسية والاستراتيجية التي مُني بها الكيان.
"إسرائيل" تُرغَم على قبول وقف إطلاق النار
واصل الدکتور زارعي وصفه للمشهد، مستعرضاً الأسباب الجوهرية وراء عجز الكيان الصهيوني عن مواصلة الحرب واضطراره للإذعان للاتفاق، حيث أوضح:
"من السذاجة بمكان اختزال فلسطين المحتلة في مساحة 28,800 كيلومتراً مربعاً، فالحقيقة الاستراتيجية تكمن في أن جوهر الكيان الصهيوني، يتمحور حول مثلث حيوي يمتد بين حيفا وتل أبيب والقدس، بمساحة لا تتجاوز 6000 كيلومتر مربع، وهذا التكوين الجغرافي الفريد يشكّل نقطة ضعف استراتيجية للكيان، على عكس حزب الله الذي يتميز بمرونة انتشاره وعدم ارتباطه ببقعة جغرافية محددة.
هذا المثلث الاستراتيجي يمثّل القلب النابض للكيان الصهيوني من جميع النواحي: ديموغرافياً: يحتضن قرابة 6 ملايين يهودي، مشكّلاً الثقل السكاني للكيان، سياسياً: يضمّ العاصمة ومراكز صنع القرار، اقتصادياً: يحتوي على الموانئ الرئيسية والمجمعات الصناعية الحيوية، وأمنياً واستخباراتياً: يستضيف الوحدة 8200، العمود الفقري للمنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية.
لقد نجح حزب الله في تحييد هذا المثلث الحيوي، وشلّ فاعليته على مدار الشهرين الماضيين، وهذا الإنجاز الاستراتيجي قد وضع الكيان الصهيوني في مأزق وجودي، عاجزاً عن تحمل استمرار هذا الوضع المتردي، فقد خلق حزب الله، وخاصةً في الآونة الأخيرة، ظروفاً في هذا المثلث الاستراتيجي جعلت استمرار الحياة الطبيعية أمراً شبه مستحيل، ما أجبر قيادة الكيان على البحث عن مخرج من هذا الضغط الهائل، ولو على حساب صورتها وادعاءاتها السابقة.
وفي إقرار صريح بفداحة الوضع، كشفت الإحصاءات الرسمية الصهيونية عن تكبد خسائر اقتصادية بلغت 84 مليار دولار حتى اللحظة، والأدهى من ذلك، التحذيرات الداخلية من أن استمرار الحرب لشهر إضافي، قد يرفع فاتورة الخسائر إلى 110 مليارات دولار، وهو ما يمثل ضربةً قاصمةً لاقتصاد الكيان، وقدرته على الصمود في المدى الطويل".
تراجع نتنياهو في المسودة الثانية لهوكشتاين: قبول جميع شروط حزب الله
واصل الدکتور زارعي تحليله، متطرقاً إلى تفاصيل خطة وقف إطلاق النار في لبنان، حيث أوضح:
"كان لدى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني مسودة أولية طُرحت قبل زيارة السيد لاريجاني إلى سوريا، وقد جرت مفاوضات بشأنها، تضمنت تلك المسودة عدة عناصر تتعارض مع مواقف حزب الله، والتي تم حذفها بالكامل في المسودة الجديدة، أولاً: إمكانية قيام "إسرائيل" بعمليات استباقية، فقد نصّ بند في المسودة الأولى على أن "للطرفين الحق في مواجهة التهديدات"، وهو ما يعني ضمنياً السماح بالعمليات الاستباقية والعدوانية، ورغم عدم ذكر "إسرائيل" بالاسم، إلا أن المقصود كان واضحاً.
ثانياً: الدور الأمريكي المثير للجدل، ففي المسودة السابقة، كان الفريق الأمريكي يتولى فعلياً إدارة عمل قوات اليونيفيل والجيش اللبناني فيما يتعلق بتنفيذ القرار 1701، وليس مجرد الإشراف، أي إن الأمريكيين كانوا يمتلكون سلطة إصدار الأوامر، ثالثاً: مدة وقف إطلاق النار، اقترحت المسودة الأولى فترة شهرين، بينما أصرّ حزب الله على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار دائماً، وهذه النقاط الثلاث شكّلت محور اعتراضات حزب الله، وقد تبنى الرئيس نبيه بري هذه المواقف أيضاً في مفاوضاته.
في تلك المرحلة الحرجة، لم يكتفِ الإسرائيليون بما عُرض عليهم، بل راودهم وهم إمكانية انتزاع امتيازات إضافية، رافضين الاكتفاء بما تم تقديمه، وفي خضم هذا التصلب الإسرائيلي، انسحب المبعوث الأمريكي في خطوة احتجاجية، ما أدى إلى تجميد المقترح وإعلان فشل مبادرة هوكشتاين على نطاق واسع.
وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، جاءت زيارة السيد لاريجاني إلى بيروت ودمشق في لحظة فارقة، حين كانت المبادرة قد فقدت زخمها وباتت في حكم المنسية، وفجأةً، وقعت أحداث يوم الأحد المصيري، حيث استهدف الكيان الصهيوني غرب بيروت، ليردّ حزب الله بعملية نوعية استثنائية هزت أركان الكيان.
وبعد هذه العملية بوقت وجيز، يروي الرئيس نبيه بري المشهد قائلاً: "فجأةً، حضر هوكشتاين ووضع المقترح الجديد على الطاولة، قائلاً بنبرة حادة: "يا سيد بري، هذا هو العرض، إما أن تقبله أو لا شيء غيره".
أعلن الإسرائيليون قبولهم الشامل لمقترح كان أضعف بعشرات المرات من المقترح السابق الذي كانوا يطمحون لتحسينه، فبينما كانوا يسعون سابقاً لانتزاع امتيازات إضافية، وجدوا أنفسهم الآن مضطرين للقبول على عجل بشروط أكثر إشكالية بالنسبة لهم.
أبرز التحولات في المقترح الجديد کانت استبدال وقف إطلاق النار المؤقت (شهرين) بوقف إطلاق نار دائم، وهو ما أكده الأمريكيون أنفسهم، تحديد جدول زمني دقيق للانسحاب الإسرائيلي الكامل، موزّعاً على ثلاث مراحل، كل منها تستغرق عشرين يوماً: المرحلة الأولى: الانسحاب من المنطقة الشرقية، المرحلة الثانية: الانسحاب من المنطقة الوسطى، والمرحلة الثالثة: الانسحاب من المنطقة الغربية.
لِمَ ستون يومًا؟ هذا السؤال يتبادر إلى الأذهان بعد أن كان حزب الله يُصرّ على الانسحاب الفوري، إن السر يكمن في أن المقترح الجديد، ينصّ على إحلال الجيش اللبناني محل قوات الكيان الصهيوني، بيد أن الجيش أعلن عدم جهوزيته الراهنة، مشيرًا إلى حاجته لتجنيد خمسة عشر ألف جندي جديد، وهو ما يستلزم مهلةً زمنيةً. وعليه، فإن فترة الستين يومًا هي ما ارتآه الجيش اللبناني لاستكمال استعداداته.
أما على الصعيد الأمريكي، فقد شهدنا تقليصًا لدور واشنطن، إذ تحول من قيادي إلى إشرافي، لتصبح واحدةً من مراقبَين اثنين، وإذا ما أدرجنا قوات اليونيفيل في عداد المراقبين، يرتفع العدد إلى ثلاثة، وقد أكد بايدن ومبعوثه هوكشتاين، بصورة قاطعة، عدم إرسال أي قوات أمريكية إلى لبنان، وفيما يخصّ الدور الفرنسي، فقد جاء بناءً على طلب لبناني صريح، ولم يُفرض على حزب الله.
ومن الجدير بالذكر أن المقترح الجديد، قد أسقط بند العمليات الاستباقية الإسرائيلية، فقد نصّ على حق الطرفين في الدفاع عن النفس والرد على أي عدوان، ما يعني زوال شبح التهديد المسبق، وبالتالي، فإن أي هجوم من حزب الله يخوّل لـ "إسرائيل" حق الرد، والعكس بالعكس، وهذا في حقيقة الأمر يندرج ضمن مبادئ القانون الدولي ولا يُعدّ امتيازًا للكيان الصهيوني.
وتجدر الإشارة إلى أن الآراء القائلة بأن المقترح الجديد يمثّل تشديدًا للقرار 1701، هي آراء عارية عن الصحة، فالقرار لم يطرأ عليه تغيير، وتؤكد كل من الولايات المتحدة والحكومة اللبنانية على ضرورة تنفيذه، وإذا ما تم تطبيقه، فسنشهد وضعًا مماثلًا لما كان عليه الحال سابقًا، فمن المرجح أن يعجز الإسرائيليون عن الالتزام به، ليكونوا بذلك المبادرين إلى خرقه، وقد سبق لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن صرّح بأن "إسرائيل" قد انتهكت هذا القرار ما يربو على ثلاثين ألف مرة، ومن الجلي أن "إسرائيل" لن تغير من نهجها وستستمر على ذات المنوال، وستتصرف بطريقة تجعل هذا القرار عديم الجدوى والفعالية على أرض الواقع، أما فيما يتعلق بقوات اليونيفيل والجيش اللبناني، فلم يطرأ عليهما أي تغيير يُذكر، وليس في كل ما سبق ما من شأنه أن يُقيّد حركة حزب الله، أو يحدّ من قدراته العملياتية.
استمرارية معادلة وحدة الساحات
في تحليل للمشهد الراهن، يتناول الدکتور زارعي ادعاءات الكيان الصهيوني حول نجاحه المزعوم في تقويض استراتيجية وحدة الساحات، ودعم حزب الله اللبناني لقطاع غزة عبر اتفاق وقف إطلاق النار.
يقول زارعي: "نعم، ثمة اتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني في هذا المشهد، لكن هل امتد هذا الاتفاق ليشمل العراق أو إيران أو سوريا أو اليمن مع الكيان؟ بالقطع لا، وعليه، فإن مبدأ وحدة الساحات لا يزال راسخًا وفاعلاً".
ويضيف: "لقد أعلن حزب الله، بكل وضوح ورسمية، تمسكه الصارم بمبدأ وحدة الساحات واستمرار دعمه الثابت لغزة، وإن لم يفصح عن طبيعة هذا الدعم وآلياته، فالرأي العام قد يقتصر إدراكه على الصواريخ التي يطلقها حزب الله كمظهر جلي لدعم المقاومة وغزة، بيد أن الحقيقة تكمن في أن لبنان قد قدّم طيفًا واسعًا ومتنوعًا من أشكال الدعم لغزة".
وفي سياق متصل، يلفت الدکتور زارعي الانتباه إلى تطور لافت، قائلاً: "أعلن الأمريكيون عزمهم على تحريك ملف حرب غزة في المستقبل القريب، مع ترجيحات قوية بأن يتم ذلك قبل حلول شهر فبراير، وقد أشار بايدن صراحةً إلى هذا التوجه في تصريحاته الأخيرة، وفي الجانب الآخر، بدأت أروقة الكيان الصهيوني تشهد نقاشات محتدمة حول ضرورة وضع ترتيبات جديدة بشأن قضية غزة، والجدير بالذكر أن هذه التصريحات تصدر من صميم حكومة نتنياهو ذاتها، وليست مجرد أصوات معارضة".
ويختتم الدکتور زارعي تحليله بالقول: "من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، قد نال رضا وتأييد الطرف الذي هبّ حزب الله لنصرته في هذه الحرب الضروس، فقد أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا أشادت فيه بهذا الاتفاق، موجّهةً شكرها العميق لحزب الله، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن حزب الله قد أدى دوره المنوط به في هذا المشهد".