الوقت - خرج متظاهرون مناهضون لحكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى شوارع القدس، واشتبكوا مع الشرطة بالقرب من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودعوا إلى انتخابات جديدة.
ورفع بعض المتظاهرين لافتات تطالب بانتخابات جديدة ودعوا إلى وقف لإطلاق النار كي يتمكن الرهائن المتبقون من العودة إلى ديارهم، وهتف المتظاهرون "كلهم! الآن!" فيما وضع بعضهم قمصانا قطنية كتب عليها "أوقفوا الحرب" و"نحن كلنا متساوون".
حيث اجتمع المتظاهرون بداية أمام البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة والتوصل إلى اتفاق يسهل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.
وامتلأت الشوارع القريبة من مقر الكنيست بالمتظاهرين الذين حملوا الأعلام الإسرائيلية وصور أسرى إسرائيليين في غزة، فيما ظهرت لافتة عليها صورة نتنياهو وكفّ أحمر اللون وكتب عليها باللغتين الإنجليزية والعبرية “شيطان شرير”.
كما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “إسقاط حكومة المراوغة” وهتفوا “انتخابات الآن” و”خوَنة” و”عار”، وفق رصد الأناضول لبثّ مباشر على محطات التلفزة الإسرائيلية.
وتظاهرة الاثنين هي واحدة من فعاليات “أسبوع المقاومة” التي أعلنت عنها منظمة “إخوة السلاح”، وهي مجموعة من الجنود القدامى بالجيش الإسرائيلي، بدأت مساء السبت الماضي وتستمر حتى يوم الخميس.
وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة في طوق فرضته في محيط منزل نتنياهو، قبل أن تحاول منع الحشود من التقدم واختراق الحواجز الشرطية.
في حين اعتقلت شرطة الاحتلال 8 متظاهرين فيما أصيب 3 آخرون على الأقل، خلال إخلاء الشرطة لمتظاهرين تجمعوا أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالقدس الغربية للمطالبة بانتخابات مبكرة وإجراء صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”.
وقالت الشرطة في بيان لوسائل الإعلام : “في الساعة الأخيرة، بدأت اضطرابات وأعمال شغب عنيفة في شارع غزة بالقدس من قبل مئات مثيري الشغب الذين قاموا بأعمال شغب هناك” وفق تعبيرها.
وإن هؤلاء المشاغبين الذين سمح لهم بالتظاهر بشكل قانوني خلال ساعات المساء في منطقة الكنيست وفي موكب منسّق، اخترقوا بالقوة حواجز الشرطة البعيدة في شارع غزة وحاولوا اختراق حواجز الشرطة القريبة من منزل رئيس الوزراء دون جدوى، في محاولة للاقتراب من المنزل”.
وحسب الشرطة، “شملت مخالفة النظام وأعمال الشغب العنيفة في المكان عدة حالات اعتداء على رجال الشرطة وإشعال الحرائق في الطريق”.
واستطردت إلى أنه “بعدما تحولت المظاهرة إلى اضطرابات وشغب عنيف، أعلن ضابط شرطة أن المظاهرة غير قانونية وأمر بالتفرّق، ولم يستجب مثيرو الشغب لذلك، فتحركت الشرطة باستخدام القوة وأدوات لتفريق مثيري الشغب “.
وقالت الشرطة إنها “ألقت حتى الآن القبض على 9 مشتبهين إثر مخالفة الأمر: بعضهم مشتبه به بالاعتداء على رجال الشرطة وإحداث الفوضى، و4 منهم بشبهة إشعال النار أو محاولة إشعال النار في مكان، في مخالفة للقانون”.
وأضافت: “أصيب عدد من رجال الشرطة بجروح طفيفة في أعقاب الخرق العنيف للنظام والاعتداء عليهم وأعمال الشغب التي قام بها مثيرو الشغب في المكان”.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن منظمة "إخوة السلاح"، التي تضم جنوداً سابقين في جيش الاحتلال، قامت بمسيرة احتجاجية بدأت من منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى الكنيست كجزء مما يطلق عليه المتظاهرون "أسبوع المقاومة".
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، عناصر الشرطة وهم يدفعون بالقوة متظاهرين أمام منزل رئيس الوزراء في شارع غزة.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لإخلاء المتظاهرين الذين أضرم بعضهم النيران في أوراق كانت على الأرض.
وردد المتظاهرون شعارات داعية لإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
بدورها، أشارت “القناة 12” العبرية إلى إصابة عدد من المتظاهرين بينهم 3 على الأقل تم نقلهم الى المستشفيات لتلقي العلاج.
من جهتها قالت زعيمة الاحتجاج، شيكما بريسيلر: "بعد ما حدث في السابع من (تشرين الأول) وفي ظل تطرف هذه الحكومة وإنكارها لفشلها، يجب عليها أن تعيد التفويض للشعب".
وأتت هذه المظاهرة بعد أسبوع تقريبا على استقالة بيني غانتس وغدي انسينكوت وهما قائدان سابقان للجيش من حكومة الحرب ما أدى إلى حل هذه الهيئة التي شكلت بعد السابع من تشرين الأول.
ورغم مغادرة هاتين الشخصيتين المعارضتين اللتين انضمتا إلى الحكومة لإظهار وحدة البلاد بعد هجوم حماس، لا يزال نتنياهو مع حلفائه يحتفظ بالغالبية في البرلمان.
وقال مفاوض إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس الاثنين: إن "إسرائيل" على يقين بأن "عشرات" الرهائن ما زالوا على قيد الحياة، وأضاف "لا يمكننا أن نتركهم هناك لفترة طويلة، سوف يموتون"، لافتا إلى أن الغالبية العظمى منهم محتجزون لدى حماس.
وكانت المنظمات التي تقود هذه المظاهرات قد أعلنت عن أسبوع كامل من الاحتجاجات في خطوة تصعيدية لحراكها ومظاهراتها ضد حكومة نتنياهو، وذلك بعد استقالة بيني غانتس و غادي آيزنكوت من الحكومة وحلّ مجلس الحرب الذي كان يقود مسار الحرب على قطاع غزة.
وجاءت المظاهرة أمس الاثنين في الوقت الذي قام فيه نتنياهو بحل حكومة الحرب المؤثرة، والتي كانت مكلفة بتوجيه الحرب في غزة.
وتم حل حكومة الحرب بعد أسبوع من استقالة بيني جانتس، النائب المعارض الشعبي والقائد العسكري السابق، بسبب الإحباط بشأن كيفية التعامل مع الحرب.
وفي الأيام الأولى للحرب، طالب غانتس بتشكيل حكومة صغيرة مع وزير الدفاع يوآف غالانت كوسيلة لتهميش النواب اليمينيين المتطرفين في حكومة نتنياهو
ويتزعم نتنياهو مرة أخرى أحد أكثر الائتلافات اليمينية في تاريخ "إسرائيل" بعد انهيار حكومة الحرب قبل أسبوع عندما استقال جنرالان سابقان من الوسط، هما بيني غانتس و جادي آيزنكوت.
ويعتمد نتنياهو الآن على شركاء من المتشددين واليمين المتطرف، الذين تسببت سياساتهم في إحداث صدع كبير في المجتمع الإسرائيلي.