الوقت - حسب العديد من الخبراء، فإن عملية طوفان الأقصى لم تثر الدهشة والذهول واليأس لدى الصهاينة فحسب، بل لا يمكن تجاهل حقيقة أنها أثارت استغراب المسؤولين في المقاومة الإسلامية الفلسطينية وحماس أيضاً.
ووفقاً لبعض الخبراء، فإن مفاجأة الصهاينة دفعت المقاومين إلى التقدم نحو الأهداف المحددة سلفاً، وفي الاستيلاء على المقرات والقواعد الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، وکذلك عدد قتلى الصهاينة وعدد الأسرى، حقق نجاحاً کبيراً جداً.
كلما يمر الوقت على عملية طوفان الأقصى المدهشة، تظهر أبعاد مذهلة وغير قابلة للتصديق، إن دراسة مختلف جوانب العملية تشير إلى أن عواقبها تتجاوز الحاضر، وتبرز في مجالات استراتيجية طويلة المدى.
ولا شك أن هذه العملية كانت نقطة تحول في تاريخ فلسطين، وأظهرت بوضوح صورةً للتغلب على 70 عاماً من الذل الذي تعرض له الشعب الفلسطيني ("نازح عن الوطن"، و"نازح في الوطن").
عواقب عملية طوفان الأقصى (أو استناداً إلی الآية 117 من سورة الأعراف عملية "عصا موسى": وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حية تسعى، فـتَلْقَفُ جميع مَا يَأْفِكُونَ)، مهمة للغاية في ثلاث فترات زمنية، قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، لدرجة أنها أثارت عجز وغضب ويأس الصهاينة وشركائهم الغربيين.
ويقال إنه إذا قامت تل أبيب بتدمير غزة وقتلت أضعاف الشهداء الحاليين للفلسطينيين المضطهدين، فلن تتمكن بالتأكيد من تعويض العار الذي ألحقته بها المقاومة الفلسطينية، ومن هذه العواقب والنتائج ما يلي:
1- تم إحياء فلسطين في الرأي العام العالمي، وضاعت كل جهود التحالف الصهيوني الغربي في نسيان القضية الفلسطينية.
2- إحباط تخطيط تحالف تطبيع العلاقات بين الدول العربية في حلف أبراهام.
3- حولت هذه العملية عملياً أحلام بعض الدول العربية في تطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني إلى كابوس.
4- كشفت عملية طوفان الأقصى الوجه المنافق للغرب. فالغربيون، وعلى رأسهم أمريكا، قاموا بقتل شعب غزة المظلوم الأعزل بأبشع طريقة ممكنة، إلى جانب الصهاينة.
5- نتيجةً لهذه العملية، أعربت العديد من الحكومات العربية عن رغبتها في توسيع العلاقات مع إيران.
6- بلغت الكراهية للكيان الصهيوني أعلى مستوياتها خلال 75 عاماً.
7- تجاوزت قضية فلسطين حدود العالم الإسلامي، وأصبحت القضية الأساسية للعالم الإنساني.
8- تظهر التقارير للعديد من وسائل الإعلام والمراكز العالمية، تضرر بنية وفيزياء الکيان الصهيوني، حيث خرجت الأمور عن سيطرة قادة الکيان، وتولت القوات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية عملياً إدارة الأراضي المحتلة.
9- حتى الآن تم إغلاق أكثر من 35 سفارة للكيان الصهيوني في دول مختلفة.
10- آثار انهيار الکيان الصهيوني تُشاهد من الداخل.
11- إضافة إلى الانتشار الكمي والنوعي لكراهية الصهاينة، أصبحت المشاعر العنصرية المناهضة للفصل العنصري والمناهضة للصهيونية ساخنةً للغاية في العالم.
12- خلافاً لـ 75 عاماً الماضية، الآن وتحت تأثير هذه العملية، تشكل ميزان الرعب ضد الصهاينة ولمصلحة المقاومة.
13- تعمّق مستنقع الکيان الصهيوني بهذه العملية، وعملياً استبدل هدوء الاحتلال الصهيوني بالكابوس القاتل.
14- بهذه العملية، ازداد تصميم الضفة الغربية والجناح العسكري لحركة فتح (عرين الأسود) على القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق، وارتباط المقاومة في الضفة الغربية بقطاع غزة زاد من يأس وارتباك الصهاينة.
15- تزايدت فضيحة حقوق الإنسان الغربية والأمريكية لدی الرأي العام العالمي.
16- بعد 75 عاماً بدأت عملية الهجرة العكسية للصهاينة.
17- عدم عودة سكان المستوطنات المحيطة بالجدار العازل (التي تعرضت للهجوم)، أدخل الاحتلال في مأزق جديد.
18- الكشف عن نقاط الضعف لدى الکيان الصهيوني في مجال الدفاع والأمن.
19- تضرر الاقتصاد الصهيوني؛ فإضافة إلى تدمير صناعة السياحة، انتشرت موجة الحظر على البضائع الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم.
20- توصل نظام الهيمنة إلى اعتقاد قطعي باستحالة إزالة محور المقاومة من المشهد الفلسطيني من الآن فصاعداً.
21- من الآن فصاعداً سيُنظر إلى المقاومة على أنها الفاعل الأساسي في كل مشهد فلسطين.
22- بعد 75 عاماً، انتهی إذلال الفلسطينيين، وبدأ إذلال الصهاينة للتو.
23- تم دحض أسطورة "الصهيونية التي لا تقهر" بطريقة مخزية.
24- الهيمنة الاستخباراتية الصهيونية المبالغ فيها تحولت إلی السخرية والاستهزاء بالصهاينة.
25- قرع جرس فشل مشروع القوقاز الإسرائيلي واستيلاء جمهورية باكو على سيفنيك.
26- تم تثبيت الوحدة الميدانية لمحور المقاومة بشكل ملموس وفعال.
27- كُشف للعالم عمق 75 عاماً من الجرائم والمآسي والنفاق وقتل الأطفال.
28- إسقاط هيبة وهيمنة السلطات العسكرية والاستخباراتية والأمنية والسياسية للکيان الإسرائيلي.
29- صعود الرأي العام ضد تعاون الغرب مع الکيان الصهيوني في الإجرام والجرائم الشنيعة في غزة، يأخذ لوناً جديداً كل يوم.
30- انهار جدار الخداع للتحالف الصهيوني الغربي، وانتشرت في العالم موجة عارمة من الصحوة الإنسانية ضد الاحتلال الصهيوني.
خلال هذه العمليات والاستيلاء على مقرات وقواعد الصهاينة، حصل المقاومون على وثائق سرية تماماً وقيمة للغاية، والتي كانت أثمن بكثير من حياة أكثر من 100 من كبار الضباط الأسرى، وكشفت كل نقاط ضعفهم، وحقيقة أن الکيان الصهيوني يحتاج إلى عدة سنوات لتغيير البنية التحتية المكشوفة، وقد منح اليد العليا للمقاومة الفلسطينية.