الوقت- هاجم "رونين بيرجمان" الصحفي والكاتب وأحد المحللين البارزين في الشؤون الأمنية العسكرية الصهيونية والكاتب كبير في الشؤون الأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت الناطقة بالعبرية في الأراضي المحتلة، في تقريره حكومة نتنياهو، وأشار إلى أنه إذا لم تتحرك الحكومة، رغم كل المشاكل القائمة، نحو وقف إطلاق النار لإطلاق سراح الأسرى، فإن ذلك بسبب مصالح نتنياهو الشخصية، وليس المصالح العليا، وحسب هذا الخبير الصهيوني البارز، فإن الحرب في غزة أصبحت مستنقعاً للجيش الصهيوني والآن أصبح كل شيء عالقاً.
وفيما يلي الترجمة التفصيلية لنص هذا التقرير:
تجدر الإشارة إلى أننا في موقع الوقت الاخباري ننشر هذا النص فقط لإطلاع النخب وصناع القرار في الساحة السياسية في البلاد على محتوى التقرير المذكور، ولا تحظى بالضرورة آراء وادعاءات ومقترحات هذا التقرير على موافقة موقعنا الاخباري.
منذ بداية الحرب، استخدم العديد من المعلقين التلفزيونيين عبارة "أكون صادقًا" كلما أرادوا أن يقولوا شيئًا سلبيًا أو غير سار عن "إسرائيل" وكيانها الأمني، هذا التفسير غريب بعض الشيء، لأنه إذا كان علينا أن نكون صادقين الآن، فماذا فعلنا قبل ذلك؟.
ومن المؤكد أن السؤال عن كيفية تصرف قطاعات من وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد قناع أنصاف الحقائق والخداع والتشتيت والألعاب باسم الوطنية الظاهرة لخلق صورة مشوهة للوضع سيُطرح مرة أخرى بالتأكيد، لكن باستخدام نفس اللغة، عليك أن تقول بصراحة إن كل شيء عالق، إن الحكومة الإسرائيلية مهتزة في ساحة المعركة، وهي عالقة في مستنقع من صنعها في غزة، وتسقط على حافة الساحة السياسية والدولية، وهناك شيء آخر يجب أن يقال بصراحة: "لقد تركت حكومة إسرائيل الأسرى يواجهون مصيرهم وأخرجتهم من أولويتها، والآن لم يعد الأسرى حتى من بين الأولويات الثلاث الأولى لإسرائيل".
أسرى الحرب والحرب واليوم التالي للحرب: يجب أن أكون صادقًا، كل شيء عالق في المستنقع
بالأمس، 30 مارس، مرت أربعة أشهر بالضبط على انتهاء وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، أربعة أشهر، ضاع معظمها، حسب مسؤولين كبار، بسبب ما حدث في اجتماعات مجلس الوزراء، ويمارس مجلس الوزراء ومن يرأسه "المهلة" و"العودة" مع الفريق المفاوض الذي ما زال يملك الصلاحيات الكافية للتفاوض سريعاً للتوصل إلى "اتفاق إنساني" وتحرير 40 سجينا.
وقال أعضاء فريق التفاوض في المناقشة التي تأخرت ثلاثة أيام بسبب عطلة السبت، "الشيء الوحيد المُلح، حسب مصدر استخباراتي مطلع، هو أن الأسرى في غزة معرضون لخطر الأذى الجسيم"، لكن مع التفويض والسلطة التي منحها لهم نتنياهو، ليس هناك أي احتمال لموافقة حماس على أي شيء، ورفض نتنياهو منح الفريق المفاوض المزيد من الصلاحيات، وطلب منهم عرض موقفهم، وإذا رفضوا فسوف يعودون إلى "إسرائيل" للحصول على أمر آخر، وكما كان متوقعا، لم تقبل حماس الشروط الإسرائيلية للاتفاق وعاد الفريق إلى "إسرائيل".
في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، بعد أسابيع من الجحيم الذي يعيشه الأسرى في غزة وإضاعة الوقت، تم رفع الحجاب وانحاز نتنياهو بقوة إلى جانب الوزراء المتشددين ضد الصفقة، والآن ننتظر مرة أخرى قطر، الدولة الأقرب إلى حماس، لتنقذنا من أنفسنا وتنضم إلى مصر والولايات المتحدة في عرض الوساطة لسحب العربة العالقة من الوحل.
وينشر الجيش الإسرائيلي أحياناً إعلانات عن مقتل أسير إسرائيلي على يد حماس، لكن في أحد الأيام نشر أحد الباحثين أيضاً هذه القائمة من الأسرى المقتولين مع أسباب وتواريخ وفاتهم وكم عدد الأسرى الذين قتلوا بعد 30 نوفمبر، خلال الأشهر الأربعة السابقة، وكم منهم استشهدوا بنيران الجيش الإسرائيلي، لقد أكدنا باستمرار أن القوة النارية هي ما نحتاجه لتحرير الأسرى، وإذا لم يحررهم ذلك، كما أمر نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء، فلا بد من استخدام المزيد من القوة النارية.
ولقد انضم اثنان من رؤساء أركان الجيش السابقين إلى حكومة نتنياهو لإنقاذ الشعب الإسرائيلي من هذه الأزمة، ولكن مع مرور الوقت أصبح من الواضح أن نتنياهو هو الذي ينام بالفعل على النقالة، وليس جميعنا، وفي مقابلة مؤلمة مع إيلانا ديان، انتقد آيسنكوت بشدة أداء حكومة نتنياهو، بينما قال أيضًا إنه لا يثق بنتنياهو وألمح إلى أنه سيترك الحكومة حتى من دون غانتس.
على الأقل فيما يتعلق بالأسرى، من الصعب تصديق أن الأمور يمكن أن تسوء أكثر، والحقيقة هي أنه لا توجد صفقة لأسرى الحرب، وأسرى الحرب الإسرائيليون يختفون، و"إسرائيل" تتعامل مع أشياء كثيرة، وليس بالضرورة قضية أسرى الحرب فقط، والآن هناك أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي وداخل مجلس الوزراء الحكومي ومجلس الوزراء الحربي، أزمة الثقة هي ضرر رهيب آخر تعرضت له "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)ظ وتحتاج " إسرائيل" الآن إلى قيادة فعالة تركز على مهمتها، لكن الحكومة ليست فعالة.
ولم يحقق الجيش الإسرائيلي أهدافه وفق خططه، ولا يملك سيطرة عملياتية على قطاع غزة بأكمله، حسب ما كان من المفترض أن يتحقق بنهاية المرحلة الثانية من الحرب نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، ووفقاً لمسؤولين كبار في الاستخبارات الأمريكية، قتلت "إسرائيل" ثلث قوات حماس فقط ودمرت ثلث أنفاقها فقط.
منذ منتصف كانون الثاني/يناير، لم يحرز الجيش أي تقدم تقريبًا في قطاع غزة، باستثناء العمليات الميدانية، وترتبط بعض أسباب ذلك بكون نتنياهو لا يرغب في الحديث عن السلطة الفلسطينية وخطة إنهاء الحرب، وإيصال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ولا يريد ان يبذل أي محاولة لحصد ثمار سياسية.
ومن الصعب التخلص من هذا الشعور الذي يقول إن الجيش إذا لم يضرب على الطاولة ويصرخ بأنه يريد اتفاق وقف إطلاق النار، فذلك بسبب إرادة بعض قطاعات قادة الجيش، ومنهم المسؤولون عن هزيمة ال7 من أكتوبر الرهيبة، إنهم يسعون إلى تحقيق نجاح كبير ولن يستسلموا حتى يحققوا شيئًا مهمًا.
هذا الأسبوع قال أحد أكثر الأشخاص خبرة ومعرفة بأمور المفاوضات والأسرى والمختطفين والمفقودين في "إسرائيل" وحتى المفاوضات الحالية: "كل القضايا مترابطة، وأضاف "هناك من لا يريد المضي قدما بنهاية الأمور، لأن نهاية هذه الأشياء هي بداية أشياء أخرى: استقالات ولجان تحقيق وربما إعادة انتخاب".
