الوقت- يعتزم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" زيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لبحث حرب غزة والتطورات الدولية الأخرى والعلاقات الثنائية، وأعلن الكرملين أن فلاديمير بوتين سيسافر إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يوم الأربعاء لمناقشة الحرب بين "إسرائيل" وحماس، وسيستضيف الأسبوع المقبل نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو، ويقال إن رحلات بوتين إلى البلدين العربيين ورحلات العودة إلى موسكو تستغرق 24 ساعة، حيث إن الرئيس الروسي لديه أحداث مهمة أخرى على جدول أعماله في اليوم التالي.
الحديث عن الحرب في غزة
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم الثلاثاء إن المحادثات في أبو ظبي والرياض ستركز على العلاقات الثنائية والحرب بين "إسرائيل" وحماس.
ولطالما سعت روسيا إلى زيادة نفوذها في الشرق الأوسط، ويبدو أن الحرب الحالية في غزة دفعت موسكو إلى زيادة أنشطتها في المنطقة، ويرى خبراء "جيمس نيكسي" و"نيكولاي كوزانوف" في تشاتام هاوس أن روسيا لا تربطها رابطة وولاء عميقان مع "إسرائيل" مثل الولايات المتحدة، كما أن الطريقة التي اتبعتها ضد حرب غزة تختلف عن نهج الغرب و الولايات المتحدة، والحقيقة أن رد فعل الروس على حرب غزة كان مختلفاً مقارنة بردة فعل الغرب والولايات المتحدة، حتى أنهم استضافوا وفداً من جماعة المقاومة حماس في موسكو الشهر الماضي في الوقت نفسه الذي تزامنت فيه العملية التي يشنها النظام الصهيوني في غزة، وأظهرت هذه الاستضافة أن الروس غير قلقين من رد فعل تل أبيب على علاقاتهم مع حماس، كما أن علاقات موسكو الباردة مع تل أبيب ليست ذات أهمية كبيرة بالنسبة للكرملين.
وحاولت روسيا أيضًا الحفاظ على علاقات إيجابية مع القادة الفلسطينيين في الماضي، وألقت باللوم على واشنطن في هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس، والذي يطلق عليه الفلسطينيون طوفان الأقصى، وبعد ثلاثة أيام من مقتل 1200 إسرائيلي، قال بوتين ببرودته الشهيرة في لقاء مع رئيس الوزراء العراقي: "أعتقد أن الكثيرين سيتفقون معي على أن هذا مثال واضح على سياسة الولايات المتحدة الفاشلة في الشرق الأوسط"، والتي حاولت "احتكار حل أزمة فلسطين"، وحتى بعد هذه التصريحات، فإن استضافة موسكو لوفد من «حماس» في 26 أكتوبر/تشرين الأول، بعد نحو أسبوعين من اقتحام الأقصى، أثارت غضب المسؤولين في تل أبيب، وبطبيعة الحال، فإن هذا النهج الروسي تجاه تل أبيب ليس غريبا إلى حد كبير، الحليف الرئيسي ل"إسرائيل" هو الولايات المتحدة، والعدو الرئيسي لروسيا هو الولايات المتحدة، وفي وقت سابق نقلت رويترز عن كلام "سيرجي ماركوف"، المستشار السابق للكرملين، قوله إن إيران، باعتبارها حليفة لحماس، هي أيضا حليفة لروسيا، ولذلك فإن مواقف روسيا من التطورات في فلسطين مختلفة تماما مقارنة بمواقف الدول الغربية والولايات المتحدة، ويبدو أن هذا التوجه أكثر توجها نحو فلسطين.
قضية النفط
وبطبيعة الحال، لن تكون قضية فلسطين وحدها هي التي ستتم مناقشتها خلال زيارة بوتين إلى أبو ظبي والرياض، ومن المفترض أيضًا أن تتم مناقشة سعر النفط في اجتماع الرئيس الروسي مع قادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، روسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جميعها أعضاء في أوبك +، وهي مجموعة من الدول المنتجة للنفط، وفي الأسبوع الماضي، وافق أعضاء أوبك+ طوعا على خفض الإنتاج للمساعدة في تعزيز أسعار النفط العالمية، وهو القرار الذي يبدو أنه تم تنسيقه من قبل موسكو وأبو ظبي والرياض.
السفر إلى الولايات المتحدة
وسيدخل بوتين أولاً إلى الإمارات العربية المتحدة ثم يتوقف لفترة قصيرة في المملكة العربية السعودية للتحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقال يوري أوشاكوف، مساعد بوتين، لوسائل الإعلام الروسية: "آمل أن تكون هذه المحادثات مفيدة للغاية، ونحن نعتبرها مهمة للغاية"، وفي الوقت نفسه فإن رحلة بوتين الحالية مهمة لأنه نادراً ما سافر إلى الخارج في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وكانت آخر رحلة قام بها بوتين خارج الاتحاد السوفيتي السابق إلى الصين في أكتوبر، كما رفض بوتين المشاركة في اجتماع مجموعة البريكس في جنوب أفريقيا قبل شهرين، لأن بعض المصادر الجنوب أفريقية كانت قد أثارت احتمال اعتقال بوتين بسبب حكم المحكمة الجنائية الدولية بشأن الحرب في أوكرانيا، ومع ذلك، فإن بوتين لا يشعر بالقلق بشأن السفر إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ويعتبر كلا البلدين حليفين مقربين له، وفي الوقت نفسه، لم توقع أي من الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية على معاهدة إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ما يعني أن هذه الدول ليست ملزمة باحتجاز الرئيس الروسي إذا دخل بوتين أراضيها، وكانت آخر رحلة لبوتين إلى المنطقة -أيضًا إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية- في عام 2019. ومع ذلك، يجري بوتين اتصالات منتظمة مع القادة العرب على هامش الأحداث الدولية الأخرى.
وينبغي أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن جهود بوتين لتعزيز علاقاته مع الدول الخليجية ودول الشرق الأوسط الأخرى هي جزء من جهوده لإظهار أن جهود الولايات المتحدة والغرب لعزل موسكو من خلال العقوبات بسبب الحرب مع أوكرانيا قد فشلت.