الوقت-جاء تقرير صحيفة هآرتس العبرية ليبرهن للعالم أن جيش الاحتلال الاسرائيلي جيش نازي استخدم أقذر الوسائل لإبادة الشعب الفلسطيني حيث أشار التقرير إلى استخدام جنود الاحتلال المواطنين الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة وهذا ما هو إلا غيض من فيض الممارسات الإجرامية التي يتفنن في استخدامها جيش الاحتلال الصهيوني منذ إيجاده عنوة على أرض فلسطين.
دروع بشرية
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الواقع الوحشي الذي يواجهه المعتقلون الفلسطينيون من خلال تحقيق لها حول استخدام "جيش" الاحتلال المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشريةً، في أثناء التفتيش عن أنفاق مفخَّخة في قطاع غزة، تخللته مقابلات واعترافات أدلى بها عدد من الجنود.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنّ كبار الضباط في "الجيش" الإسرائيلي كانوا على علم بممارسات الجنود واستخدامهم الفلسطينيين دروعاً بشرية، وبينهم رئيس الأركان العامة، هرتسي هليفي، وفي هذا الإطار، قال جندي للصحيفة إنّ المسؤولين في "الجيش" يعلمون بأنّ الأمر لا يتعلق "بحادثة واحدة لقائد سرية شاب وغبي، يقرّر من تلقاء نفسه أن يأخذ شخصاً ما" ويستخدمه درعاً بشرية.
وأجبر الجنود الإسرائيليون الفلسطينيين على ارتداء أزياء عسكرية إسرائيلية، ووضع الكاميرات، ليرسلوهم بعد ذلك إلى المنازل المتضررة من جراء القصف، وإلى الأنفاق، بينما يقيّدون أيديهم بأربطة بلاستيكية.
وقال جندي إسرائيلي إنّ أحد القادة في "الجيش" قال إن "حياتنا أهم من حياتهم"، بحيث كان الاعتقاد السائد هو أنّ "من الأفضل للجنود الإسرائيليين أن يظلوا على قيد الحياة، وأن يكون الفلسطيني هو الذي يتم تفجيره بعبوة ناسفة".
واعترف جندي آخر بأنّه تم إحضار فلسطينيين اثنين إلى الجنود، قبل نحو 5 أشهر، أحدهما عمره 20 عاماً، والآخر 16، وحينها قيل لهما: "استخدموهما، إنّهما (من) سكان غزة.. استخدموهما دروعاً بشرية".
وحسب الجندي، قيل لهم: "لا تضربوهما كثيراً، لأنّنا نحتاج إليهما من أجل فتح المواقع" التي يتعين على القوات دخولها، مثل المباني والأنفاق.
حرق منازل بما فيها
في ظل مسلسل الإجرام الصهيوني كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تعمُّد جيش الاحتلال الإسرائيلي حرق المئات من المنازل داخل قطاع غزة بكل ما فيها من ممتلكات، ونقلت عن ضباط من جيش الاحتلال تأكيدهم أن إحراق البيوت تحول إلى "وسيلة تدميرية شائعة".
وحسب تقرير هآرتس، فإن ثلاثة ضباط يقودون الهجوم البري على قطاع غزة، أكدوا أن إشعال النار في المنازل أصبح أحد مسارات العمليات على الأرض، وفي بعض الحالات قام الجنود بحرق منازل كانوا يقيمون فيها أثناء عملياتهم على الأرض، وفي إحدى الحالات، كانت كتيبة في الجيش على وشك إنهاء "نشاطها" في أحد مراكز القتال في قطاع غزة، حينها أصدر أحد قادة الكتيبة أوامره للجنود: "أخرجوا أغراضكم من المنزل، وجهزوه للاشتعال".
وأشار التقرير إلى أن جنودًا شاركوا في العدوان على قطاع غزة نشروا مؤخرًا روايات عن حرق منازل، بعضها كان بغرض الانتقام لمقتل جنود زملاء لهم، وأحيانًا بدافع الانتقام من عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر.
ومن بين أبرز الأبنية العامة التي أحرقها أو دمرها جيش الاحتلال: جامعة فلسطين، ومدرسة خليفة التابعة لوكالة الغوث "أونروا"، وجامعة الأزهر، ومربعات سكنية كاملة في شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، كما دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 200 موقعٍ أثريٍ وتراثيٍ من أصل 325 موقعًا مسجّلًا في قطاع غزة، فيما أفاد تحقيقٌ لصحيفة واشنطن بوست بأن 350 مدرسة و170 مسجدًا وكنيسة في قطاع غزة قام جيش الاحتلال بتدميرها، وبيّن أنه في إحدى الحالات، ترك جنودٌ قبل مغادرتهم أحد المنازل رسالة لزملائهم الذين سيحلون بعدهم، قالوا فيها: "لم نحرق المنزل حتى تتمكنوا من الاستمتاع به، عندما تغادرون، ستعرفون ما عليكم فعله".
وأكد تقرير هآرتس أن عمليات الحرق هذه تستهدف منازل مدنيين لا صلة لهم بفصائل المقاومة ولا بعملية طوفان الأقصى، وعمليات الحرق هذه ليست جزءًا من عمليات التدمير التي لا يخفي الجيش أنه يقوم بها منذ مرحلة مبكرة من الحرب، بزعم أنها تعود لنشطاء حماس وأشخاص شاركوا في اقتحام مستوطنات غلاف غزة يوم السابع من أكتوبر، أو بادعاء أن هذه المنازل هي بنية تحتية لحركة حماس، أو توجد بالقرب منها بنية تحتية لحماس، ويحظر القانون الدولي إشعال النار في منازل المدنيين غير المشاركين في القتال لأغراض عقابية فقط.
وحشية لا مثيل لها
لا يمكننا نسيان الشاب الجريح الذي قيدته القوات الإسرائيلية بمقدمة مركبة عسكرية إسرائيلية أثناء مداهمة بمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وقد أظهرت مقاطع فيديو الشاب الفلسطيني حينها ممددا ومقيدا على غطاء المركبة العسكرية التي كانت تمر في أحد شوارع جنين بين سيارتي إسعاف، ولم يقدم جنود الاحتلال أي إسعافات للشاب الذي كان ينزف، ويقول إنهم ضربوه وعذبوه بشكل متواصل، وخاصة على المناطق المصابة، مؤكدا أن جنديين اثنين حملاه وظلا يحركانه يمينا وشمالا حتى وقع على الأرض، ثم ربطاه على المركبة العسكرية كدرع بشرية، وكانت الحرارة عالية جدا على غطاء المركبة، هذا ويمعن جيش الاحتلال يوماً بعد يوم بانتهاكاته وإجرامه ضارباً بعرض الحائط كل قوانين الإنسانية.
رد فعل حماس
وفي هذا الخصوص علق القيادي في حركة حماس عزت الرشق، على ما كشف عنه تحقيق صحيفة هآرتس العبرية من استخدام جيش الاحتلال النازي المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية لتمشيط الأنفاق والمباني في غزة، مؤكداً أنّ ما كشفه يؤكد مجدداً ارتكاب "جيش" الاحتلال جرائم حرب موصوفةً، داعياً "كل العالم إلى أن يَدينها".
ودعا الرشق في تصريح صحفي، محكمة العدل الدولية إلى ضم هذه الاعترافات إلى ملف جرائم الحرب التي يحاكم عليها الاحتلال، وطالب المنظمات الدولية والحقوقية بفضح وإدانة هذه الجرائم، وملاحقة ومحاسبة قادة الاحتلال النازيين.
ختام القول
إن صمود الشعب الفلسطيني، على الرغم من الوحشية التي لا يمكن تصورها والتي تحملها، هي شهادة على قوتهم وعزيمتهم، و ينبغي على العالم أن يقف متضامناً معهم، ويضمن سماع أصواتهم يحافظ على حقوقهم، ومن خلال العدالة والمساءلة فقط يمكن كسر دائرة العنف والإساءة، ما يمهد الطريق لمستقبل حيث يمكن لجميع الناس، بغض النظر عن جنسيتهم أو عرقهم، أن يعيشوا بكرامة وسلام.