الوقت - يصادف يوم الـ 5 من إبريل من كل عام يوم "الطفل الفلسطيني"، والذي يحتفل به العالم هذا العام في ظل حرب الإبادة التي يشنها الکيان الصهيوني على غزة، حربٌ يعتبرها الكثيرون حرب "إسرائيل" علی أطفال غزة.
الاحتلال يقتل 4 أطفال كل ساعة في غزة
بهذه المناسبة، نشرت المؤسسات الرسمية الفلسطينية والدولية والمجتمع المدني، تقارير صادمة حول أوضاع الأطفال الفلسطينيين وانتهاك أبسط حقوقهم، وخاصةً منذ بداية العدوان على غزة في الـ7 من أكتوبر 2023، وهو ما دفع منظمات حقوق الإنسان إلى إصدار دعوة لتنظيم حملة لإنهاء العنف ضد الأطفال في غزة.
وحسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الذي نشر الخميس الماضي، فإن الاحتلال ارتكب مجازر بحق أكثر من 14 ألفاً و 350 طفلاً منذ بداية عدوانه على غزة في الـ 7 من أكتوبر 2023، تشمل 44% من إجمالي شهداء غزة، كما أن أكثر من 70% من ضحايا هذه الحرب المدمرة التي يشنها کيان الاحتلال على غزة، هم من النساء والأطفال، وبشكل عام، يستشهد في غزة حوالي 4 أطفال فلسطينيين كل ساعة.
جريمة الصهاينة في اعتقال الأطفال الفلسطينيين
ويشير التقرير أيضًا إلى أنه منذ الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر، استشهد 455 شخصًا في الضفة الغربية، منهم 117 طفلاً، وهناك 710 أطفال من بين 1620 شخصاً دمرت وهجرت منازلهم على يد جيش الاحتلال في الضفة الغربية.
وعلى صعيد حملات الاعتقال التي يشنها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، فقد بلغ عدد الأطفال المعتقلين في الضفة الغربية خلال العام 2023، 1085 طفلاً، منهم 500 حالة مرتبطة ببدء الحرب على غزة، کما تم اعتقال 318 طفلاً في القدس المحتلة، لا يزال 204 منهم رهن الاعتقال.
وتشير هذه الإحصائيات إلى أن حوالي 43 ألفاً و349 طفلاً يعيشون في غزة دون والديهم أو أحدهما، وقد توفي ما لا يقل عن 28 طفلاً في المستشفيات بسبب سوء التغذية والعطش، ولا تزال حدة الجوع بين الأطفال في شمال غزة ورفح تتزايد.
صدمات نفسية لأكثر من 816 ألف طفل في غزة
شدّد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقريره، أن أكثر من 816 ألف طفل في غزة يحتاجون إلى مساعدة نفسية منذ بدء عدوان الکيان الصهيوني على هذه المنطقة، والآثار العميقة للخوف والقلق والاكتئاب نتيجةً للحرب الوحشية التي شنها الکيان على غزة، تظهر بوضوح في أذهان ونفوس هؤلاء الأطفال.
وعلى المستوى التعليمي، تشير الإحصائيات إلى أن 620 ألف طالب وطالبة في غزة محرومون من التعليم، ويبلغ عدد الطلاب الذين دخلت أسماؤهم رسمياً في قائمة الشهداء 6500، وعدد الطلاب المصابين 10219، کما اعتقل الاحتلال 105 طلاب جميعهم من الضفة الغربية.
اليوم العالمي للتضامن مع أطفال فلسطين
وفي هذا الصدد، طالبت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، بإعلان يوم الـ 5 من أبريل يوماً عالمياً للتضامن مع الأطفال الفلسطينيين، الذين يتعرضون لعدوان غير مسبوق.
وأعلنت هذه الحركة في بيان لها، أنها أطلقت حملةً بمشاركة المنظمات والحركات الأخرى ذات الصلة، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال، تحت عنوان "نعلن يوم الطفل الفلسطيني يوماً عالمياً للتضامن مع أطفال فلسطين".
وحسب بيان هذه الحركة، فقد أثّر عدوان کيان الاحتلال على منظومة حقوق الطفل برمتها، وخاصةً الحقوق الأساسية، مثل الحق في الحياة والبقاء والنماء، وغيرها من الحقوق المتعلقة بالصحة والتعليم والمياه والغذاء والدواء والنظافة والصحة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعرض الأطفال في الضفة الغربية للاعتقال والمحاكمة والسجن بناءً على نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، ما يحرمهم من حقوقهم الأساسية.
الکيان الإسرائيلي يرتكب كل أنواع الجرائم الفظيعة بدم بارد
لقد دعت الحركة إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حفاظاً على حياة المدنيين وخاصةً الأطفال، وشددت على أن "إسرائيل" ترتكب كل أنواع الجرائم البشعة بدم بارد.
وأضافت الحرکة: ما يمكننا القيام به في هذه المرحلة، هو التواصل مع شبكة علاقاتنا حول العالم، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني، ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات حقوق الطفل، لفضح الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة أمام العالم.
من ناحية أخرى، أعلن "جيمس إلدر" المتحدث الرسمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أن أطفال غزة يتعرضون للحرب والإرهاب والجوع كل يوم، بينما العالم يجلس ويشاهد، ولم تعد غزة مكاناً مناسباً للعيش لأكثر من مليون طفل.
وفي ظل الوضع الذي يعتبر فيه أطفال غزة أكبر ضحايا الجرائم الوحشية التي يمارسها کيان الاحتلال، وحرب الجوع التي يشنها هذا الکيان على غزة، اعتبر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأونروا حرب الكيان الصهيوني الحالية في غزة حرباً ضد الأطفال، وقال إن عدد الأطفال الذين ماتوا في غزة خلال 4 أشهر فقط، هو أكثر من جميع الأطفال الذين ماتوا في كل صراعات العالم خلال 4 سنوات.
وفي مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن طبيب متواجد في غزة منذ فترة، أعلنت أن أكبر سبب لوفاة أطفال غزة هو القصف، وأن عدداً كبيراً منهم مات بسبب الأمراض التي سببتها الحرب والمجاعة.
إن الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات والأشخاص ذوي الإعاقة، هم الأكثر عرضةً لخطر سوء التغذية، حيث يواصل الکيان الإسرائيلي منع دخول كميات كافية من الغذاء والمياه إلى غزة، بالإضافة إلى ذلك، يستمر القصف الممنهج للمخابز والمنتجات الزراعية، ويعاني 95% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي.