الوقت- المعارك البرية في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة تدور بشكل متقطع، وتشير الأخبار إلى أنه رغم الدعم الجوي، إلا أن الصهاينة لم يحققوا انتصاراً كبيراً ومميزاً في ساحة المعركة، ولقد فشلت حرب الأحياء مع مقاومة المقاتلين الفلسطينيين.
وقال مصدر ميداني، يصف ويشرح الحرب في مناطق مختلفة من قطاع غزة: منذ بداية الحرب، تمكن المحتلون من الحفاظ على المواقع التي احتلوها لفترة قصيرة فقط، واضطروا إلى التراجع بسبب هجمات مفاجئة للمقاومين وتكبيدهم خسائر فادحة.
وفي توضيحه أكثر لما يحدث في قطاع غزة، أضاف هذا المصدر الميداني: عندما يتم إخلاء المناطق السكنية في أحد الأحياء بسبب الهجمات الجوية المكثفة، يسير الصهاينة إلى هذه المنطقة ويحتلون هذا الجزء، لكنهم ما زالوا يواجهون تحديات خطيرة في استقرار مواقفهم.
وأضاف هذا المصدر الميداني: بعد دخول الصهاينة واحتلال الحي، ستبدأ سلسلة العمليات المفاجئة للمقاومين من تحت الأرض، وخلال حرب المدن غير النظامية، سيكون هناك قدر كبير من الأضرار والإصابات، ويلحق ذلك بالمحتلين الذين يفضلون الفرار على البقاء وإخلاء المنطقة.
وأشار هذا المصدر الميداني إلى أنه على الرغم من أن الصهاينة يحظون بدعم ومساندة واسعة من القوات الجوية، وفي البداية يفتح الطريق أمامهم للتقدم البري، ولكن فيما بعد في حرب المدن غير النظامية بسبب عمليات وكمائن مفاجئة ومحددة مصدر الضربات التي تعرضوا لها، يغرقون في الورنيش الدفاعي ويتراجعون في النهاية دون أي إنجاز خاص.
وذكر هذا المصدر الميداني أن نفس استراتيجية المقاومين (عمليات مستمرة وكمائن مفاجئة وقتال بالأيدي) في الحرب غير النظامية تسببت في خسارة الصهاينة لمعظم المناطق المحتلة في شمال ووسط وجنوب غزة، من خلال تكبد خسائر فادحة.
تقدم بطيء جداً وخسائر فادحة (إصابة ما لا يقل عن 2500 ضابط وجندي ومقتل نحو 700 آخرين حسب إعلام الكيان) تسببت في تضاعف ضغوط المستوطنين الصهاينة على قيادات عصابة الكيان الإجرامية وعلى الصعيد السياسي والعسكري زادت الاختناقات.
وحسب آخر المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد تم إغلاق المحور الشمالي لقطاع غزة والمناطق المتاخمة للأراضي المحتلة (الضواحي الشمالية لبيت لاهيا، بيت حانون، معبر إيريز) والجبهة الجنوبية للجزء الشمالي من القطاع، بما في ذلك الحدود، ولا تزال مناطق جحر الديك والمغراقة وجزء من شارع صلاح الدين والرشيد محتلة من قبل الصهاينة.
ويحاول الكيان الصهيوني قطع الاتصال بين المحور الشمالي لقطاع غزة والجزء الأوسط بشكل كامل من خلال بناء 4 قواعد عسكرية في مناطق الرشيد والمستشفى التركي وصلاح الدين وجحر الديك وإقامة حاجز أمني، ومنطقة عازلة جنوب مدينة غزة (الجبهة الجنوبية شمال قطاع غزة).
ويحاول الصهاينة من خلال بناء منطقة أمنية عازلة شق طريق من الحدود الفلسطينية المحتلة في الضواحي الجنوبية الشرقية لمدينة غزة إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة غزة وتثبيت مواقعهم في الجزء الجنوبي من شمال قطاع غزة، وفي الوقت الحالي، فإن حوالي 15% من الجزء الشمالي من قطاع غزة محتل.
وسط قطاع غزة، تم الاستيلاء على حيي المغراقة والزهراء بالقرب من مخيم النصيرات، وتدور أغلب المعارك في الجبهة الجنوبية للمحور الأوسط، كما تقدم المحتلون في أحياء وادي الشهداء وسلقا جنوب المعن والقرارة وشرق السري؛ وفي المجمل، احتل الكيان الصهيوني 15% من المنطقة الوسطى في قطاع غزة.
وفي المحور الجنوبي لقطاع غزة، تدور أغلب المواجهات في أطراف بلدة حمد شمال مدينة خان يونس، ويحاول الصهاينة الدخول شرق مدينة حمد من شمال غرب حي القرارة و غرب تقاطع المطاحن.
وفي الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة خانيونس لا يزال حي الخزاعة تحت الاحتلال، وعلى الجبهة الجنوبية (المحور الجنوبي لقطاع غزة) تستمر المواجهات في مناطق متفرقة من مدينة رفح، ويحاول المحتلون السيطرة على الأطراف، واحتلال طريق معبر رفح المؤدي إلى مدينة خانيونس، بما في ذلك شمال حي الزلاطة
ويحتل الصهاينة حاليًا أحد الطرق التي تربط معبر رفح بساحل البحر الأبيض المتوسط في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة رفح، كما يحتل جيش كيان الاحتلال ما نسبته 20% من جنوب قطاع غزة.