الوقت- بينما يشن الاحتلال موجة جديدة من الهجمات الوحشية ضد مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة منذ الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل المئات من الأشخاص، وقد استشهد مدنيون في هذا المستشفى، أعلن جيش الاحتلال أن العملية العسكرية في مستشفى الشفاء لن تنتهي قبل اعتقال آخر العناصر المسلحة حسب وصفهم، واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء الماضي، مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، بعد حصاره لمدة ستة أيام.
ويذكر أن مجمع الشفاء الطبي يضم نحو 650 مريضًا بينهم 100 من مرضى العناية المكثفة والأطفال الخدج، إضافة إلى نحو 500 من الكوادر الطبية، وبين 4 أو 5 آلاف نازح من الأطفال والنساء وكبار السن، في ظروف صعبة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي جراء نفاد الوقود.
حصار شديد على مستشفى الشفاء
اعتداءات شاملة من قبل الصهاينة على مستشفى الشفاء فيما يوجد المئات من النازحين وأفراد الطواقم الطبية محاصرون في هذا المستشفى وهم تحت حصار شديد.
بينما تواصل قوات الاحتلال حصارها لمجمع الشفاء الطبي لليوم السابع على التوالي، تنشر شبكة الجزيرة معلومات تظهر أن العناصر الصهيونية تهاجم مجمع الشفاء الطبي بوحشية، وسط حريق في المباني المحيطة بهذا المستشفى، كما يقوم الجيش الصهيوني، وبعيداً عن الأنظار الإعلامية، بتدمير مستشفى الحال الواقع بالقرب من مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وتبين هذه المعلومات أن عناصر جيش الاحتلال يقومون بإحراق الأحياء الحيوية أجزاء من المستشفى منذ الأسبوع الماضي، ويعتبر مستشفى الشفاء أحد مباني قسم الجراحة التخصصية.
وحسب إعلان وزارة الصحة بغزة، فإن 5 من المصابين متواجدين في المستشفى توفو في مجمع الشفاء الطبي بسبب خطورة إصاباتهم وبسبب الحصار، حيث ظل هؤلاء الجرحى محاصرين لـ 6 أيام متتالية داخل المستشفى دون أي ماء أو غذاء أو مرافق طبية.
وتطالب الوزارة كل المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الطواقم الطبية وإنقاذ الأرواح، والمرضى النازحين والسجناء في مستشفى الشفاء.
جرائم الاحتلال البشعة في مستشفى الشفاء
أعلن سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن المئات من المدنيين يتعرضون لمضايقات من قبل قوات الاحتلال داخل مجمع الشفاء الطبي، وبدأ الصهاينة بذبح المدنيين في هذا المستشفى منذ الأسبوع الماضي، إضافة إلى أنهم يستهدفون بشكل مستمر كامل المنطقة المحيطة بهذا المجمع الطبي، وأعلنوا أن قوات الاحتلال ذبحت كل من رأته أمامها في المستشفى، وقام عناصر العدو بإضرام النار في أحد مباني مستشفى الشفاء حيث كان يختبئ 65 عائلة ثم أجبروا جميع هذه العائلات على مغادرة المستشفى.
صرخة الجريمة في غزة... على الرؤوس العربية أن ترفع قبعاتها!
أفاد جهاد أبو شنب، أحد الصحفيين الذين كانوا داخل باحة مستشفى الشفاء، لقناة الجزيرة بأن العشرات من العائلات منذ 6 أيام محاصرون في المنازل والأحياء القريبة من مستشفى الشفاء ويتعرضون للقصف المدفعي الهمجي.
مستشفى الشفاء يتعرض للحصار والهجمات الوحشية من قبل جيش الاحتلال منذ بداية الأسبوع الماضي، واستشهد المئات من الطواقم الطبية حتى الآن، كما استشهد أو أصيب المرضى واللاجئون داخل المستشفى.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرانوت أمس بيان الكيان الصهيوني واعترف الجيش بأن نحو 170 فلسطينيا قتلوا في الهجوم على مستشفى الشفاء كما تم اعتقال أكثر من 800 آخرين وهم قيد التحقيق.
في هذا البيان الصادر عن المتحدث باسم الجيش الصهيوني، من المعترف به أن الجيش الإسرائيلي استخدم الصواريخ ونيران القناصة والمروحيات في هجومه على مستشفى الشفاء، 35 منها حدثت خلال الـ 24 ساعة الماضية.
إعدامات وتنكيل وحرق
وفي هذا السياق، أعربت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فجر الأحد عن استهجانها إزاء "الصمت الدولي الرسمي" على الكارثة الإنسانية التي يصنعها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى الشفاء ومحيطه.
وقالت الحركة في بيان: "إنّ جرائم الحرب البشعة من إعدامات وتنكيل وحرق للمنازل مع أصحابها ومحاصرتهم دون ماء أو غذاء أو دواء وإخلائهم قسريًا وسط زخات الرصاص والقذائف، تتواصل من دون أن تجد هذه الأفعال النازية أي رد فعل من المجتمع الدولي أو مؤسسات الأمم المتحدة المعنية أو المنظمات الإنسانية الدولية".
وأضافت الحركة: "إننا نطالب أمتنا العربية والإسلامية، وأحرار العالم، وجماهير شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتلّ، بالتحرّك الفوري على كل الأصعدة، لتشكيل أكبر حالة ضغط على مصالح الاحتلال وداعميه، وبذل الجهود لإسناد شعبنا في قطاع غزة، في معركته ضد آلة القتل والإبادة الصهيونية".
وأكدت أنّ "هذه الجرائم البشعة، لن تكسر من عزيمة شعبنا وصموده وثباته على أرضه، وتمسّكه بحقّه في الحرية وتقرير المصير"،
حسب البيان.
سياسة ممنهجة
الانتهاكات الإسرائيلية للقطاع الصحي في غزة لم تعد بالأمر الجديد، بل هي ضمن سياسة ممنهجة اعتمدها الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان.
الاحتلال الإسرائيلي يدرك بشكل كبير جدًا أنه يرتكب جريمة يحاسب عليها القانون، وبالتالي فهو يذهب إلى تغليف هذا السلوك الإجرامي بأهداف سياسية.
رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي تحدث عن أن الهدف الأساسي من العملية في مجمع الشفاء هو لامتلاك ورقة ضغط على طاولة المفاوضات، ولكن التبرير لن ينطلي على أي مراقب، فهو من أجل إرسال رسائل للمجتمع الإسرائيلي الداخلي في ظل حالة الفشل الكامل.
الجيش الإسرائيلي لا يبحث في عمليته بمجمع الشفاء الطبي عن أهداف تكتيكية أو مرحلية، بل هو يبحث هذه المرة عن هدف إستراتيجي في إعادة بنية مركزية وأساسية تتعلق في إعادة الاحتلال إلى التحكم بكل مجريات قطاع غزة، وبالتحديد منطقة شمال ووسط القطاع.
"الاحتلال يحاول الحصول على إنجاز بأي شكل "
الجيش الإسرائيلي يتحرك في قطاع غزة دون أي هدف، ويحاول بأي شكل من الأشكال الحصول على إنجاز، ويبحث عن شكل من أشكال النصر سواء بالوصول إلى أشخاص بعينهم، أو محاولة الحصول على ما يسميها معلومات استخباراتية تفيده في ملفات أخرى، بما فيها ملف الجنود والأسرى.
الاحتلال لا يزال يراوغ في النقطة نفسها بملف المفاوضات، ويحاول أن يترجم ما يحدث في الميدان بعملية التفاوض والجيش الإسرائيلي كان يتحضر للهجوم على مجمع الشفاء الطبي في محاولة منه للحصول على إنجاز والمراوغة في ليلة ذهاب الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة.
وما نشر أيضًا حول الموقف الإسرائيلي من القضايا المطروحة في عملية التفاوض يدلل على أن هناك مراوغة إسرائيلية متواصلة على كل المستويات العسكرية والسياسية لمحاولة تحقيق أي شكل من أشكال الإنجاز، حتى لو كان بعد خمسة أشهر من الحرب على غزة.
"جرائم حرب يجب أن يُحاكم عليها الاحتلال"
إن إستراتيجية أي احتلال لتهجير المدنيين هي ضرب المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس، وضرب الأسواق التجارية، والمدنيين بعد ذلك لا يعود لديهم شيء من مقومات الحياة ليبقوا في مكانهم فيسهل على الاحتلال تهجيرهم.
كل ذلك يدل على جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب يجب أن يُحاكم عليها الاحتلال، ويجب على المجتمع الدولي والضمير العالمي أن يقول الحقيقة ويوقف هذا العدوان.
كما أن منع الاحتلال وصول الدواء إلى المرضى جريمة ضد الإنسانية، لم يسبق لها مثيل، والهدف هو إخلاء قطاع غزة كليًا، وقد يكون له مشاريع أخرى للمستوطنين أو الاستيلاء بشكل كامل على قطاع غزة.