الوقت - إن الهجمات الوحشية التي يشنها الکيان الصهيوني على شعب غزة الأعزل تدخل أسبوعها الثاني، وقد أثار استشهاد 7 آلاف و741 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، غضب أحرار العالم.
ورغم أن أيديهم قاصرة عن مساعدة الشعب الفلسطيني بشكل مباشر؛ لكن الأساليب الأخرى، مثل مقاطعة منتجات الکيان الصهيوني، هي موضوع ساخن للحملات العالمية.
العديد من الشركات الشهيرة التي لها حضور قوي في حياتنا اليومية؛ لها ارتباط مباشر أو غير مباشر باقتصاد الکيان الصهيوني، وبمساعدتها توفر الوقود لصواريخ هذا الکيان ضد الأطفال الفلسطينيين.
"كوكا كولا" هي إحدى الشركات متعددة الجنسيات الموالية للصهيونية، وتخصص سنوياً 17% من دخلها لمشروع أرض الميعاد الصهيوني.
في عام 1966، اتخذت شركة كوكا كولا خطوةً مهمةً في تحقيق استقرار هذا الکيان، من خلال إنشاء مصنع في فلسطين المحتلة، مع كسر الحصار الاقتصادي العربي ضد الکيان الصهيوني.
وقد وصفت وزارة خارجية الاحتلال، في إحدى الصحف الصادرة هذا العام، ستة أحداث بالحيوية، ومعارضة شركة كوكا كولا الواضحة للعقوبات المفروضة على الکيان الصهيوني من قبل الدول الإسلامية، هي أحد هذه الأحداث.
وأعلنت صحيفة هآرتس في 19 يوليو 2002 أن شركة كوكا كولا تريد بناء مصنع جديد في فلسطين المحتلة في "كريات جات" لتشغيل 700 صهيوني، مقابل مساعدات بملايين الدولارات من الحكومة الإسرائيلية (على شكل حوالي 50 مليون دولار إعفاءات ضريبية).
وفي عام 2003، كشفت وكالة الديسابورا اليهودية، من خلال نشر تقرير لها، عن الدعم واسع النطاق الذي تقدمه الشركات العالمية الكبرى للصهيونية والکيان الصهيوني.
ووفقاً لهذا التقرير، تساهم كل من كوكا كولا وبيبسي بمبلغ 2.3 مليار دولار سنوياً لتحقيق أهداف هذه الوكالة، ويشكل هذا الرقم 4.5% من إجمالي المبيعات السنوية لهذه الشركات، والتي تزيد على 70 مليار دولار.
كما تمسكت شركة بيبسي بمقاطعة الدول العربية لهذا الکيان حتى عام 1991؛ لكن هذه الشركة استأنفت أعمالها مع هذا الکيان بعد ذلك، وكما ذكرنا فهي الآن تعتبر من الرعاة الماليين للکيان.
وفي عام 1998، حصلت نستله أيضًا على جائزة اليوبيل من بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الکيان الصهيوني، وتمنح هذه الجائزة لأكبر الشركات المغذية لاقتصاد الكيان الصهيوني.
وإضافة إلى هذه الشركات، جمعت حملات المقاطعة الحكومية الإسرائيلية المختلفة قائمةً من العلامات التجارية الشهيرة، التي أعلنت صراحةً دعمها للاحتلال، أو ترتبط بالشركات الأمريكية والأوروبية والآسيوية التي دعمت دولها حرب الکيان الصهيوني.
وتشمل هذه القائمة ماكدونالدز وهارديز وبرجر كنج، ونستله وكوكا كولا وليبتون وستاربكس، وسيارات هيونداي الكورية الجنوبية، والمنظفات من ماركة "تايد" و"ارييل"، ومستحضرات التجميل الأمريكية "كايلي جينر" و"لوريا"، وشركة "إتش بي" لتكنولوجيا المعلومات، وشرکة IBM التي تنتج وتسوق أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات الوسيطة، والملابس والمعدات الرياضية من العلامتين التجاريتين "نايكي" و"بوما".
ويقول رفعت سيد أحمد، وهو خبير في الصراع العربي الصهيوني ورئيس مركز أبحاث يافا المصري، إن العقوبات الاقتصادية هي سلاح أثبت فعاليته خلال الانتفاضة الفلسطينية عام 2000؛ بحيث سيلحق الضرر بالبضائع الأمريكية بنحو 750 مليون دولار.
من خلال بحث بسيط، يمكننا العثور على بضائع إسرائيلية وهي متوافرة بكثرة أيضًا في السوق الإيرانية؛ مثل سيريلاك، كيت كات، ماجي، كوفي ميت، نسكافيه، كوكا كولا، بيبسي، دنت، دوميستوس وداو.
يبدو أن الجماعات الشعبية يمكنها إنشاء حملة لإزالة المنتجات التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على اقتصاد الکيان الصهيوني من سلة تسوق الأسر، وتوجيه ضربة لإضعاف اقتصاد الکيان، حتی ينفد قريباً وقود الصواريخ التي تقتل أكثر من 100 شخص يومياً في قطاع غزة.