الوقت- مع فشل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومعارضة حركة حماس المقاومة لتجاوزات الصهاينة وعودة وزير الخارجية الأمريكي إلى واشنطن خالي الوفاض واكتشاف جثث 6 أسرى (نتيجة الغارات الجوية)، زاد الضغط على رئيس الوزراء نتنياهو من كيان الاحتلال بشكل لم يسبق له مثيل.
إن رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي يعلم جيداً أن فشل المفاوضات والمخاطرة بحياة الأسرى هو بمثابة قنبلة موقوتة، وعليه أن ينتظر انتشار التظاهرات والضغوط وانفجار الاحتجاجات في البلاد، ولقد اختارت الأراضي المحتلة خيار المضي قدماً والآن مع تزايد التوترات والصراعات في المنطقة، وخاصة في لبنان، فهو يسعى إلى إيجاد مخرج.
وأشار مصدر ميداني يتابع التطورات في لبنان عن كثب، إلى تفاصيل مساعي نتنياهو لتجنب الهزيمة، وقال: “إن رئيس وزراء العصابة الإجرامية ينوي رفع التوتر إلى مستويات أعلى وبدء حرب واسعة النطاق من أجل أن يخرج من المستنقع.
وأضاف هذا المصدر الميداني: إن تزايد الغارات الجوية التي نفذها جيش الكيان الصهيوني خلال الساعات الماضية، وخاصة في المناطق الحدودية، فضلاً عن استهداف الأجزاء الشرقية من لبنان والمناطق السكنية وإلحاق الضرر بالمدنيين، يتماشى مع سيناريو نتنياهو لتوسيع نطاق الصراعات وبدء مرحلة جديدة من الحرب في المنطقة.
وذكر هذا المصدر الميداني أن الصهاينة يحاولون الدخول إلى مرحلة جديدة من الحرب من خلال استهداف المناطق السكنية والمواطنين، وأكد حزب الله أنه لا يخشى الصراع والحرب، ولهذا السبب جاءت هجماته بقوة ردا على الكيان الصهيوني.
مؤكداً أن كل وحدات حزب الله جاهزة للرد بشكل حاسم على أي هجوم من قبل المحتل وحلفائه، وأضاف هذا المصدر الميداني: إن مقاتلي الكيان الصهيوني شنوا هجمات واسعة النطاق على المناطق السكنية في البقاع الشرقي (شرق لبنان) ما أدى إلى إلى استشهاد وجرح عدد من أهالي الشيد وتم الرد بقوة من المقاومة وتستعد لتوسيع عملياتها.
وبناء على المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن حزب الله رد على عدة مراحل منذ صباح الأربعاء 31 آب/أغسطس، بعشرات الصواريخ والطائرات الانتحارية المسيرة، على المناطق الشمالية الشرقية والشرقية بين كريات شمونه وشمال بحيرة طبرية بعمق (5 إلى 23) كيلومترات في الأراضي المحتلة.
خلال إحدى عمليات حزب الله، اخترق عدد من الطائرات دون طيار الانتحارية أنظمة الدفاع الجوي للكيان الصهيوني واستهدفت بدقة مقر قوات الاحتياط في الحرس الشمالي وقاعدة جيش الجليل ومستودعات عمياد اللوجستية ومراكز القيادة في شمال بحيرة طبرية، وقتل عدد من الصهاينة وأصيب عدد آخرون.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة الاستراتيجية التي استهدفتها طائرة مسيرة تابعة لحزب الله وألحقت أضرارا كبيرة بالمعدات العسكرية للغزاة، تقع شمال بحيرة طبريا وبالقرب من غرب الجولان المحتل، وتتصل إلى مناطق مهمة مثل روش بينا وصفد من المحور الشمالي وهذا الموقع الاستراتيجي زاد من أهمية العملية.
وفي عملية أخرى، اخترقت طائرات مسيرة انتحارية حاجز الأنظمة الدفاعية واستهدفت مقر اللواء السابع مدرع في قاعدة كاتسويا شمال الجولان المحتل، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وفي غرب الجولان المحتل، أدت الهجمات الصاروخية الدقيقة التي شنها حزب الله على قاعدة القصرين العسكرية إلى تدمير ما لا يقل عن 5 مبانٍ وإصابة صهيوني.
وتظهر عملية التطورات الميدانية أن حزب الله، من خلال رد قوي على الصهاينة بعمق يصل إلى 23 كيلومتراً في الأراضي المحتلة، تحدى سيناريو التوتر المتزايد لبدء حرب واسعة النطاق، ومن خلال تطبيق مبدأ "مواطن ضد مواطن" واستهداف المناطق السكنية يحاول تغيير المعادلات وتثبيت موازين القوى.
منذ بداية العملية ضد الكيان الصهيوني، استخدم حزب الله المزيد من وحدات المدفعية والصواريخ المضادة للدروع والطائرات الانتحارية دون طيار، ولم يدخل بعد مرحلة إطلاق صواريخ أرض جو، ولا شك أنه إذا أصر الصهاينة على زيادة الصراعات فسيتغير الوضع بالنسبة لهم بحيث لا يمكنهم تعويض الأضرار.