الوقت- تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ41، حيث اقتحمت قوات الاحتلال للمرة الثانية مجمع الشفاء، ولكن هذه المرة من جهة الجنوب، وذلك بعد يوم من اقتحامه ومحاصرته بالدبابات.
أوضح رئيس قسم الحروق أحمد المخللاتي، في مجمع الشفاء، أن الجرافات الإسرائيلية اقتحمت المجمع من المدخل الجنوبي، في حين أكد رئيس قسم جراحة العظام في المجمع عدنان البرش أن قوات الاحتلال قامت بتخريب أجهزة طبية خلال اقتحامها لمجمع الشفاء الطبي، مؤكدًا أنها قامت بمسرحية مكشوفة وقال: "لا تنقصنا الحضانات للأطفال؛ بل ينقصنا الأمان والوقود".
واعتقلت قوات الاحتلال اثنين من الطواقم الصحية الهندسية، وهما فني ميكانيكي المولدات الكهربائية الوحيد وفني محطات الأكسجين الوحيد المتواجدين في المجمع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن هذا الاعتقال يضع المجمع أمام تحديات خطيرة؛ حيث تتعرض التجهيزات الطبية والفنية إلى أعطال كثيرة نتيجة القصف. وأضافت إن الاحتلال عمد خلال توغله لمباني مجمع الشفاء إلى إحداث التخريب في أجهزة الأشعة والعديد من الأجهزة الطبية الموجودة في الطابق السفلي لمبنى الجراحات التخصصي. وتابعت: "الأضرار تتضمن تخريب جهاز الأشعة المقطعية وجهاز الرنين المغنطيسي في مجمع الشفاء".
وبدوره وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مزاعم جيش الاحتلال بشأن العثور على أسلحة، في مجمع الشفاء، "مسرحية هزلية مثيرة للسخرية".
وقال المكتب الإعلامي إن "مزاعم جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بشأن ما يقول إنه وجده في مجمع الشفاء الطبي فبركة لا تنطلي على أحد، وهي مسرحية هزلية مثيرة للسخرية والتندر". وتابع: "وكنا نتوقع أن يُحضر معه مجموعة من الأسلحة ويضعها أينما شاء وبطريقة معينة ثم يقوم بتصويرها وبثها على أنها حقائق، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة، وكان يظهر كذبه في كل مرة". وتابع: "ونحن نرى ذلك إفلاسًا واضحًا وفشلًا للدعاية وللرواية الزائفة التي كان يخطط الاحتلال لإثباتها أمام الرأي العام".
من جهتها، رأت الفصائل الفلسطينية ما نشره الاحتلال بشأن العثور على أسلحة في مستشفى الشفاء "إفلاسًا وفشلًا وعجزًا".
وقالت: "نتساءل عن عدم استجابة الأمم المتحدة بإرسال فريق إلى مجمع الشفاء للتأكد من خلوه من الأسلحة، كما نتساءل عن عدم استجابة الأمم المتحدة بإرسال فريق إلى مجمع الشفاء للتأكد من خلوه من الأسلحة". وأكدت أن المشافي مخصصة فقط للعمل الصحي، ولم تُستخدم لأي أغراض تتنافى وهذه المهام.
ونفّذت الطائرات الحربية الصهيونية، فجر اليوم، سلسلة غارات وأحزمة نارية على مدينة غزة والشمال.
وأفادت مصادر محلية عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين بقصف صهيوني على في محيط محطة الوسطى للبترول. كما قصفت مدفعية الاحتلال، بشكل مكثف وعشوائي، شرق المنطقة الوسطى من القطاع.
كذلك أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع عدد الشهداء، في قطاع غزة منذ بداية العدوان، إلى 11 ألفا و500، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، وإصابة 29 ألفا و800 أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.
وقالت وزارة الصحة إنها تواجه، لليوم الرابع على التوالي، تحديات في تحديث أعداد الضحايا بسبب انهيار الخدمات والاتصالات.
كما أشار المكتب الإعلامي الحكومي إلى ارتفاع إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال إلى 1,200 مجزرة، وبلغ عدد المفقودين 3,640 مفقودًا، منهم 1770 طفلًا ما يزالونا تحت الانقاض.
وبيّن أن عدد المقرات الحكومية المدمرة بلغت 95 مقرًا حكوميًا، و255 مدرسة، منها 63 مدرسة خرجت عن الخدمة، كان آخرها استهداف الاحتلال لمدرسة الموهوبين في حي الشيخ رضوان، والتي ارتكب داخلها مجزرة أسفرت عن استشهاد عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال محروقون ومتفحّمون.
وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا كليًا 74 مسجدًا، و162 مسجدًا تعرض للتدمير الجزئي، إضافة إلى استهداف ثلاث كنائس.
من جانبه أعلن المكتب الإعلامي خروج 25 مستشفى عن الخدمة، إضافة إلى 52 مركزًا صحيًا، كما واستهدف الاحتلال 55 سيارة إسعاف.
وقال في تقرير: "نفذ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة تاريخية عندما اقتحم مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، حيث هدم جدار المستشفى ودخلت الدبابات ومئات الجنود مدججين بالأسلحة المختلفة وترافقهم الطائرات المسيّرة مع اعتلاء القناصة لأسطح المكان".
وأضاف: "اعتدى جنود جيش الاحتلال بالضرب على العديد من المرضى والجرحى والنازحين وعدد من الطواقم الطبية والتمريضية داخل مجمع الشفاء الطبي، وأجبروهم على خلع ملابسهم ووجهوا لهم الإهانات والشتائم، وطلبوا من الطواقم الطبية النزول من أماكن عملهم في المباني الطبية من أجل إجراء التحقيق معهم تحت تهديد القتل والسلاح".
حمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الصهيوني والمجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب المنظّمة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد المستشفيات، وضد مجمع الشفاء الطبي على وجه الخصوص، وضد المدنيين والأطفال والنساء، "كما وندين التواطؤ الدولي مع الاحتلال ومساندته على كل المستويات لاستهداف المستشفيات والمنازل الآمنة بالطائرات والصواريخ".
وطالب دول العالم الحرّ بلجم الاحتلال والضغط عليه بكل الوسائل من أجل الوقف الفوري لحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها بالطائرات والدبابات وبأبشع الصور والمشاهد، في صورة تتناقض مع القوانين الدولية والعالمية كافة.
وطالب، وبشكل عاجل وفوري، بفتح معبر رفح بشكل دائم لكي يكون ممرًا آمنًا تتدفق من خلاله المساعدات والإمدادات الطبية للمستشفيات والمراكز الإغاثية المختلفة. كما طالب، بشكل فوري، بإدخال الوقود إلى المستشفيات في قطاع غزة قبل تفاقم الكارثة الإنسانية وحتى تستطيع الطواقم الطبية تقديم الخدمة الطبية والصحية في المستشفيات كافة.
وقال: "نحن على أعتاب جريمة جديدة، وذلك بعد إعلان وزير الاتصالات الفلسطيني عن توقف خدمة الاتصالات والإنترنت بالكامل عن قطاع غزة، اليوم الخميس، بسبب نفاد الوقود".
وحذّر المكتب الإعلامي من التداعيات الخطيرة والعواقب الوخيمة المترتبة على إعلان قطع الاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، ما سيسهم في إخفاء تام لكل جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة بحق المستشفيات والمنازل الآمنة وبحق 2.3 ملايين إنسان في قطاع غزة، وتعميق الأزمة والكارثة الإنسانية وقطع الاتصال والتواصل مع فرق النجدة والطوارئ والإغاثة والإسعافات والدفاع المدني والبلديات وجميع المؤسسات المختلفة، وهذا يُعدُّ انتهاكاً لأبسط الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الأعراف الدولية.