الوقت - في شباط/فبراير من هذا العام، استهدف مقاتلو جبهة المقاومة العراقية، في عملية دقيقة وغير مسبوقة، المناطق التي يحتلها الجيش الأمريكي في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق بطائرة دون طيار، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم.
وخلال هذه العملية الخاصة، اخترقت الطائرات دون طيار منظومة الدفاع الجوي، وأصابت بدقة موقع القوات الأمريكية في قاعدة الركبان شمال شرق الأردن (الريف الجنوبي لمنطقة التنف جنوب شرق محافظة حمص السورية)، وألحقت خسائر مادية وبشرية فادحة بالاحتلال الأمريکي.
وحسب مصادر ميدانية، فإن عمليات قوات جبهة المقاومة العراقية لم تقتصر على قاعدة الركبان، بل تم استهداف مواقع قوات الاحتلال الأمريكي في قاعدة التنف بطائرات مسيرة، وكان هذا الهجوم بمثابة رسالة واضحة لواشنطن، بأنها الداعم الرئيسي للصهاينة لاستمرار الحرب في قطاع غزة.
وأشار مصدر ميداني إلى أهمية عمليات قوى المقاومة في هذا المحور، وقال: تشكل القواعد الثلاث، وهي الركبان والتنف والزكف، نقاط الوصل للقوات الأمريكية في المثلث الحدودي الذي يضم سوريا والأردن والعراق، وهذا الأمر ضاعف من أهمية هذه القواعد.
وأضاف هذا المصدر الميداني: في عام 2017، وبعد العمليات التي تم خلالها تحرير أجزاء واسعة من شمال ووسط وشرق سوريا من وجود العناصر الإرهابية، كانت القوات السورية وقوات المقاومة تحاول التحرك نحو هذا المثلث الحدودي، قبل بدء عملية فك الحصار عن دير الزور وتطهير مدينة البوكمال (آخر قاعدة تمركز لتنظيم داعش الإرهابي).
وأوضح المصدر الميداني أن عملية تطهير منطقة التنف بمحافظة حمص من وجود تنظيمي أحرار الشرقية وجيش السنة الإرهابيين، كانت على جدول الأعمال، وقال: إن قوات الاحتلال الأمريكي في هذه المنطقة قامت بدعم الإرهابيين، ومنعت العمليات من خلال تعطيل هذا المحور.
وحسب هذا المصدر الميداني، فإنه بتطهير هذه المنطقة سيتم ربط بغداد والرمادي والرطبة ومنفذ الوليد الحدودي بمنطقة التنف وحمص وطرطوس والبحر الأبيض المتوسط، أو الطريق الثاني (دمشق، بيروت، البحر الأبيض المتوسط)، وهو ما يعني ربط طهران بالبحر الأبيض المتوسط، وهو ما من شأنه أن يغير المعادلات الاقتصادية في المنطقة والعالم.
ولم يكن من الممكن في هذه المرحلة تطهير هذا المحور، لكن قوى جبهة المقاومة اختارت مساراً آخر، وبتطهير مدينة البوكمال والسيطرة على معبر القائم الحدودي في العراق، تمكنوا من ربط الدول الثلاث إيران والعراق وسوريا (طهران – البحر الأبيض المتوسط).
حالياً، تظهر الأدلة الميدانية أن عناصر سرية من تنظيم "داعش"، وبدعم من الأمريكيين، يقومون بتنظيم هجمات في محيط منطقة التنف المحتلة، والمحور الجنوبي الشرقي لمعبر طريبيل – الوليد (قرب الحدود السورية)، أو من مناطق بادية حمص ووادي الوليج والصرائم وزبية جنوب سوريا، للدخول إلى محافظة الأنبار العراقية.
وتربط المناطق الواقعة بين معبر القائم (غرب الأنبار) ومعبر الوليد الحدودي (جنوب غرب الأنبار)، حدود مشتركة يبلغ طولها نحو 230 كيلومتراً مع جنوب محافظة دير الزور، وجنوب وجنوب شرق محافظة حمص، ويزيد هذا الوضع من أهمية هذا الشريط الحدودي المشترك بين سوريا والعراق، والذي يعدّ حالياً مكاناً للأنشطة المشتركة للأمريكيين وإرهابيي "داعش".