الوقت- تزامنا مع صدور القرار في الأمم المتحدة، تتواصل مفاوضات مكثفة لوقف الحرب في قطاع غزة، وهناك احتمال أن يتوصل الطرفان قريبا إلى وقف لإطلاق النار (مؤقت أو دائم)، لكن يعلم الصهاينة أن أي اتفاق يعني فشلهم سيكون معروفاً للرأي العام العالمي.
ورغم الدعم الشامل للتحالف الغربي والعربي والهجمات العنيفة والجرائم غير المسبوقة في قطاع غزة منذ الـ7 من أشهر، إلا أن الصهاينة لم يتوصلوا إلى نتيجة، ولم يكتفوا بعدم النجاح في القضاء على حماس فحسب، بل حشدوا أبناء الشعب الفلسطيني أيضا والعالم ضدهم، وهذه مشكلتهم، ما جعله يشعر بالقلق والغضب الشديد.
والصهاينة، الذين يخشون إعلان الفشل الرسمي في قطاع غزة، يحاولون الآن تخفيف الضغط عن أنفسهم من خلال تكثيف الغارات الجوية على الحدود الجنوبية للبنان، لكنهم واجهوا رداً حاسماً وحازماً من حزب الله في هذا الشأن، والظروف أصبحت صعبة عليهم.
وفي الـ7 من نيسان/ أبريل الماضي، استهدفت مقاتلات الكيان الصهيوني مركز المساعدات (الطوارئ) في بلدة الهبارة جنوب لبنان، واستشهد خلال هذه الهجمات سبعة من موظفي المركز، لكن حزب الله رد على هذا الهجوم في صباح الأربعاء الـ 8 من إبريل للحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
وردا على الغارات الجوية الصهيونية، أطلقت وحدات مدفعية حزب الله أكثر من 40 صاروخا على بلدة كريات شمونة الاستراتيجية في شمال شرق فلسطين المحتلة، وأصابت معظم هذه الصواريخ الأهداف، وهزمت مرة أخرى نظام الدفاع الجوي المعروف باسم القبة الحديدية.
واستهدفت هذه الهجمات مصنعًا للورق وقاعدة عسكرية وعددًا من المنازل السكنية، واعترف الصهاينة بقتل صهيوني واحد فقط وإصابة ما لا يقل عن 6 أشخاص، وحسب مصادر ميدانية، فقد تم استهداف أكثر من 20 مبنى سكنياً خلال القصف المدفعي.
وقال مصدر ميداني يتابع التطورات في جنوب لبنان عن كثب: الصهاينة استهدفوا مركزاً مدنياً في هجماتهم، ورد حزب الله بالمستوى نفسه وتم استهداف مناطق مدنية أيضاً، مبيناً أنه لا يوجد خوف من الكيان صهيوني وأن الحزب يتمسك بالحفاظ على التوازن في جنوب لبنان وشمال الأراضي المحتلة بأي طريقة ممكنة.
وأضاف هذا المصدر الميداني: إن الصهاينة قاموا بإخلاء معظم المستوطنات حتى عمق 15 كيلومتراً من الأراضي المحتلة، ولهذا السبب كانت خسائرهم المدنية في عمليات حزب الله منخفضة، وكانت معظم الإصابات مرتبطة باستهداف مواقع التجمع العسكري في بلدة كريات شمونة.
وحسب هذا المصدر الميداني، فإن هجمات حزب الله الدقيقة والموجهة في المناطق الحدودية أدت إلى تدمير جزء كبير من محطات كهرباء والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، وبعد أسبوع لا يزال الصهاينة يواجهون مشكلة في الانتشار واسع النطاق وانقطاع التيار الكهربائي، وبسبب الخوف من هجمات حزب الله لم ترسل موظفيها لإصلاح التركيبات الكهربائية.
ونفذت مقاتلات الكيان الصهيوني، مساء الأربعاء الـ8 من إبريل، هجمات على بلدتي طير حرفا والناقورة، استشهد فيها 9 عناصر من حزب أمل وحزب الله.
واستهدفت طائرات الاحتلال الصهيوني مقهى في بلدة الناقورة جنوب غرب لبنان، واستشهد خلال هذا الهجوم 4 أشخاص وأصيب 6 آخرون، كما هاجمت مقاتلات صهيونية مركزاً صحياً في مدينة طبريا، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص.
رداً على الهجمات الصهيونية على بلدتي الناقورة وطايرحرفا، استهدفت وحدة الصواريخ والمدفعية التابعة لحزب الله اللبناني بلدتي شلومي وغورين الاستراتيجيتين في الأراضي المحتلة وكبدت الصهاينة خسائر مالية وبشرية كبيرة.
وحسب مصادر ميدانية فإن حزب الله استهدف هاتين المستوطنتين لأول مرة بصاروخ بركان (قصير المدى وذي تدمير شديد) وبناء على المعلومات التي حصل عليها، سقط أحد الصواريخ قرب منزل بن غوريون رئيس مجلس المستوطنة.
تقع بلدة شلومي الاستراتيجية في شمال غرب فلسطين المحتلة وبالقرب من الحدود اللبنانية، وتتصل من المحور الغربي بطريق المدن الساحلية نهاريا – رأس الناقورة المهم ومن المحور الجنوبي بالطريق المهم لمدينة نهاريا الساحلية – روش بينا وهذا الموقع يزيد من أهميتها.