الوقت - غادر حسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، الذي كان قد سافر إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي، هذه المدينة.
وفي وقت سابق من مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي، وصل وزير الخارجية الإيراني إلى مطار جون إف كينيدي الدولي في نيويورك وكان في استقباله أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، في أول زيارة له إلى نيويورك في السنة الإيرانية الجديدة، وأنهى صباح السبت بالتوقيت المحلي رحلته الثالثة بعد بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
لماذا ذهب وزير الخارجية الإيراني إلى نيويورك؟
وصل أمير عبد اللهيان إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن فلسطين، بعد أربعة أيام من العملية العسكرية العقابية "الوعد الصادق" رداً على هجوم الکيان الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بسوريا.
وتحدث وزير الخارجية الإيراني فور وصوله عن ادعاءات السلطات الأمريكية بعدم إبلاغها بالرد الإيراني على الکيان الإسرائيلي لعدة أيام، وأكد: منذ صدور القرار في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتحذير ومعاقبة الکيان الإسرائيلي، أبلغنا أمريكا بذلك، وبعد العملية أرسلنا رسالةً أخرى إلى الولايات المتحدة الأمريكية في حوالي الساعة الثانية والنصف من فجر يوم الأحد (الأسبوع الماضي)، لنقول فيها إننا لا نبحث عن توسيع التوتر في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أسباب الهجوم الإيراني في الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن (الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية) يوم الخميس الـ 18 من أبريل 2024، وقال: "أؤكد أن الدفاع المشروع لإيران وإجراءاتها المضادة قد انتهت الآن، ولذلك، يجب إجبار الکيان الإسرائيلي على التوقف عن تكرار أي مغامرات عسكرية أخرى ضد المصالح الإيرانية، ومن المؤكد أنه في حال استخدام الکيان الإسرائيلي للقوة والهجوم على المصالح الإيرانية، لن تتردد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحظةً واحدةً في تأكيد حقها الأصيل في الرد الفوري والحاسم والقوي عليه، وجعل هذا الکيان نادماً بشکل نهائي وكامل، وهذا قرار لا رجعة فيه".
وأضاف أمير عبداللهيان: "أريد أن أوضح من نيويورك وبصوت عال أن إيران كانت دائماً جزءاً إيجابياً من التطورات الإقليمية، في إرساء السلام والأمن المستدامين، بما في ذلك الحرب ضد الإرهاب، ولن نتنازل مع أي طرف في تحقيق أقصى قدر من الأمن القومي ومصالح البلاد والأمن الجماعي لمنطقة غرب آسيا الحساسة، ويجب على مجلس الأمن أن يكبح جماح الکيان الإسرائيلي المتمرد، وأن يضع حداً فورياً لجذور الحرب والإبادة الجماعية في غزة".
استخدام القدرات الدبلوماسية
يرى الخبير الدولي عابد أكبري أن إيران استخدمت كل قدراتها الدبلوماسية للتعامل مع الأنشطة الإرهابية للکيان الصهيوني، وخلق إجماع دولي ضد هذا الکيان، كما تعتبر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى نيويورك استمراراً للنشاط الدبلوماسي الإيراني.
وقال هذا الخبير في القضايا الإقليمية: خلال الأشهر السبعة الماضية، ارتكزت سياسة إيران الخارجية على استخدام كل القدرات الدبلوماسية لمواجهة الأنشطة الإرهابية والعنيفة المستمرة للکيان الصهيوني، وخلق إجماع دولي ضد هذا الکيان.
تحييد العقوبات
في الوقت نفسه، يبدو أن التخفيف من آثار العقوبات الأمريكية الأحادية والقاسية ضد إيران، كان جزءاً آخر من أهداف زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى نيويورك.
وفي هذا الصدد، قال أمير عبد اللهيان، في إشارة إلى اللقاء والتشاور مع أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: إنه من الطبيعي أن يكون جزءاً من اللقاءات، بحكم طبيعة العمل في نيويورك، قد ركّز على مسألة الدبلوماسية لإلغاء العقوبات.
دور فشل عمليات تل أبيب النفسية في حادثة أصفهان
من ناحية أخرى، وفي الوقت نفسه الذي كان فيه وزير الخارجية الإيراني في أمريكا، زعم الكيان الصهيوني أنه هاجم مدينة أصفهان وسط إيران صباح الجمعة الماضي.
في السياق ذاته، خلال زيارته لنيويورك، واجه وزير الخارجية الإيراني الحرب النفسية التي تخوضها تل أبيب في حديث مع وسائل الإعلام، وفي هذا الصدد، ورداً على سؤال آخر حول إسقاط طائرات صغيرة في مدينة أصفهان الإيرانية، ومزاعم الهجوم الإسرائيلي، قال وزير الخارجية الإيراني في مقابلة مع قناة إن بي سي الأمريكية: إن الادعاءات الواردة في وسائل الإعلام ليست دقيقةً بناءً على المعلومات المتوافرة لدينا، بل إن الکيان الإسرائيلي يحاول افتعال أجواء دعائية، إذا اتخذ الکيان الإسرائيلي إجراءً ضد بلدي، وثبت أنه صحيح بالنسبة لنا، فإن ردنا سيكون فوريًا وفي الحد الأقصى ومؤلماً.
وصرّح أمير عبداللهيان: إن نظامنا الدفاعي هو نظام ذكي، بمجرد ظهور طائرتين أو ثلاث طائرات صغيرة في سماء أصفهان، تم استهدافها وإسقاطها، جاهزية قواتنا المسلحة 100%، ما حدث لم يكن هجوماً، بل تحليق طائرتين أو ثلاث طائرات كوادكوبتر، وهي على مستوى الألعاب التي يستخدمها أطفالنا في إيران، ولم يكن الأمر يستحق أن يريد أحد أن يخبرنا بذلك.