الوقت - بعد سبعة وأربعين يوماً من قصف غزة، وافق الصهاينة أخيراً على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
الهدنة التي أعلنت تل أبيب من قبل أنها لن ترضخ لها أبدًا وستستمر في الحرب علی غزة حتى يتم القضاء على حماس، تم التوصل إليها أخيرًا في غزة، ولم يتمكن الکيان الصهيوني من تحقيق أهدافه في تدمير حماس.
تمت مناقشة وقف إطلاق النار في غزة قبل يومين، وأخيراً أعلن مكتب نتنياهو قبول وقف إطلاق النار هذا في بيان له صباح الأربعاء.
بيان مكتب نتنياهو ورد فعل الولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة
أعلن مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، وحسب البيان الصادر عن مكتب نتنياهو، صوت مجلس الوزراء لمصلحة اتفاق يضمن إطلاق سراح بعض الأسرى في غزة.
ومن المفترض أيضًا أن يتم إطلاق سراح 50 امرأة وطفلًا إسرائيليًا خلال 4 أيام، والتي ستتوقف خلالها الصراعات في غزة، ويتضمن هذا الاتفاق أيضًا إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال دون سن 19 عامًا.
كما يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار دخول مئات شاحنات المساعدات الإنسانية والمساعدات والأدوية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة دون استثناء، ويتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار من الجانبين، ووقف جميع الأعمال العسكرية التي يقوم بها "الجيش" في كل مناطق قطاع غزة، ووقف حركة الآليات العسكرية في غزة.
وتفاعل مسؤول حكومي في أمريكا مع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأعلن تفاصيله، وقال هذا المسؤول الأمريكي الكبير، الذي لم يذكر اسمه، إن اتفاق وقف إطلاق النار يتعلق بالمرحلة الأولى، وهي تبادل الأسرى بين طرفي الصراع في غزة.
وحسب هذا المسؤول الأمريكي، فإن من بين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، امرأتان أمريكيتان وطفل، وأضاف هذا المسؤول الأمريكي عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: "الإعلان الرسمي عن تبادل الأسرى سيتم بعد تلقي رد تل أبيب عبر دولة قطر، ستبدأ عملية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بعد 24 ساعة من الإعلان الرسمي عن الاتفاق، ومن المرجح أن تبدأ عملية تبادل الأسرى صباح الخميس، وفي حال إحراز تقدم في المرحلة الثانية من الاتفاق، فمن الممكن تمديد فترة وقف إطلاق النار".
وتابع المسؤول الأمريكي: "كما ستواصل حكومة الولايات المتحدة العمل على الخطوات التالية للاتفاقية حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، إننا نقدر جهود الحكومة القطرية في هذه المرحلة من المفاوضات، وإذا تم إطلاق سراح المزيد من السجناء، فسيتم تمديد وقف إطلاق النار لبضعة أيام، وستتوقف العمليات العسكرية بشكل كامل".
إيضاحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صباح الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني، وقالت إنه خلال هذه الفترة ستتوقف الاشتباكات وكل الهجمات التي يشنها جيش الاحتلال.
وجاء في بيان حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس): "بعد أيام طويلة من المفاوضات الصعبة والمعقدة، نعلن أننا توصلنا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار الإنساني لمدة أربعة أيام، والذي تم تحقيقه بجهود مكثفة من قطر ومصر، وبموجب هذا الاتفاق، سيتم إدخال مئات الشاحنات الخاصة المحملة بالمساعدات والوقود إلى كل مناطق غزة دون استثناء شمالاً وجنوباً، وسيتم خلالها إطلاق سراح 50 أسيراً من أسرى الاحتلال من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح 150 امرأةً وطفلاً فلسطينياً".
وأضافت حماس في بيانها: "كما سيتم إيقاف كل تحركات طائرات الاحتلال في الجنوب لمدة أربعة أيام، وبموجب هذا الاتفاق، يتعهد المحتلون بعدم الاعتداء على أي شخص في كل مناطق قطاع غزة، وضمان حرية تنقل السكان من الشمال إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين، إن بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى كتبت بناءً على منظور المقاومة والمطالب الواضحة، بأن هدفها خدمة الشعب وتعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الغزاة، ورغم وقف إطلاق النار هذا، فإننا نؤكد أن يدنا على زناد السلاح، وكتائب عز الدين القسام تتربص بالمعتدين للدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته ضد المعتدين".
وقف إطلاق النار يرمز إلى فشل أهداف تل أبيب في غزة
رغم أن هجمات الکيان الصهيوني على غزة خلفت أكثر من 14 ألف شهيد، أكثر من 8 آلاف منهم من النساء والأطفال، ولكن مجرد قبول تل أبيب لوقف إطلاق النار في غزة، يظهر فشل الصهاينة في تحقيق أهدافهم في الهجمات على غزة.
في بداية الهجمات على قطاع غزة، أعلن الکيان الصهيوني عن ثلاثة أهداف مهمة في الهجوم على غزة: أولاً، تدمير حماس؛ ثانياً السيطرة الكاملة على قطاع غزة؛ وثالثاً إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وخلافاً للأهداف الثلاثة المذكورة أعلاه، فإن الأمور التالية جعلت تل أبيب توافق على وقف إطلاق النار في غزة:
استمرار نشاط حماس رغم قصف غزة: لقد تم القبول بوقف إطلاق النار في غزة، بينما لم تتمكن تل أبيب من تحقيق أي من أهدافها في قصف غزة، خلال الـ 46 يومًا الماضية، وبالتزامن مع احتلال غزة ووجود القوات العسكرية الصهيونية في غزة، تم إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه المدن المحتلة.
وقد جعلت قوات القسام سماء تل أبيب غير آمنة يوم الاثنين الماضي، وأظهرت أنها لا تزال صاحبة المبادرة في الحرب رغم احتلال غزة، ولذلك، وخلافاً للهدف الذي أعلنته تل أبيب، فإن 46 يوماً من قصف غزة، لم يؤد إلى القضاء على حماس وتدميرها في قطاع غزة.
عدم السيطرة على قطاع غزة رغم المعركة البرية: حتى المعركة البرية في غزة لم تتمكن من وضع هذا القطاع تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، ورغم أن الصهاينة يقومون بدوريات في شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، إلا أنهم ما زالوا لا يسيطرون بشكل كامل على شمال قطاع غزة.
عدم إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين: قبل أسبوعين، صرح يوآف غالانت، وزير الحرب في الکيان الصهيوني، أن الشرط الوحيد لوقف إطلاق النار هو إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، لكن في الوقت الحالي، قبلت تل أبيب وقف إطلاق النار بإطلاق سراح 50 سجيناً من قبل حماس فقط، وفي غضون ذلك، أُعلن أن إجمالي عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة يزيد على 200 شخص.
ضغوط الرأي العام العالمي: إن دعم الدول الغربية والولايات المتحدة للکيان الصهيوني خلال الحرب على غزة، أدى إلى تشويه شعارات حقوق الإنسان الغربية.
فبينما خرجت مظاهرات مؤيدة لفلسطين في أكثر من 90 دولة في العالم للمطالبة بوقف قصف غزة، تزايدت الضغوط على تل أبيب لوقف الحرب في غزة، ومن ناحية أخرى، كانت إدارة بايدن في الولايات المتحدة قلقة أيضًا من تراجع مكانتها في الرأي العام الداخلي للولايات المتحدة، بسبب القصف المستمر على غزة.
خلال الأسبوع الماضي، نظمت مدن شيكاغو ونيويورك ولوس أنجلوس وفلوريدا احتجاجات دعماً لغزة ووقف القصف، كما أثارت صحيفة واشنطن بوست احتمال خسارة الديمقراطيين وإدارة بايدن في الانتخابات المقبلة بسبب قصف غزة.
ولذلك، فإن ضغوط الرأي العام العالمي دفعت الولايات المتحدة أيضاً إلى الضغط على حكومة نتنياهو لوقف قصف غزة، وقبول وقف إطلاق النار.