الوقت- يتوقع البعض مثل مشعان المزروعي، أستاذ الجغرافية السياسية، أن يحقق الحزب الجمهوري فوزا حاسما في الانتخابات الأمريكية المقبلة عام 2024، لأن الديمقراطيين فشلوا حتى الآن فشلا ذريعا في عهد بايدن، وحسب موقع الوقت الاخباري، ليس من السهل عادة التنبؤ بالتطورات المستقبلية، لكن الآن ونحن في بداية العام 2024، يقيّم بعض الخبراء تطورات العام المقبل بأنها أكثر توتراً. والواقع أن عام 2024 سيشهد على الأرجح العديد من الأحداث الساخنة والمرتقبة، ولعل أبرزها الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فضلاً عن مصير الغزو الإسرائيلي لغزة، والأزمات الاقتصادية في الصين، ويتوقع المراقبون أن يكون عام 2024 أكثر توتراً مع ما يشهده العالم من تطورات متزايدة وتحديات متعددة في منطقة الشرق الأوسط، وسنذكر في هذا التقرير أربعة توقعات مهمة بشأن عام 2024 حسب التقارير العالمية.
أولاً: عام هزيمة ترامب أو انتصاره
مع بداية عام 2024، نشرت العديد من الصحف الأمريكية والغربية أبرز توقعاتها للعام الجديد، ومن بين أمور أخرى، توقعت صحيفة فايننشال تايمز الإنجليزية، أن يخسر "دونالد ترامب"، الرئيس السابق للولايات المتحدة، في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر المقبل، وحسب هذه الصحيفة، فإن "جو بايدن"، الرئيس الحالي للولايات المتحدة، هو الذي سيفوز بالانتخابات.
ويأتي هذا التوقع في وقت يتوقع البعض، مثل مشعان المزروعي، أستاذ الجغرافية السياسية، أن يحقق الحزب الجمهوري فوزا حاسما في الانتخابات الأمريكية المقبلة عام 2024، لأن الديمقراطيين فشلوا حتى الآن فشلا ذريعا في عهد بايدن، و في الوقت نفسه يقول هذا الخبير لبعض وسائل الاعلام: "حسب الحديث عن إعادة بناء وبناء الكيان العالمي فإن السياسة الأمريكية تراجعت بشكل كبير وهناك توقعات كثيرة بأن الكيان العالمي سيصبح متعدد الأقطاب وستضطر أمريكا إلى لاتخاذ خيارات صعبة بسبب فشلها في اتخاذ قرارات جريئة وقوية وحاسمة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط". ويوضح المزروعي أن ما حدث من جانب الديمقراطيين في منطقة الشرق الأوسط هو إخفاقات وخسائر متتالية، وسيكون لذلك تأثير كبير على الانتخابات الأمريكية المقبلة وسيزيد من صعوبة مهمة بايدن، وأضاف: "حتى اللوبي العربي مناهض تماما لسياسات بايدن في الشرق الأوسط".
ثانياً: عام تعزيز مكانة روسيا في أوكرانيا
وترى صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية في تحليلها لمستقبل الحرب في أوكرانيا عام 2024، أن "فلاديمير بوتين"، رئيس روسيا، سيواصل ترسيخ النجاحات التي حققها في أوكرانيا العام الماضي، وحسب هذا التقرير فإن روسيا ستبذل كل طاقتها للحفاظ على المكاسب في أوكرانيا وحتى الجيش الروسي سيتجه للهجوم، وسيكون هذا الوضع بمثابة هدية لبوتين في عام الانتخابات الرئاسية.
كما ترى الصحيفة الفرنسية أن دخول ترامب إلى البيت الأبيض سيعني "أكبر هدية" لروسيا، إذ إن ترامب غير مهتم بدعم أوكرانيا، وفي وقت سابق، ذكرت شبكة NBC الأمريكية أن السلطات الأمريكية والأوروبية بدأت مفاوضات مع السلطات الأوكرانية لبحث إمكانية تسليم أجزاء من أراضي البلاد ضمن اتفاق السلام مع روسيا.
ثالثاً: عام الحرب العالمية الثالثة
كما أن هناك الكثير من المعطيات تشير إلى أن العام الحالي قد يشهد حرباً عالمية ثالثة بين القوى العالمية، وقد تم تسليط الضوء على الصراع في بحر الصين الجنوبي بين الولايات المتحدة والصين، والولايات المتحدة عازمة على الحفاظ على هذا التوتر مع الصين في بحر الصين الجنوبي، وهذا سيقود واشنطن إلى خلق حالة صراع، ومن ناحية أخرى، فإن الصراعات في الشرق الأوسط بين "إسرائيل" وغزة لديها إمكانية أن تمتد إلى ما هو أبعد من حدود غزة، وفي هذه الحالة فإن دخول الولايات المتحدة في حرب إقليمية سيكون أمرا لا مفر منه.
رابعاً: عام بلا إنجازات في استمرار حرب غزة
بدأ العام 2024 في ظروف استثنائية وغير مسبوقة بالنسبة لفلسطين، وتستمر الحرب على غزة منذ ثلاثة أشهر، ولا يوجد أمل كبير في تخفيف حدة التوتر بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وتشير العديد من التقارير الرسمية وغير الرسمية إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سيستمر طوال عام 2024، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في 31 كانون الأول/ديسمبر: إن "أهداف الحرب الحالية تتطلب الاستعداد لصراع طويل الأمد"، وأشار إلى استمرار الحرب خلال العام الجديد. كما وافق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الشهر الماضي، على تعديلات على قانون الموازنة العامة لهذا الكيان لاستمرار الحرب في عام 2024، وهو ما يعد علامة أخرى على استمرار الحرب في قطاع غزة في العام الجديد، وفي المقابل، لم تحقق تل أبيب أيًا من أهدافها في غزة حتى الآن، والضغط وعدم الرضا في الداخل سيجعل القادة العسكريين والسياسيين في الكيان الصهيوني ما زالوا يرغبون في مواصلة الحرب في غزة رغم عدم تحقيق أي إنجازات.