الوقت- إن عمليات الطائرات دون طيار خلال الأربعين يومًا الماضية، كانت تعتبر تمريناً ناجحا للمقاومة العراقية في الأراضي المحتلة لتنفيذ عمليات كبيرة محتملة على جميع البنى التحتية والقواعد الاقتصادية للصهاينة والأمريكيين والناتو بأسلحة جديدة لإصابة أهداف محددة مسبقًا، وبدأت وحدة الطائرات دون طيار التابعة للمقاومة الإسلامية العراقية جولة جديدة من العمليات ضد الصهاينة، ومنذ 20 نيسان/أبريل، استهدفت عدة قطاعات مختلفة في الأراضي المحتلة، وهو أمر غير مسبوق في الأشهر الماضية.
ومن المناطق التي استهدفتها الطائرات الانتحارية دون طيار في العديد من هجمات المقاومة العراقية في الأيام الأخيرة، ميناء عسقلان النفطي في فلسطين المحتلة، الأمر الذي أثار غضب الصهاينة بشكل كبير، ويبعد ميناء عسقلان الاستراتيجي حوالي 10 كيلومترات عن البحر الأبيض المتوسط ومدينة أشدود الساحلية من الغرب، ومن المحور الجنوبي لقطاع غزة، وتقع هذه المنطقة على بعد 40 كم من المحور الشمالي لمدينة تل أبيب وحوالي 435 كم من الحدود العراقية.
وفي عملية أخرى، استهدفت المقاومة العراقية قاعدة حساريم الجوية التي تقع بالقرب من مدينة حصاريم في بئر السبع وسط فلسطين المحتلة، والتي تبعد عن الحدود العراقية حوالي 440 كيلومترا وتبعد عن قطاع غزة حوالي 35 كيلومترا، وفي صباح يوم الـ 22 من نيسان/أبريل، استهدفت قوات المقاومة العراقية ميناء حيفا النفطي بطائرتين مسيرتين انتحاريتين، وحيفا هي ثالث أكبر مدينة في فلسطين المحتلة، وتتصل بالبحر الأبيض المتوسط من الغرب وتل أبيب (عاصمة الكيان الصهيوني المعلنة) من الجنوب، وتبعد عن الحدود العراقية حوالي 367 كيلومترًا.
كما يوجد في ميناء حيفا الساحلي مصافي لتكرير النفط، وقد زادت هذه القضية من أهميتها؛ وفي المجمل، فإن العمليات الناجحة والمتعددة التي تمت خلال الأيام الثلاثة الماضية تظهر بوضوح أن المقاومة الإسلامية في العراق تستعد لعمليات كبيرة محتملة في المستقبل القريب، وأكد مصدر ميداني يتابع التطورات في العراق عن كثب: أن الصهاينة يعلنون دائمًا في وسائل الإعلام أنه لا يمكن لأي طائر المرور عبر منظومات دفاعاتهم الجوية ولا يمكن اختراق سماء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإذا نجح في الدخول، سيتم اعتراضه وإسقاطه في أقصر وقت ممكن، لكن عمليات المقاومة العراقية في الأربعين يوماً الأخيرة شككت في كل هذه الادعاءات.
وذكر هذا المصدر الميداني أن عمليات وحدة الطائرات دون طيار كانت تمرينًا وتدريبًا ناجحًا مع الأضرار والضربات القاتلة للصهاينة، مضيفًا: المقاومة الإسلامية في العراق دمرت مبدأ مناعة الكيان الصهيوني بتكلفة بسيطة ولكن بتكلفة خاصة، وأوضح: "أن العمليات لم تكن لها تكلفة مالية تذكر بالنسبة للمقاومة الإسلامية في العراق، لكنها كانت مكلفة للغاية بالنسبة للكيان الصهيوني، لأنه في هذه الفترة، بالإضافة إلى القواعد العسكرية والمطارات، تم استهداف بنيتهم التحتية الاقتصادية ومراكزهم الحساسة أيضًا".
إن التطورات التي تشهدها المنطقة خلال الأيام المقبلة مهمة وحاسمة للغاية، ووحدات المقاومة العراقية المختلفة، وخاصة الطائرات دون طيار والصواريخ، بمنشآتها وأسلحتها الجديدة والمحدثة، في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي تهديد وعلى التحالف الغربي والعبري والعربي، وخاصة الأمريكي، أن يقدم الصهاينة والبريطانيون إجابة حازمة، وحسب بعض المصادر الإخبارية فإن المقاومة الإسلامية في العراق تسيطر بشكل كامل على كل المراكز العسكرية والاقتصادية والحساسة للكيان الصهيوني، فضلا عن القواعد الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في المنطقة، وقد حددت هذه الأهداف بشكل كامل وهي جاهزة لبدء العمليات، ومن الممكن أن تكون عمليات الطائرات دون طيار خلال الأربعين يومًا الماضية في عمق الأراضي المحتلة قد ساعدت في إزالة أوجه القصور والثغرات المحتملة.
"المقاومة الإسلامية في العراق" توجه تحذيرا للولايات المتحدة و"إسرائيل"
حذرت "المقاومة الإسلامية في العراق"،الجمعة، الولايات المتحدة وإسرائيل من ارتكاب قواتهما أي "حماقةٍ في العراق أو دول المحور"، مؤكدة أن "ردها سيكون مباشرا أينما تصل أيديها"، وفي بيان لها، قالت "المقاومة الإسلامية في العراق": "إن استبدال مسميات الاحتلال الأمريكي تارة بتحالف وأخرى بشراكة أمنية مستدامة أو غيرها، لا قيمة لها ما دامت قواته المحتلة جاثمة على صدر العراق الجريح، تستبيح سيادته، وتنتهك أجواءه، وتسيطر على القرار الأمني فيه، كسطوتها على العمليات المشتركة ومفاصل أمنية أخرى، بل إنها زادت من عديد قواتها المحتلة، ما يؤكد أن لا نوايا لهم في الأفق للانسحاب من البلاد".
وأضاف البيان: "إن الإجرام الأمريكي يزداد يوما بعد يوم في دعمه للكيان الصهيوني، ونُحمل الأمريكان المسؤولية الكاملة في حال ارتكبت قواتهم أو الكيان أي حماقة في العراق أو دول المحور، إذ إن ردنا سيكون مباشرا أينما تصل أيدينا"، وجدير بالذكر أن فصائل المقاومة في العراق سبق أن تبنت بين الحين والآخر قصف مناطق في "إسرائيل"، وقواعد أمريكية في سوريا والعراق ردا على الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، كما حذرت الفصائل الولايات المتحدة من أنها "ستزيد عدد العمليات المسلحة ردا على مواصلة واشنطن تقديم المساعدة العسكرية للجيش الإسرائيلي".
"تطور نوعي" في صواريخ "المقاومة الإسلامية"
وفي شريط مصور بثته الجماعة عبر حسابات على تطبيق تليغرام، أظهرت عملية الاستهداف بواسطة صواريخ موجهة، وهذه المرة الأولى التي يجري فيها استعمال صواريخ باتجاه أهداف داخل فلسطين المحتلة، وفقاً للخبير الأمني العراقي، أحمد الموسوي، الذي قال إنه "تطور نوعي"، وأضاف: إن "الصواريخ المستخدمة في الفيديو الذي نشرته الجماعة، هو من نوع (الأشتر)، الذي يُعتبر نسخة مطورة من صواريخ كراد الروسية واستعملته الفصائل العراقية خلال المواجهات مع تنظيم (داعش)، ويعتقد أن له مدى أطول بكثير من صواريخ غراد التقليدية".
واعتبر الموسوي أنّ الفيديو "يشير إلى تطور في نوعية الهجمات، وقد تكون بضوء أخضر إيراني رداً على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق"، ومن جانبه، قال مسؤول عراقي في بغداد، بحديث مقتضب لـ"العربي الجديد": إن "الهجمات السابقة والحالية لم تُنفذ من داخل العراق"، مؤكداً أن "المعلومات المتوافرة هي استخدامها الأراضي السورية القريبة من الجولان المحتل في هذه العمليات، وبالتالي الحكومة العراقية غير معنية بهذه الهجمات ولا حتى من باب التعليق عليها"، وفي الثالث عشر من الشهر الماضي، قالت جماعة المقاومة الإسلامية: إنّ "عملياتنا ضد مستعمرات الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة ستستمر حتى إعلان الهدنة في غزة والتزام الكيان الغاصب بها"، في إشارة إلى أن قرار وقف عملياتها ينحصر بالقوات الأمريكية وضمن الساحة العراقية فقط.